
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بمــدح علاك تُغتفــر الخطايـا
وتكتســب المنـاقب والمزايـا
وعنــك فضــائل الأعمـال تُـرى
ومنـك درى الورى حسن السجايا
وفيـك أبـا الهدى شرفاً تهادت
غـواني الشـعر باسمة الثنايا
وجاهك يا ابن خير الخلق تُجلى
بــه الجلـي وتنكشـف البلايـا
وســرّك نافــذ فــي كــل فـجّ
كما انبرت السهام عن الحنايا
وذكـرك بالمعـاني الزُهر اضحت
بـه الأملاك تهتـف فـي البرايا
أنـرت الكـون عرفانـاً وفضـلاً
واخجلــت السـحائب بالعطايـا
وصـُنت طريقـة الغـوث الرفاعي
كمـا صـُنت المريد عن الدنايا
وزدت الـدين والـدنيا سـروراً
بانشــاء المسـاجد والزوايـا
مـآثر فـي الـورى سارت فطارت
قلـوب الحاسـدين لهـا شـظايا
وحـزت مـن المفـاخر منتهاهـا
فلــم تــترك لمرتـاد بقايـا
فــديتك مــا صــفات علاك إلّا
لِغــرّ صــفات جـدك كالمرايـا
ورثــت خلالــه فـي كـل معنـى
فهـذا الشـهد مـن تلك الخلايا
مــديحك عُــدّتي ورضـاك ذُخـري
وباسـمك اتقـي سـهم الرزايـا
وفيــك قصـائدي تُكسـى جمـالاً
كمـا حلّـت ترائبهـا الصـبايا
أقــول لمـن بمـدحك عارضـوني
أنــا ابـن جلا وطلاع الثنايـا
تعلمنــي صــفاتك كــل معنـى
لـه الألبـاب مـن بعض السبايا
ولـم يعلـق فـؤادي طـول عمري
ســــواكم لا وعلام الخفايـــا
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).