
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتريـــدين مثلمـــا قـــد حـــوى
ثغــرك هــذا مــن لؤلــؤ الأسـنان
لؤلــــؤ هـــامت البحـــار بـــه
حبًّــا وخــافت عليـه عيـنَ الحسـان
خبــأته فــي طــي أصــدافها فــي
جوفهـــا بيـــن أعمــق الوديــان
أتريــــدينَ أن أغــــوصَ عليــــه
وكفـــاني رضـــاكِ عَمـــا أعــاني
وإذا كنــــــت تـــــؤثرين وروداً
عـــزَّ وجـــدانها بكــانون ثــاني
نضـــرت وازدهــت كخــديك والنــض
رة فيمـــا يقـــال حســـنٌ ثــاني
وإذا كــان ذلــك الــورد مبيضــًّا
فلـــي مـــن دمــي صــباغٌ قــاني
أتريـــدينها وحاشــايَ مــن بخــلٍ
بــــوردٍ أو لؤلــــوءٍ أو جمـــانِ
أم تريــدين خيـر مـا تظهـر الشـم
س لعشــــاقها مــــن اللمعــــان
إنَّ ربّ الأربــــاب غـــار عليهـــا
فحماهــــا برهطهـــا الرحمـــاني
غيــر أن الغــرام يســمو إليهــا
بـــيَ حـــتى أمســـها بالبنـــان
إننـــي أركـــب الســحاب فــاحوى
كتلــةً مــن شــعاعها النــورداني
أتريــــدينها لآلىــــءَ أم مــــن
وهـــج الشـــمس أم ورود الجنــان
وهنـــا اســتاءَت الحبيبــة حــتى
خفــت مــن حكمهــا بقطــع لسـاني
لــم تــرق هــذه الهبــات لـديها
وهــي ترجــو مــا كــان بالإمكـان
فقضــــت أننـــي بخيـــل وإنـــي
لجـــديرٌ بـــالحبس فــي هميــاني
ثــم قــالت وقــد خطـت خطـوة نـح
وي ولكننــــي لبثــــت مكــــاني
حســــب هـــذا اللســـان جـــوداً
فقد نلت به اليوم فوق ما قد كفاني
والــذي بـات قلبـه لـي فمـا يهـد
ي إذا كــــان قلبــــه أهـــداني
إن هـذا الفـؤاد يهـدي مـدى العـا
م ولكـــن للعيـــد قلـــب ثـــان
قُبّــح الشــعر أنــه بــات والصـد
ق نقيضــــين ليــــس يجتمعــــان
يـا أهيـلَ القريـض بـل كـل يـا من
ينتمـــي بينكـــم لأهــل البيــان
أنتـم الظـالمون فـي الأرض لا تخشون
فينـــــا عدالـــــة الرحمــــانِ
فهـــــداياكم الكلام ولا ترضـــــو
ن منــــا إِلا بخيــــر المعـــاني
وجــرى بيننــا العتــاب إِلــى أن
عقـــد الصـــلح بيننــا حاكمــان
حــــاكمٌ عـــادلٌ يلقـــب بالـــح
بِّ وقـــاضِ يـــدعى ببنــت الحــان
فمضـــت ســـاعة بعـــامٍ وكـــانت
هبـــة العيـــد إننـــا راضــيانٌ
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.