
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـن لصـب فـي الحـب قضـى شبابه
واحتسـى خمـرة الصـبا والصبابه
لبـس السـهد فـي الغيـاهب حـتى
مــزق الصــبح للــدجى جلبـابه
ذاب جثمــانه فلــم تــترك الأش
واق الا عظـــــامهُ وإهـــــابه
صــاده ســاحر الجفــون غريــرٌ
خــامرَ القلــبَ مـن حـبّ حبُابَـة
شـادنٌ مـا رمى الى القلب من عي
نيــه ســهمَ المنـون الا أصـابَه
قــد علاهــا مِـن السـّقام فُتُـور
وهـي للفَتـك فـي الحَشـَا وثـابَه
هولــدن القــوام صـعبٌ تـدانيه
ومُــرّ الجفــاء حلــو الـدعابه
أخجــل البــدر إذ أطــل عليـه
فارانــا مـن السـَّحابِ انتقـابَه
وَجَنــى الطــرفُ وردَ خـدّيه غضـّا
فرمـــى فـــي فُــؤادهِ نَشــَّابه
غــار منــه غصــنٌ ووردٌ فهــذا
ذو ذبــول وذَاك أبـدى اضـطرابه
لام فيـــه معنّـــفٌ فعــد دنــا
لَـومه فـي الهـوى طنيـنَ ذُبَـابَه
ثُـمّ لـجّ العـذولُ يهـذر في اللو
م فقلنـــا شـــر أهــر كلابــه
وتـراءى الرقيـبُ يرقـب في البد
ر فــأرخى عليـه ليـلَ الـذؤابَه
أرســل الفـرعَ حيَّـةً فهـي تسـعى
ومــن اللّــذع عقربــاً دبَّــابه
لســعا قلـبيَ المُعَنَّـى فلـم تـب
قَ لـه فـي الحيـاة غيـرُ صـُبابه
خفـت أن يـأتي الهيامُ على النف
س كمــا صــَرّعَ الهــوى أربـابُه
قلـت فـي رِيقـك الشـفاءُ إذا ما
رَشــَفَ العاشــِقُ اللّـديعُ رُضـابَه
قــال لــي إنّ ريقَــتي لَمُــدام
مُســكِرٌ لســت أســتبيح شــَرابه
قُلــت لـم قتلـتي أبحـت وقَلـبي
قــد تحللــت حربــه واســتلابه
وَدَمُ الـــوَجنَتَين يشـــهَد إن ان
كرت في الفتكِ عند قاضي الصبّابه
ومليكـــي علـــي بـــن حســين
يأخـذ الثـأرَ لـي بغيـر حِرابـه
ملــك يقنُـص الأوابـد فـي الـبي
د ويُــردي مِــن الهـواء عقـابه
حلــب الـدهر أشـطراً ومضـى فـو
ق مَطـــاه وذاق شــهداً وَصــَابَه
جلــلٌ يكشــف العظـائم والجُلَّـى
اذا مــا الـوطيسُ أذكـى لهـابَه
يـؤثر السـِّلم جانحـا فـإذا مـا
مـاج بحـرُ الهيجـاء خـاض عُبابَه
بطريــر لــدن القــوام وعضــبٍ
صـارم الشـفرتين ماضـي الذبابه
لا تلُمـه اذا ازدهـى حيـن يجلـى
فنجيــع القــروم كــان خضـابه
بجســوم علــى الجيــاد جُمُــودٍ
وقلــوبٍ حشــو الصــدور مُـذابه
يغلـب الجحفـل العظيـم بتـدبير
مـــــبين ونيـــــةٍ غلابـــــه
يُنقـذ المسـتجيرَ مـن بُرثُن الهُل
ك وليــثُ الخطــوب أنشـَبَ نَـابه
واذا أمَّـــهُ عليـــلُ اللَّيــالي
أبـــرأت راحــةٌ لــه أوصــابَه
مِـــن همــام حُلاحِــلٍ ذو دهــاء
حُـــوّل فــي أحــواله تِعجــابه
يخلــق الامـر ثـم يبـدي ومهمـا
يلتبــس مــاز قشــره ولُبــابَه
يكشـف الغـامض العـويصَ فمـا اع
ضـــلَ امـــرٌ إلا وفتَّــح بــابَه
بــذكاءٍ يحكــي ذُكــاءً سـوى أنّ
حِجــاه مــا غـاب يبـدي حجـابَه
