
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا لَقَيْـسٍ لِمَـا لَقِينَـا الْعَامَـا
أَلِعَبْــدٍ أَعْرَاضــُنَا أَمْ عَلَـى مَـا
لَيْــسَ عَــنْ بِغْضــَةٍ حُـذَافَ وَلَكِـنْ
كَـــانَ جَهْلاً بِـــذَلِكُمْ وَعُرَامَـــا
لَـمْ نَطَـأْكُمْ يَوْمـاً بِظُلْمٍ وَلَمْ نَهْـ
ـــتِكْ حِجَابـاً وَلَـمْ نُحِـلَّ حَرَامَـا
يَا بَنِي الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدَانَ وَالْبِطْـ
ـــنَةُ يَوْمـاً قَـدْ تَـأْفِنُ الْأَحْلَامَـا
إِذْ أَمَرْتُــمْ عَبْـداً لِيَهْجُـوَ قَوْمـاً
ظَـالِمِيهِمْ مِـنْ غَيْـرِ جُـرْمٍ كِرَامَـا
َوَابْتَغَيْتُــمْ شــَكْوَى بِغَيْـرِ شـَكَاةٍ
وَنَســِيتُمْ مِــنْ نَصــْرِنَا أَيَّامَــا
يَوْمَنَــا بِالْمَســِيلِ فِـي سـَيِّدِيْكُمْ
حَيْـثُ غِبْتُـمْ وَإِذْ حَضـَرْنَا الْهُمَامَا
وَالَّتِـي تُلْبِـثُ الـرُّؤُوسَ مِنَ النُّعْـ
ــمَى وَيَـأْتِي إِسـْمَاعُهَا الْأَقْوَامَـا
يَــوْمَ حَجْــرٍ بِمَــا أُزِلَّ إِلَيْكُــمْ
إِذْ تُـذَكِّي فِـي حَـافَتَيْهِ الضـِّرَامَا
حَـارَ فِيـهِ بَـاقِي الْعُقَـابِ فَأَضْحَى
بَــائِدُ النَّخْــلِ يَفْضـَحُ الْجُرَّامَـا
فَتَرَاهَـا كَـالْحُبْسِ تَسـْفَعُهَا النِّيـ
ـــرَانُ ســُوداً مُصــَرَّعاً وَقِيَامَـا
ثُـمَّ بِـالْعَيْنِ عُـرَّةٌ تَكْسـِفُ الشَّمْــ
ـــسَ وَيَوْمـاً مَـا يَنْجَلِـي إِظْلَامَـا
إِذْ أَتَتْكُـمْ شَيْبَانُ فِي شَارِقِ الصُّبْـ
ـــحِ بِكَبْــشٍ تَــرَى لَــهُ قُـدَّامَا
فَغَــدَوْنَا عَلَيْهِــمُ بُكْــرَةَ الْـوِرْ
دِ كَمَـا تُـوْرِدُ النَّضـِيحَ الْهِيَامَـا
بِرِجَــالٍ كَالْأُســْدِ حَرَّبَهَـا الزَّجْــ
ـــرُ وَخَيْـلٍ مَـا تُنْكِـرُ الْإِقْـدَامَا
لَا نَقِيهَــا حَــدَّ السـُّيُوفِ وَلَا نَـأْ
لَــمُ جُوعـاً وَلَا نُبَـالِي السـُّهَامَا
ســَاعَةً أَكْبَـرَ النَّهَـارُ كَمَـا شـَدْ
دَ مُخِيــــلٌ لِنَـــوْئِهِ أَغْنَامَـــا
مِــنْ شــَبَابٍ تَرَاهُــمُ غَيْـرَ مِيـلٍ
وَكُهُــــولاً مَرَاجِحــــاً أَحْلَامَـــا
ثُـمَّ وَلُّـوا عِنْـدَ الْحَفِيظَةِ وَالصَّبْـ
ــرِ كَمَـا يَطْحَـرُ الْجَنُوبُ الْجَهَامَا
ذَاكَ فِــي جَبْلِكُــمْ لَنَـا وَعَلَيْكُـمْ
نِعْمَــةٌ لَــوْ شــَكَرْتُمُ الْإِنْعَامَــا
وَإِذَا مَــا الــدُّخَانُ شــَبَّهَهُ الْآ
نُـــفُ يَوْمــاً بِشــَتْوَةٍ أَهْضــَامَا
فَلَقَـدْ تُصـْلَقُ الْقِـدَاحُ عَلَى النَّيْـ
ـــبِ إِذَا كَــانَ صــَلْقُهُنَّ ذِمَامَـا
بِمَســَامِيحَ فِــي الشـِّتَاءِ يَخَـالُو
نَ عَلَـــى كُــلِّ فَالِــجٍ إِطْعَامَــا
وَقِبَــابٍ مِثْــلِ الْهِضــَابِ وَخَيْــلٍ
وَصــِعَادٍ حُمْــرٍ يَقِيــنَ السـِّمَامَا
فِــي مَحَــلٍّ مِــنَ الثُّغُـورِ غُـزَاةٍ
فَــإِذَا خَـالَطَ الْغِـوَارُ السـَّوَامَا
كَـانَ مِنَّـا الْمُطَـارِدُونَ عَـنِ الْأُخْـ
ــرَى إِذَا أَبْدَتِ الْعَذَارَى الْخِدَامَا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م