
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ليـت شـعري هل تنجلي غيرُ
للــدهر أو تنقضــي لـه عـبر
وعيشــنا هــل يــرُوقُ مـوردهُ
فطالمــا شــابَ صـفوَهُ الكـدر
والبعــدُ هـل آئِبٌ لَنَـا فَنَـرى
كــواكبَ النَّحــس عنـه تنكـدر
وَهَــل بُــدور الهنـاءِ مشـرقةٌ
فطالمــا ســَرّ نَورهــا السـَّرُ
وَهَـل مـن الخطـبَ تَنثَنـي نُـوبٌ
لا نــابَ يَعــدُو لهَـا ولا ظفـرُ
وهـل لنـا يـبرز السـُّرُورُ بما
مُضــمَرُه فــي الضـّمير مسـتَتِرُ
يَـا لَيـتَ ايامَنـا الـتي سَلَفَت
يَقضــِي لنـا بِارتِجاعهـا وَطَـرُ
أيــامُ ســِلم أيــامُ عافِيَــةٍ
وَعيشــُهُ الغــرّ روضــُهُ نَضــِرِ
مـن بعـد مـا طاب عَيشُها وَحَلَت
مُــرّت وفـي طـول ذيلهـا قِصـَر
غــودرت يـا قيـروان أعيننـا
منهــا عُيُـون الـدّموع تَنهَمِـر
كــانت بــرُود الآمـال ضـافِيَةً
يَشــمَلُنا مــن حُبُورِهــا حِبَـرُ
مَــوارد الأمــنِ فيــك صـافيةٌ
والآن قـد شـاب صـفوَها الكـدَرُ
فكــم فتـاةٍ كالغُصـن قامَتُهـا
وخصـــرُها بالضــّمُور مُختَصــَر
افتَرَســَتها الخُطُـوبُ فـافتَرَعَت
وَغَيَّــرَت رَوض حُســنِها الغِيَــر
جلَـت خَـرودٌ قـد كـان يَسـتُرُها
عـن العيـون الخـدور والخَفَـر
كــان حريــراً وسـَادُها فَغَـدت
يجنِـي علـى وردِ خـدّها العَفَـر
حـف بهـا الويـلُ فهـي حافيـة
منهمـــلٌ دمعهـــا ومنهَمِـــر
تجـري عليهـا القلـوبُ من أسَفٍ
عيـــونَ دَمـــع كــأنَّه نَهَــر
وكــم صــغيرٍ وكــم ذَوِي هَـرَمٍ
وكـم عجـوزٍ أودى بهـا الكِبَـر
حــدا بهــم حـادثُ الجلاءِ ولا
طمــر لهـم يُتَّقـى بـه المطـر
الــرأس عـارٍ والرّجـلُ حافِيـةٌ
والـدمع جـار والقلـب مُسـتَعِر
لا ســقف الا الســماء فــوقهمُ
لا فُــرش الا التُّــرابُ والحَجَـر
قـد قطعـوا طـول ليلهـم أرقا
وليـلُ ذي الشـّجو مـا لـه سَحَر
فـــارقهم انســـُهُم فــأرّقَهم
فصــبرُهم مــن مُصــَابِهم صـَبِر
وشــملهُم فــي البلاد منتشــِرٌ
مثــلَ عقــودِ السـُّكُوكَ تَنتَثِـر
تفــذِفُهم بلــدةٌ الــى بلــد
كــأنَّهم فــي بطونهــا قُــورَ
وأمســـَتِ القيــروان خاليــةً
تمرضـح فيهـا الحـوادث النكرُ
جـالت يـدُ الهَـدم في مساكِنها
فانحـدرت عـن أصـُولها الجُـدُر
تلعب فيها الوحوشُ موحشةض الأ
رجـــاءِ لا مـــؤنِسٌ ولا بَشـــَرُ
قـد خلَعـت خلعـة السـرورِ فلا
آصــال أنــسٍ بهــا ولا بُكُــر
أمــرٌ مــن اللَـه لا مـرّد لـه
أوقَعهــم فــي حِبَـالِه القَـدَر
جميـع ذا كـان فـي رضـى مَلِـك
آووه اذ جــاءَهُم فمـا خسـروا
مملّـك قـد سـما الملـوكَ فهـم
كــواكب وهــو بينهــم قمــر
غــرّةُ وجــه الزمــان كـوكبه
خيــرُ مَليــك تُقِلّــه الســُّرر
مقـــدّس النفــس عفــة فَلَــهُ
