
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نشـرَ الصـّباحُ علـى الظّلامِ جناحا
فـامْلا الكـؤوسَ فلا أراهُ جُنَاحَـا
واسـْتَجْلِ بِكْـراً عُتّقـتْ مِنْ قَبْلِ نو
حٍ شــُرْبُها يَــدَعُ الضـَّلالَ فَلاحَـا
صـَفْرَاءَ تَلْمَـعُ فـي الزُّجَاجِ كأنَّها
ذهـبٌ يُـذابُ مـع اللُّجيـن فَسـَاحَا
قَـدْ قُدّسـَتْ منْ قبلِ عِيسى في الشَّآ
م لـذا بِهَـا قلـبُ الكَليم تَلاحَى
يَسـْعَى بهـا تُرْكِـي المَحَاسِنِ أهيَفٌ
بلحــاظِهِ ملأِ القُلــوبَ جراحَــا
بَــدْرٌ تَـرَى للشـَّمْسِ مِـنْ وَجَنَـاتِه
خَجَلاً ومـن زهـرِ الجـبينِ صـَباحَا
يَخْتـالُ في الروضِ البسيمِ فينثني
طرَبــاً ويخْتَلـسُ الأسـودَ كفاحَـا
ويغـارُ غُصـْنُ البانِ منهُ إذا مَشى
بيـن الرِّياضِ وقامَ يَجْلُو الرَّاحا
اللـه أكـبرُ فـي جمالِ التّرْكِ ما
يَــدَعُ الأفاضـِلَ تَسـْتبينُ نَجاحَـا
قــومٌ لهُـمْ فِعْـلُ الجميـلِ سـَجيةٌ
ونــوالُهُمْ مَلأ النّزيــلَ صــَلاحَا
أو مـا تـرى عُثمانَ باشا قد غدا
لفريــقِ ذاتِ الأكرَميــنَ رَباحَـا
شــَهْمٌ فَريـقُ المـالِ منـهُ مُفـرَّقٌ
وبِجَــاهِهِ ســَعْدُ المَســَرّة لاحَـا
يَســْتَعْبدُ الأحــرارَ فـي أفضـالِهِ
وإذا رنَـا يَكْسـو الكِرام وِشاحَا
ولــه أبقْــراطُ المُفَــدَّى شـاهِدٌ
يُثنـي عليـهِ مدى الزَّمان صُرَاحَا
أيّــامُهُ غُــرَرُ الزَّمــانِ ووقتُـهُ
طيـبَ التَّهـاني للسـُّرورِ أَباحَـا
وَصــَوادحُ الأطْيــار تُنْشـِدُ فَرْحـةً
أنَّــى بَــدَا لا تَســْتَطيعُ رَواحَـا
غنَّى الهَزارُ لَدَى الصَّباحِ مُداعباً
مَـنْ كـانَ يَرْجُـو مِـنْ عُلاهُ سَماحَا
والــوَرْدُ أضــْحى للقُـدومِ مُهَيَّـأ
مـنْ حَيْـثُ مـا عَرْفُ العَباهِرِ فاحَا
يـا أوحَـدَ الـوُزَراءِ والأسَد الّذي
ظُلــم التّظلُّـمِ بالسـُّيوفِ أزاحَـا
قَـدْ جـاءَكَ العيـدُ السَّعيد مُهَنّئاً
بــدوامِ ســَعْدِكَ لا يَـرومُ بَراحَـا
فاهْنـأ بِـهِ مـا غنَّتِ الوَرْقا وَما
نَشـرَ الصـَّباحُ علـى الظَّلامِ جَناحَا
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).