مـا دعـا مشـكلا مـن البحث يوما
لحجـــاه الا ســـريعاً أجـــابَه
وإذا ضـــَلَّتِ العقُـــول هَــدّاها
لهُــدَاها وقــد أصــَابَ صــَوَابه
وإذا ذو الجـــدال رام جوابــا
كــان إقــرارهُ بِعَجــزٍ جــوابَه
وإذا نـــد مشـــكلٌ للمعـــاني
صـــاده بالقريحـــة الوثَّابَــة
وإذا للســــّباق شــــمَّر كـــلّ
أحــرزَ الخصــل لا يَحِــثّ ركـابَه
هيّـــن ليّـــن مطيـــعٌ مطَـــاعٌ
ضــرب المجــد فـي ذَرَاه قِبـابَه
هـو صـعب المنـال سـهلُ السّجايا
قـد كسـاه الإلـهُ تـاجَ المهـابَه
واسـعُ الصـدر عـن جُفاة الرعايا
ليـــس مســـتكبرا ولا عَيّـــابَه
وســع النــاس حلمــه فهـمُ قـد
وردوا عـــذبَ فضــله لا عَــذَابَه
وأنــام الأنــامَ فــي ظـلّ أمـنٍ
أمنــوا فتــك فاتــكِ وســَبابَه
غالطتنـــا طبـــاعه فغلطنـــا
وحســـبنا أعـــداءه أحبـــابَه
ليــس يــدري عــدوه أنّــه مـن
ه بعيــدٌ وَخَــال منـه اقـترابَه
طبعُـه الحلـم والرزانـةُ والعـفّ
ة والعفــوُ لا الجفــا والخلابَـه
فــاذا نَــدّتِ النّفــوس فمغنَــا
طيـــسُ أخلاقـــهِ لَهَــا جَــذّابَه
رايـة المكرمات قد حاز لا الصلت
حواهــــا ولا يميـــنُ عرابـــة
فـاذا قيـل مـن حـوى رايةَ المج
دِ أشـــَاروا اليـــه بالســبَّبَه
صـَهوة الملـك قـد علا وهـو طفـل
بـــزّ أشـــياخهُ وبــذّ شــَبَابه
ذو لسـان رطـب دوامـا مـن الذك
ر ونفــــسٍ لربّهــــا أوّابَـــه
مُفـرَدٌ حـاز مـن خصـالِ المعـالي
كُـلّ مـا استصـعب الجميـعُ طِلابـه
قـام فـي جـامع الليـالي خطيباً
ثــم قــد حَــلّ دونَهـم محرابـه
خُلُـــق مُجمَـــلٌ وخَلـــقٌ جميــل
فـاق فـي المجـدِ والتُّقَى أضرابه
وجـــوادٌ لا عيـــبَ فيــه ســوى
أنّ عطايـــاهُ للمُنـــى ســـلابَه
فـاذا الغيـر أطلَـع الجودَ طلعاً
وجــدَ النــاسُ عنــده أرطــابَه
أوشـك البحـرُ أن يغيـض اغتياظاً
حيــثُ والـى أمـواجه واضـطرابَه
وأتــى الغَيــمُ حاكيــا لنـداه
ثــم أضــحى يبكـي عليـه كـآبَه
رعـــده معــوِلٌ وللــبرق خفــق
وعيـــونٌ تجـــري لــه ســَكّابَه
جــاء للقيـروان فـي عـام محـل
لبــس الجــوّ فيـه ثـوبَ ضـَبابَه
فاســتقى إثــر درسـه للبخـارى
فســـقتنا الســَّحائِبُ الســّكابَه
وحبــا النــاس عسـجدا ولُجَينـاً
أخجلا كُــــلّ زاخـــر وســـحَابَه
كُــلّ حيــن تـأتي رغـائبُ للنـا
س فيـــأتون عُصـــبة وعِصـــابه
دام فــي حضــرة الكَمَـال عليـاً
لابســـاً تـــاج عِــزّة ومهــابَه
وبَنُــوه الكــرامُ فـي ظِـلّ أمـنٍ
وهنــــاءٍ وعيشـــةٍ مســـتَطابَه
وصـلاةٌ مـع السـَّلام علـى المُختار
والآل بعــــــدهُ والصـــــّحَابه
مــا رقــى مِنـبراً لـوعظٍ خطيـبٌ
ودعــا اللَــه ســائلٌ فأجــابَه
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.