
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أوالــدتي لقــد أودى نـواك
بروحــي ليتهـا كـانت فـداك
أصــابتك المنيـة فـي صـباء
فـوا لهـف الفـؤاد على صباك
دهانـا الـدهر أطفـالاً صغاراً
بفقـدك مـا نحـس بمـا دهـاك
بكينـا من بكا الناعين صبحاً
فابكينـا الصخور مع البواكي
ولـم نـك نعـرف الأحـزان لكن
أحـس القلـب نأيـك فاشـتكاك
ولاح لنــا بـان المـوت شـيء
يغيــب عــن ليالينـا ضـياك
فليتـك قبـل يومـك كان يومي
ولا عاشــت عيــوني لا تــراك
أو ازدادت حياتـك بعـض عمري
لأحــرز زاد يـومي مـن رضـاك
تعجلـك الحمـام وما ارتوينا
قبيـل الـبين مـن مرأى سناك
فيـا أسـفي عليـك وطول حزني
ومـا أولـى بـذا أحـد سـواك
السـت حملتنـي تسـعاً شـهوراً
يهيـأ لـي غـذائي فـي حشـاك
وقـد أرضـعتني حـولين كـانت
حيـاتي فيهمـا هـي مـن نداك
وقمـت بعبـء تربيـتي صـغيراً
وكـم فـي ذاك مـن تعـب عراك
وكم في راحتي قد ذقت مر الع
نـا وهجـرت مـن أجلـي كـراك
أيــاد لا اقــدرها ولـو قـد
أرقـت دم الفـؤاد علـى ثراك
وقــد أورثتنــي أخلاق صــدق
تعلمنـي الثبـات علـى وفـاك
إلا لِلّـه مـا قـد كـان أحلـى
بطاعــة ربــك الهــادي حلاك
ومـا أبهـى اجتهادك في رضاه
ومــا أوفـى بشـكر علاه فـاك
فكـم لـك في التهجّد من شؤون
بهـا قصـر الكـرائم عن مداك
وحســبك ان عرفــت ولا فخـار
بــأم الأنجــبين وقـد كفـاك
فحيّــاك الآلــه بغيــث عفـو
وبالرضــوان والرحمـن حبـاك
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).