
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يمثـلُ لـي حـتى يجسـَّم فـي فكـري
ويعظـم بـي حـتى يضـيقُ بـهِ صدري
وأطلـق أفكـاري إرتيـاداً لوصـفهِ
فألقـاه منـي فـوق مرتبـة الفكر
وانظُـم فيـه الشـعر رفعـاً لقدره
فيغلـو بـه شـعري ويعلو به قدري
ويخفـق منـي القلـب حيـن احتلاله
لقلـبي فيمسـي فـي أحرَّ من الجمر
أراه وقــد خـاض الصـفوف مظفـراً
بطعنتـه النجلاءِ والفتكـة البكـر
يشــاغل عــن بيـضٍ وسـمرٍ فـؤاده
ويبني أساس العرش بالبيض والسمر
أراه وقـد قـاد الألـوف فمـا مشى
إِلـى الحـرب إِلا تحت الوية النصر
يســيّر للأعــداءِ أبطــال جيشــهِ
فيسـبق هـذا الجيش جيش من الذعر
أراه بـوادي النيـل والجند حوله
ظمـاءٌ إِلـى مجـد عطـاشٌ إِلـى فخر
يقـول انظروا الإدهار ترنو إليكم
مشـيراً بيمنـاه إِلـى هرمـي مصـر
أراه وقـد أضـحى ببـاريس قنصـلاً
ولـم يتوغـل بعـدُ في حلبة العمر
يؤيّــد جمهوريــة القـوم ظـاهراً
ويهـدمها كـي يبلـغ الملك بالسّر
أراه مليكـاً لـم يخـف جـور دهره
بلى كان يُخشى إن يجورَ على الدهر
يقلِّــد تيجانــاً وينشـي ممالكـاً
وينظــر بســَّاماً لكـوكبه الـدرّي
أراه ولا كفـــران تبســط نفســه
لـه فتـح أبـواب السموات بالقسم
فلـم يبـقَ مـا بين السماءِ وتاجهِ
بـأعين أصـحاب المجـاز سـوى فتر
أراه أســيراً فــي بقـاع جزيـرة
تسـامت بـه حـتى غـدت ربَّة البحر
مقيمـاً علـى صـخر يـرى عرشه وقد
تصـدَّع لمـا لـم يؤسـس علـى صـخر
فلمـا دعـا داعـي المنـون ومثلت
لعينيـه أشـباح الردى هوَّة القبر
وأطفـأَ ريـب الـدهر أنـوار نجمهِ
وقصـت يـداه جـانحي ذلـك النسـر
وفكــر فــي ماضــيه دون ندامـةٍ
ولم يختس في الآتي عقاباً على وزر
وحــدَّق بالأكفـان لـم يـرَ فوقهـا
سـلاحاً ينيل الفتح في موقف الحشر
جـرت دمعـةٌ مـن عينـه وهـو مطرق
فكــانت لأقلام التواريـخ كـالحبر
ولــم يــك هـذا الـدمع إِلاَّ لأنـه
تمنـى الردى ما بين عسكره المجر
ولــم يكــنِ الأطـراق إِلاَّ تعاميـاً
عـن النـاس حتى لا يرى أثر الغدر
فلـم يعجـب التاريـخ فـي صفحاته
بـأخلقَ مـن هـذا المخلـد بالذكر
ولــم أره فيمـا مضـى مـن جلالـه
بــأعظمَ منــه حيـن قُيّـد بالأسـر
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.