
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــد للــه لا شــريكَ لـه
والحمـد للـه ليـس لـي شُرَكا
بفضــله وهــو خيــر معتمـد
لـم أعتمد في الورى على أحد
أصــبحت لا شــركة تغـلُّ يـدي
ولا شــريكا إذا ضــحكت بكـى
وإن رآنــي بكيـت مـن جزعـي
أعــرض عمــا رآه أو ضــحكا
ياعمرو قد قيل إن في الشركة
خيـراً وقـد قيل ما بها بركة
لكننــي قــد وجتهــا شـبكة
ليـس لهـا غيـر أهلهـا سمكة
فاحـذر وإن أبسط اليدين لها
تمــدَّ يومــاً لعقـدها يـدكا
طمعـتَ يـا عمرو والحياة رضى
وجـرت والجـور أفسـد الغرضا
فصـرت كالسـهم لـم يجد غرضا
حلـق في الجوَّ وانتحى الفلكا
فـانقضَّ فارتـدَّ فـارتمى فغدا
لا روح تحييـهِ والبقـاءُ لكـا
يـا عمـرو زيـدٌ وخالـد نجبا
لأن زيـــداً وخلـــداً أدبــا
يـا عمرو ليس التجارة الأدبا
أخضـتَّ فـي المعمعـان معتركا
لا تـرجُ أن تهتدي السبيلَ إذا
مـا ضـلت السـبل بالذي سلكَا
يــا عمــرو للاشـتراك مطلّـب
الليــن فيـه اخـص مـا يجـب
والطبـع يـا عمرو ليس يكتسب
لا ســيما والزمــان طبَّعكــا
فلســت ترجــو لــديهِ متعـظ
وليــس يرجــو بـان يؤدبكـا
لـم يشـترك غيـر عاقـل خبلك
وعــاجز لـم تنـل بـهِ املـك
وطــامعٍ إن تطــب لـه أكلـك
وكــاتب أن توحَّــد ارتبكــا
وهـب ضـمنت الكمـال فيك فهل
تضــمنه إن يكــون مشــتركا
فلا تشـارك مـن قبـل إن تزنا
طبعـك تـأمن وتمنـع الغُبُنـا
واللـه إن قـدِّر اللقـاءُ لنا
يومـاً أقـل من فمي إِلى فمكا
إيــاك ايـاك أن تعـود لهـا
فـالحمق والحق قط ما اشتركا
هــذا مقــالي علــى سـجيته
لا قصـــد فيــه إِلا بجملتــه
بــرئت مــن جزلــهِ ونكتتـهِ
إن كان يا عمرو ما أقول لكا
الحمــد للــه لا شــريك لـه
والحمـد للـه ليـس لـي شركا
طانيوس بن متري عبده.من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً.ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل.من قصصه المترجمة (البؤساء -ط)، و(عشاق فينيسيا -ط)، و(مروضة الأسود -ط)، و(جاسوسة الكردينال -ط)، و(عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و(الساحر العظيم -ط)، وغير ذلك وهو كثير.