
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بيــدٌ لهــا شــقُّوا جيــوب ملابــسٍ
صـــُبِغت بصــَبغ عتوهــا وســمودها
لــم تخــش أهـوالَ المَعـادِ كأنَّهـا
بيــن الميعــاد مُقــرة بجمودهــا
هجمـــوا ببغيهــم ديــارَ عصــابةٍ
ألقــت قيـادَ السـلم بعـد نُهودهـا
فَتَرى الكواعبِ بينهم وكأنَّها الغزلانُ
بيـــــن قُرُودهـــــا وفُهودهــــا
هاتيـــك صــارخةٌ بــأعلى صــوتها
فكأنَّهـــا فُجعــت بنعــي ودُودِهــا
حَنقُــوا عليهـا فـانبروا لِخناقهـا
فــأرتهم المقصــورَ مــن ممـدُودِها
قـد شـفّها الـروع المقيـم فلم تزل
ترتــاع حــال قيامهــا وقُعُودهــا
أجــرت عيــونَ عيونهــا اذ قبَّلُـوا
بــاللَّطم والتخميــش وردَ خُــدُودها
فاصــفرّ بعــد الاحمــرار وراعهــا
بيـــضٌ لمغبّــر الخُطُــوبِ وســودِها
ســَلبوا مــن الآذان زينتهــا كمـا
ســلبوا مـن الأجفـان طيـبَ هجودهـا
وتخيَّلــوا الأقــراط زهــرا يانعـاً
مــن عســجد فجَنــوه مـن أملُودهـا
ردوا الشـنوف الـى السـيوف فصحَّفوا
فــي فعلهـم بـالحَزم فعـل حـدودها
يــا ليتهــم لـو أمهلوهـا ريثمـا
فــي نزعهــا تجـري علـى معهودهـا
ما إن كفاهُم كلّ ذاك فأدخلوا الأيدي
إلـــى تفـــتيش حشـــو بُرُودهـــا
ركبـوا شـنار العيـب في طلبِ العُلى
فتلمســوا مــا تحــت مئزرِ خُودِهـا
هجمـوا علـى النّفسـاء وسـط فِراشها
فســقَته أرجلُهُــم لبــانَ نُهُودهــا
وبُعَيـد مـا نهبُـوا الأثاثَ عدوا إلى
ملبوســها وعَــدوا علــى مولودهـا
لطمـوا بـه وجـهَ الجـدار فخَـرّ فـو
ق الأرض مشـــدوخا علــى جُلمودهــا
وَرَمـوا بسهم البَغي والترويع أجواف
الحوامــــل فـــارتمت بكُبُودهـــا
يــا ليـت قـومي هَـل تُقـام لحبّهـم
هيجــاءُ لا إصــدارَ بعــد ورودهــا
أو هـــل لأيَّـــامِ المســرّةِ عــودةٌ
فلطالمــا مَطَلــت وَفَــاءَ عهودِهــا
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.