لَــم تجــل راحٌ ولا شـَدَا وَتَـرُ
نَهَـى عـن النّكـر وهـو يُنكـره
يــأمرُ بــالعرف وهـو يـأتمَرِ
أحيــا رسـوما للعـدلِ دارسـةً
أخمــدَ نــارا للبغـي تسـتعِر
أقـرّ عيـنَ العلـوم حيـن غـدت
بــه رســومُ الطــرُوس تَفتَخـر
بألسـنِ البِيـضِ قـد محـا بِدعاً
كاللَّيـل يجلـو سـوادَه القَمَـر
واصـلح الـدين والعبـاد كمـا
يُصــلِح روضَ الحَــدَائق المَطَـرُ
وزيَّــن الملـكَ والفَخَـار كمـا
زَيَّــن حســنَ اللَّـواحظِ الحَـوَرُ
وافـى وللجهـل قـد دَجَـت ظُلَـمٌ
بهــا صــباحُ الرّشـاد مُسـتَتر
والعلــم قــد غُيِّـرت معـالمهُ
لــم يبـقَ عيـنٌ بهـا ولا أثَـر
وبالـدروسِ الـدرُوس قـد أذِنـت
إذ ســامها كــل جاهــل غَمَـر
والشــرع يُجلــى علـى منصـته
كـــلّ جهـــول ببــاعه قِصــَر
يَرقـى علـى منـبر الفضائل لا
يحجُـــزُه عــن رُقِيّهــا حَصــَر
وكُلأّ حَــــبر بقلبـــه غَصـــَصٌ
وكُـــلّ صـــَدر بصــدره حَصــَر
فَسـُرّ أهـل الرشـاد حيـن بـدا
بَــدرَ هُــدىً لــم يُسـِرّهُ بـدر
أقَــرّ للعلــم أعينــا فَغَـدَت
بــالنفع بيـنَ الانـام تَنهَمِـرُ
وضـاع نشـر الطُـروس وابتسـمت
بنشــر مطــويّ ســرّها الزبُـرُ
والشــَّرع قــد بُيِّنـت شـرائِعُه
يَعـذب منهـا الـوُرُود والصـّدرَ
والحــق بــادٍ تُتلـى حقـائِقُه
بكـــلّ نـــاد كأنَّهــا ســُوَرُ
فــد وَرِيــت بالصـواب أزنُـده
وطالَمــا شــان وريَهــا دَعَـر
يـا سـعد كـرر علـى مسـامِعنا
ذكــرَ مَلِيــك لُقيــاه تُنتَظَـر
واشـهرَ شـهيرَ الثَّنـاء عن ملِك
لــه عــروس الكمَــال تُمتهـر
يعجــز عــن درك وصـفه وَعُلـى
هِمَّتِــــهِ مُطنِــــبٌ ومختصـــِر
لقــد عَلا جِلَّــة الملـوك عُلـىً
وعـن مـدى مَجـده لَقَـد قَصـروا
لئن أتــى وهـو بَعَـدهُم زمنـاً
فالطّـلّ يـأتي مـن بعده المَطَرُ
لـم يسـمح الـدهر أن يجود به
فــي صــَدره والنفيــس يُـدّخَر
وافـي ليحيـي لهـم منـاقبَ قد
عفَـــت فكــلّ اليــه مُفتقِــر
فلاح للمُلــك نيّــراً أنــواره
نــــورٌ للرّشــــاد تبتَـــدر
وكعبـــةً للعلـــوم شـــامخةً
لهــا تحُــجّ النُّهــى وَتَعتَمِـر
كســته أيـدي الثنـاءِ أرديـةً
لــم تَتخلَّــق ويخلَــق العُصـُر
والنصــر يهـدى اليـه ألويـةً
يخفِـق فيهـا النجـاح والظَّفـر
دام ختامـــا لكـــلّ مكرُمَــةٍ
حُســَام فتــحٍ بــاللَه يَنتَصـر
يجنـي ثمـار الهنـاء مقتطفـاً
وأغصـــُنَ المكرمــات يَهتَصــِر
بجـاه مـن سبّضـحت براحتـه ال
حصــباء جهــراً وسـلَّم الحجـر
وانبَعَــث المـاء مـن أنـامِلِه
نَبعــا فــروّى وجـاءَه الشـَّجَرُ
عَلَيـه أزكـى الصـلاة مـا طلعت
شـمس ومـا لاح فـي الـدّجى قَمَرُ
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.