
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَـزْتُ المَفَـاخِرَ مِـنْ سَنا أهْلِ النُّهى
وقطفْـتُ مـن وردِ المعَالي المُشْتَهَى
وجعلْـتُ فـوقَ الشـَّمْس أدْنـى رُتْبـتي
وأتـى إلـيّ مـنَ الفُنـوِن المُنتَهَى
وترَكْــتُ قــولَ مــولّهٍ رَام الهَـوى
فهـوَى صـَريعاً يشـْتكي لَحْـظَ المَهَا
مـــتيقظٌ للــدّهْر ذُو فكــرٍ ســَمَا
أجني المعانيَ لوْ توارَتْ في السُّها
إنْ لــم أكُــنْ أُرْجـى لكـلِّ فضـيلةٍ
وأفـوزُ فيهـا كـاللُّيوثِ فمـنْ لها
إن يَجْهَـلِ الـدَّهر الجَهُـولُ مكـانتي
فلسـوْفَ يعلمُهـا إذا عَصـْري انتهَى
يـا دهـر أيقـظ جفـن عينـك إننـي
كالسـيف أنشـب بيـن حلقك واللها
كــم ذا تلاحِــظُ كــلَّ فَــدْمٍ جاهـلٍ
وعـنِ البليـغِ أراكَ طرْفُـكَ قد سها
لا عتْـبَ فيمـا قـدْ صـنعْتَ فـإنَّ مـنْ
يُبلـى بـداءِ الجَهْل قد عدمَ النُّهَى
قَـدْ حـزْتُ بالجَـدّ السـّعيدِ مَراتبـاً
تــدَعُ الحَســُودَ بمــدْحِها متفوِّهـا
مـنْ سـادةِ العُـرْبِ الكِـرامِ أصُولنا
فلــذا المعـالي لقَّبتنـي بابِنهـا
يــا مُنْكِــراً قـولي بجهْـلٍ حاسـِداً
سـلْ طيبـةَ المُخْتـارِ عَنْ ذاكَ البَها
ثــم انثنـي نَحْـوَ العَقيـقِ ورامـةٍ
تُنبيــكَ بــدرٌ أنّنــا كُنَّـا بهـا
بلـدٌ لهـا الشـَّرفُ الرَّفيعُ ومَنْ عَمِي
عــنْ فضــْلها أمْسـى يـذُمُّ مُوَهْوِهَـا
أنَّــى تَــرومُ الســَّالكينَ وإنَّنــي
لازمْــتُ جــدّاً صــرْتُ منْـهُ مًطَمَّهـا
وســريْتُ فـي جُنْـح الـدَّياجي للعُلا
حتّــى غَــدَوْتُ قَبَيْـلَ صـُبْحي مِـدْرَها
مــالي وللتقليــد للكتــب الـتي
تحـوي الجهالـة للـذي قـد أمهـا
يـا دهَـرُ بالتَّقليـدِ طرْفُـكَ في عمى
وعـن الـدَّليل جُمُـودُ فًهْمِـكِ نزَّهـا
هَـلْ مِـنْ أُهيـلِ الـوقتِ ذلك قد سَرى
أمْ صـرْتَ مِـنْ بَعْـدِ المسـافةِ أبْلَهَا
قــومٌ لَهُــمْ فَخْــرٌ بِنقــلِ مَسـائِلٍ
لا يَفُقهُــــونَ أُصـــُولَهُنَّ تَعَتُّهَـــا
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).