
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتيـت الحبيبـة فـي ليلـة
وبعـد اللتيّـا وبعـد التي
دخلـتُ إِلـى خـدرها باكيـاً
فمـا شـفع الدمع في جرأتي
ولكنهــا رضــيت بالجـدال
وقـد عرفت في الهوى قيمتي
فقـالت إذا كنـت لا ترعـوي
سـألقي بنفسـي إِلـى اللجة
ومــا أنــت بعـدئذ صـانعٌ
فقلــت أغــوص علـى دربـى
فقالت سأفلت في الماءِ منك
مـتى مـا استحلتُ إِلى سمكة
فقلـت أصـيدك قبـل الفرار
وأرجِـــعُ فيــك فلا تفلّــي
فقـالت سـأطلع بين النجوم
فكيــف تنــال إذن نجمّــي
فقلـت سـأغدو ضباباً كثيفاً
فليسـت تـراك سـوى مقلـتي
يـبرقع وجهـك مثـل النقاب
ويظفــر بالشــم والقبلـة
فقـالت أعـود إِلـى روضـتي
وفيهــا أحـالُ غِلـى زهـرةِ
واروي عروقــي مـن مـدمعي
فقلـت بـل الـريُّ من مهجتي
فـإني سأصـبحُ قَطـر النـدى
أقطّــر روحـي علـى وردتـي
فقـالت أقيـمُ بـدير أيـوب
واسـتغفر اللـه عـن زلـتي
فقلــت سـأغدو بـهِ كاهنـاً
يعـــرّف راهبــة التوبــة
فقـالت إِذا كـان هذا فإني
أمـوت وأرتـاح مـن عيشـتي
فقلـت ولا الموت يقصيك عني
فــإني أحــالُ إِلـى تربـةِ
تضـم ضـلوعي جسـم الحـبيب
وأبلــغ بالوصــل أمنيـتي
فلمـــا رأت إن لا مهربــاً
وإن التشــبث مــن شـيمتي
وإنــيَ فــي حبهــا صـادق
وإن بكــائيَ مــن لوعــتي
رثـت لـدموعي وألـوت علـيَّ
تكفكــفُ قبلاتهــا عــبرتي
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.