
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فِـي رِيَـاضٍ طيبُهـا الـذَّاكي سَمَا
قَـد كَسـَاها الأنْـسُ ثَوْبَ السُنْدُسِ
زَارَتِ الأفْــرَاحُ فِيهــا عنْــدَمَا
نُورُهَــا يَجْلــي ظلامَ الحِنْــدِسِ
فـي حِمـى الشـَّهْمِ الهُمَامِ الأمْجَدِ
نُـورِ أهْـلِ اللـه كَشـَّافِ الظَّلامْ
ذَاكِــي الأخْلاقِ ســَامِي المَحْتِــدِ
مُظْهِـرِ الأسـْرَارِ مِـنْ دينِ السَّلامْ
وغــدا المجــدُ يقــولُ مقصـدي
نـورُ بـدْر الدِّين مصْباح الأنامْ
يـا لـهُ بَحْـراً خِضـَماً قَـدْ طَمَـى
فَيْضــُهُ يُهْــدِي حَيَــاةَ الأنْفُـسِ
عَــمَّ كُـلَّ النَّـاسِ طُـرّاً بِـرُّ مَـا
يَكْتَسـِي مِـنْ فَضـْلِهِ مَـنْ يَكْتَسـِي
هَـامَتِ الأرواحُ مِنّـا فـي انْشراحْ
وصــَفَتْ أوْقَاتُنــا فـي كـلِّ آنْ
وَغَــدَوْنا نَجْتَلــي كأســاً وَرَاحْ
مِنْ خُمورِ اللّفظِ في هذا المَكَانْ
زالــتِ الأكــدَارُ والإســْعَادُ لاحْ
ولســَانُ الحـالِ منـا ترْجُمَـانْ
وغَــدا البَــدْرُ نَـدِيمَ النُّـدَمَا
وهـوَ سـَحْبَانُ الذَّكَا في المَجْلِسِ
وعظيــمُ الفَتْــحِ أبْــدَى شـيما
مِــنْ سـَنَا ذَاكَ الهُمَـامِ الأنْفَـسِ
صـِحْتُ شـَوقاً يـا فُؤادي يا فُؤاد
ليـسَ سـُعْدى لَيْـسَ لَيلَـى مَقْصِدِي
لسـْتُ أشـْكُو مـنْ رُقادِي حينَ باد
واعـتراني السـُّقْمُ يَسْطُو باليَدِ
إنّمــا قصـْدِي وسـُؤلِي والمُـرَادْ
نظـرَةٌ مـنْ فَضـْلكُم كَـيْ أهْتـدِي
فــارفُقوا بالصـَّب فِيكُـم كَرَمـا
قبْــلَ أنْ يَبْــدُو تَلاشـى النَّفـسِ
وَخُــــذُوا بيَــــدهِ فَرُبّمــــا
مِـنْ كُـؤوسِ الفَتَـحِ يوماً يَحْتَسِي
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).