
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا بروحـي افتـديها غـادة
أخجلـت حسـن الشموس النيرات
بانـة تخطـر فـي زهـو الصبا
آه مـا الطـف تلـك الخطـرات
زهرهـا النرجس عينا وكذا ال
ورد خـدا يـا لهـا من زهرات
نــور اللؤلــؤ فـي مبسـمها
جـل من قد صاغ تلك الجوهرات
بيــن عينيهـا وقلـبي معـرك
مـن لثـاري عند تلك النظرات
كيــف لا تغلبنــا ألحاظُهــا
إنمـا اللـه مـع المنكسـرات
عرفتنــي بالضــنا أجفانهـا
فغـدا جسـمي كبعـض المضمرات
خافيــاً مســتتراً عـن نـاظر
غرامــي علـم فـي المظهـرات
ليـس لـي فـي الحب سر بعدما
بـاح بالسـر لسـان العـبرات
قـد جنـى طرفـي وضـلت حيلتي
عنـد هاتيـك الخدود النضرات
وارى السـلوان في شرع الهوى
يـا عـذولي من أشد المنكرات
لسـت أنسـى ليلـة قـد زرتها
وعــذولي قلبــه فـي غمـرات
حســرت عــن غــرة فـي طـرة
تـذهب النفـس عليهـا حسـرات
قلــت والطـرف إليهـا بـاهت
هكـذا حسن الليالي المقمرات
وأبــاحت مــا ابـاحت فلكـم
أطفـأت مـن نـار قلبي جمرات
أدر الأقـداح مـن خمـر اللمى
يا نديمي فهو أهنا المسكرات
إنمــا العمـر كـروض يجتنـى
ووصـال الغيـد اهنا الثمرات
ولـذاذ العيـش في سكر الهوى
كـم لأربـاب الهـوى من سكرات
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).