
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنَســـْمَةُ الفَجْــرِ أمْ نَشــْآتُ إســْفَنْطِ
أَضــْحَتْ تُخَبّرُنــي عــنْ حَالـةِ البَسـْطِ
أم تِلْــكَ خَــوْدٌ تَهَـادى فـي مَجَالِسـِنا
بنُــورِ حُسـْنٍ بـدا مِـنْ ظَـاهِرِ الرَّيْـطِ
نعــمْ تَجَلّــتْ لنــا خُرْعُوبــةٌ ســحراً
وورْدُ وجنَتِهــا يزْهُــو علــى الخَمْــطِ
تَســقي بِكـأسٍ ثـوى مثـلَ العقيـقِ إذا
أغنـاهُ طيـبُ اللّمَـى الخَمْـرِيّ عن خِلْطِ
أرْمَـــتْ لواحِظُهــا نَبْلاً وهــىَ جَلــدِي
ومـا لِقـرْحِ الصـّبَا فـي الحُـبِّ منْ بَطِّ
فتانَــةٌ لــو رأى الصــُّوفيُّ طلْعَتَهــا
ألهتْــهُ غُرَّتُهــا عَــنْ مَنْهَـجِ القِسـْطِ
مُــذْ أقبَلَـتْ تنجلـي فـي ليـلِ طُرَّتهـا
أبْصـَرْتُ شـَمْسُ الضـُّحَى مِـنْ جُملةِ الوَهْطِ
هيفَــاءُ مـن قـدِّها الأغْصـَانُ فـي خَجَـلٍ
ميْســاءُ فــي مَشـْيها لوّاحـةُ القُـرْطِ
لَـوْ أنَّهـا أسـْفَرَتْ فِـي اللّيـلِ بُرْقُعَها
رَأَيـتَ بَـدْرَ الـدُّجَى فـي غَايَـةِ الغَمْطِ
يـا لائِمِـي فـي الهَـوَى خَـلِّ المَلامَ فَمَا
لامَ الشـَجيَّ سـوى مـن لـجَّ فـي البَعْـطِ
ظَــنَّ الجَهُـولُ بنـا ظَـنَّ القبيـحِ وهـلْ
يـدرِي العَـدُوُّ سـوى البُهتَـانِ والجَلْطِ
مِــنْ شـَأنِهِ سـَفَهاً عَيـبُ الكِـرَام بمَـا
أخْفَــتْ ســَريرتُهُ مــن حَالــةِ الثّـرْطِ
ألــمْ يَــروْا أنّنـي بَـدْرٌ سـَما شـَرَفاً
أمَــدّهُ بالســّنا طُــرّاً بنـو الشـّطّي
مُحمّـــدٌ أحمـــدُ الميمــونُ طَــالعُهُم
تبْـــدُو مَــآثِرُهم بالفَضــْلِ للنّخْــطِ
بُـدورُ فضـْلٍ زَهَـتْ فـي الكَـوْنِ طلْعَتُهـا
تَكْسـُو الرّشـيدَ سـَناً وتُرشـِدُ المُخْطِـي
مِـنْ فقـهِ ميراثِنـا قـدْ حَصـّلوا أمَـداً
مــا لا يُحَصــِّلهُ الشَّنْشــُوري كالسـِّبط
فــرائِضٌ فرَضــَتْ أنْــفَ العَــدوِّ وقــدْ
أودَتْ بجَمْــعِ العــدَا للحَتْـف والقـطِّ
وعلـــمُ حســـّابنا شــادُوا دعــائِمَهُ
حتّــى بـدا هائِمـاً مِنْـهُ ذَوُو القِبْـط ِ
فُقَهَـاءُ قَـدْ أيْنَـعَ الفَـرْعُ البَهـيُّ بِهمْ
وأحْكَمُــوا أصــْلَهُ فـي غايَـةِ الضـَّبْطِ
حَلُّـوا ذُرَا المُنْتَهـى والمجـد فـي مدَدٍ
فــأبْهَتُوا مـن سـنَاهُم صـاحِبَ السـِّقْطِ
يـا طالبـا مقنعـاً مـن فقـه مـذهبهم
دم في السّرى نحوهم واشكر لذا الرّهط
واحْـذَر تُعـادِلْ بِهـمْ فـي العِلْمِ مُدّعياً
يـروي النُّقُـول الأُلـى في غايةِ الخَبْطِ
هُــمْ حقّقُــوا مــذْهبَ الصـّدّيق سـيّدنا
نجـلِ ابـنِ حنبـلِ ذي الإنْصـَافِ والحَوْط ِ
فَصـَارَ مِـنْ نَظْمِهـمْ فـازُوا بنيْـلِ منـى
لا ينتهــي أبـداً كالـدُّرِّ فـي السـِّمْطِ
يـا طالمَـا رحلَـتْ أهْـلُ الكَمَـال لهُـمْ
حيْـثُ اللّقـا راحـةٌ مِـنْ شـدّةِ الشـَّحْطِ
ســَلْ آل نَجْــدٍ وسـَلْ آل العـراقِ فكـمْ
تعـبَ المهـاري لهُـم بالشـَّيلِ والحَـطِّ
واســـألْ مقادســـة تنمــى لنَــابُلُسٍ
كـم يبـذُلُوا للسُّرى الأرْواحَ في الغيطِ
هَجَــرُوا منــازلَهُم شــَوقاً لرُؤيتهــمْ
واسـتبدلُوا كُتُبـاً عـن فـاخِرِ البَقْـطِ
ورْدُ الكمــالِ حُلـى مـن طِيـب منْطقِهِـمْ
إذ شــَيَّدُوا أصــْلَهُ بـالرُّكْنِ والشـَّرطِ
زواهِــرُ العلْــمِ بــالتّحقيقِ مطلَعُهَـا
يُخْفِـي مُرِيـدَ الثّنـا مِـنْ مُهْمَلِ النّقْطِ
فــالله يُتْحفُهُــم بـاللُّطْفِ مـا صـَدَحَتْ
حمامَــةُ المُنْحنَـى فـي أطيـبِ اللَّفـط ِ
وقـالَ داعِـي الهَنَـا حَيْـثُ السُّرورُ بَدَا
أَنَســـْمَةُ الفَجْــرِ أمْ نَشــْآت إســْفَنْطِ
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).