
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أأم زكــي لا كــان الزيـال
ولا كــانت ليـاليه الطـوال
أأم زكـي فقـدك فـي فـؤادي
لـه مـا عشـت وقـد واشتعال
تعجلـك الحمـام فلهـف نفسي
عليـك وليـس لي فيه احتيال
ولــولا ان أمـر اللَـه حتـم
تحـامى منـك خـدرا لا يطـال
فـؤادي مـا يقـر عليك حزناً
وطرفــي لا يفـارقه الخيـال
لعمـري كنـت لي روضاً نضيرا
لـه مـن أنسـك الزاهـي ظلال
وكـانت فيـك أيـامي سـعودا
مضــاعفة ومجلاهــا الجمـال
وكنـت أبـر بـي مـن كـل بر
مقالـك طيـب وكـذا الفعـال
شــمائل كلهــا أدب ولطــف
وأخلاق هــي العــذب الـزلال
فيـا للـه هاتيـك المعـاني
ويــا لِلّـه هاتيـك الخصـال
بهـا تتفاخر الطهر الغواني
إذا افتخـرت بمنقبـة رجـال
لـو أن الموت يقبل من فداء
فـدتك الـروح لا نَشـب ومـال
رحلـت فهجـت في كبدي لهيباً
كـأن وقـوده الـدمع المزال
وقـد خلفـت لـي نشـأ صغارا
لأعينهــم كعينــي انهمــال
رأيتهـم وقـد شـقوا جيوبـاً
عليـك وللمـدامع قد أسالوا
فشـققت الفـؤاد وزدت حزنـاً
علـى حـزن تهـد بـه الجبال
فيـا لـك حرقـة ما ان يرجى
لهـا مـا دامت الدنيا زوال
ويـا لـك لوعـة فتكت بصدري
كــأن شــبا براثنـا نصـال
وهيهـات السـلو ومـا لنفسي
بشـيءٍ بعـد فرقتـك احتفـال
وحزنــي لا تغيـره الليـالي
ولو مهما استطال بي المطال
وعينـي مـا تسيغ النوم حتى
كــأن غــراره فيهـا نبـال
يقولـون اصـطبر والصبر مني
وهـي وتقطعـت منـي الحبـال
فـؤادي والـه والعيـن عبرى
وداء الحـزن فـي كبدي عضال
وفـي اذنـي عن النصحاء وقر
وعنــدي مــن مقـالتهم ملال
أقـول لهم وقد سألوا محالا
رويـدكم مـتى اتفـق المحال
فمـا للنفـس عنهـا من عزاء
وكــل مــوارد التأسـاء آل
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).