
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتيـــت فألفيتهــا ســاهرة
وقـد حملـت رأسـها باليـدين
وفــي صــدرها زهـرة ناضـرة
رأيــت بأطرافهــا دمعــتين
وقــد وقفــت دمعــة حـائرة
علـى خـدها مثـل ذوب اللجين
فقلــت علامَ البكــا والحـزن
وكيــف تبــدل ذا الإبتســام
فقـالت هـو الـدهر لا يـؤتمن
وفــي قوســهِ منـزعٌ للسـهام
رضـيت الـذكاء رضـيت الحسـب
رضــيت اليـراع يخـط العجـب
رضــيت الوفــاء رضـيت الأدب
ولكنهـــم أنكـــروه نســـب
فلا نسـب اليـوم غيـر النشب
وإن بكــائي لهــذا الســبب
فقلـــــت علامَ عزمــــت إذن
فقــالت ومـدت يـداً للـوئام
إذا أنـا مـا صـنت عهدي فمن
فقلـت ومثلـي يرعـى الـذمام
وكـان الفـراق وكان التداني
تـداني الفـؤاد وهجـر الجسد
يمـر بنـا الشـوق فـي كل آن
فيخطـف مـن صـبرنا مـا وجـد
إِلـى أن تحجـر صـدر الزمـان
وخلنـا الفـراق فـراق الأبد
فلمــا شــفعنا إليــه فحـن
واســهر أجفاننــا ثـم نـام
رأت ورأيــت مثــال الشــجن
تمثــل فـي هيكـلٍ مـن عظـام
وكـان نـدى الطـلِّ فوق الشجر
يســيل فيبكـي عيـون الـورق
وقــد علقــت نقــط بـالثمر
كمـا وقـف الـدمع تحت الحدق
فقلت انظري الطير كيف استتر
ونــوَّح ينــدب عهــداً ســبق
فقــالت تنقــل فـوق الفنـن
وليــس جــواه جـوى مسـتهام
أليـس التنقـل فـي شـرع مـن
يحــب حــرامٌ فقلــت حــرام
أحبــــك لا لجمـــال وُصـــف
فكـان الرسـولَ إِلـى كـل قلب
ولا لكمــــال بـــه تتصـــف
صــفاتك فـي كـل صـوب وحـدب
ولا لـــذكاءٍ عجيـــب عـــرف
فكـان السـبيل إِلـى كـل عجب
ولكــن هـذا الفـؤاد افتتـن
بـانتِ وأنـت المنـى والمرام
وكــل الـذي فيـك حلـوٌ حسـن
وكــل الــذي بفـؤادي هيـام
ســلامٌ علــى روحـك الطـاهرة
ســلام علـى سـرّ ذاك الكمـال
ســلام علــى ذاتـك الحاضـرة
بقلـب يراهـا بعيـن الخيـال
ســلام علــى مهجــةٍ طــائرة
حنينــاً إِلـى ذلـك الإتصـال
تفرقنـــا عاديــات الزمــن
ةتجمعنــا حادثــات الغـرام
فنحيـى جسـوماً بهـذي الفتـن
ونحيـى نفوسـاً بـذاك السـلام
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.