
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ماالــذنب ذنبـك بالـذي وصـموكِ
فلقــد نشــأتِ كمــا أراد ذووكِ
تركـوك لا أدبـاً يصـون عن الخطل
ومضــوا بلا أمـل فعشـت بلا أمـل
وشـقيت حـتى هـوَّن الـذل الزلـل
لــم يظلمـوك بـأنهم ذلـوك بـل
ظلمـوا العفـاف وكـلَّ طهـرٍ فيـكِ
فغـدوت مثل الغصن مال مع الهوى
والنجـم من أوج الطهارة قد هوى
لا عطــف فيـك ولا خنـان ولا جـوى
يـدعوك أربـاب الهوى بنت الهوى
لـو انصـفوا بنـت الرصـيف دعوكِ
فلأنــت عــار الحـب وهـو مقـدسُ
والحـب أرقـى فـي النفوس وانفس
مـن أن تحـنَّ إليـه هـذي الأنفـس
فــدعي الغــرام بـاهلهِ يتقـدسُ
وهــواك فاســتغوي بــه شـاريكِ
قد قيدوا إسمك في السجل وسهلوا
هـذا البغـاءَ عليـك فيما سجلوا
والنـار فـي هـذي الدفاتر أجملُ
لكنهـم لـو يعقلـوا لـم يفعلوا
فكــــأنهم بـــأكفهم قـــادوك
بئسـت حـرائر كنـتِ أنـتِ سياجها
وبطـون إثـم قـد غـدوت نتاجهـا
افتنزعيـن عـن الطهـارة تاجهـا
ويقــال إنـك قـد غـدوت علاجهـا
وإذا شــفين فمــن عسـى يشـفيكِ
تتصــيدين برغــم أنـف الشـارع
مهـج الرجـال علـى رصيف الشارع
مــن كــلِّ مغــترٍ بــوجهٍ لامــع
يتقربـــــون إليــــكِ قــــرب
حـــتى إِذا قربتهـــم نبـــذوك
وجـدوا الـدواءَ لكـل داء مسـقم
إِلاَّ وبــاءَك فهــو يخلـد بالـدمِ
ماالسـُّم بيـن نيـوبِ ارقـطَ ارقم
أدهـى وأفتـك مـن لمى ذاك الفمِ
فــالموت ثـاوٍ فـي مراشـف فيـكِ
بنـت الرصـيف إِذا رُحمـت فإنمـا
رحمـوا شـبابً بالمذلـة قـد نما
رحمـوا شـقاءً فيـك بـات مجسـما
رحمـوا هوانـاً فـوق نفسـك خيما
لـولا الشـقا والـذل مـا رحمـوكِ
واللـه لـو كنـت الجمـالَ ممثلا
مـا نلـتِ مـن نفـس الأبـيِّ مؤملا
إن الجمــالَ يَجــل حـتى يبـذلا
فــإذا تبـذَّل بـات محتقـراً فلا
حســـنٌ بلا طهــرٍ وحســن ســلوكِ
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.