
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِشـــَاراتٌ وأفـــراحٌ ونــورُ
بعيــدٍ دائم معــه الســُّرورُ
تَبــدّى مشـرِقاً بِشـراً وبُشـرى
نَضـيرَ الـوجهِ ليـس لـه نَظِيرُ
بـه ظَهَـرت تباشـيرُ التَّهـاني
وَفيــهِ قــد تجمَّعَـت الخُيُـورُ
فـإن يَكُ في اسمهِ عيداً صغيراً
فمــا هــو بهجــةً إلّا كَـبيرُ
بِتُــونس قـد تَزَيَّـن كُـلُّ قَصـرٍ
وَزِينَـةُ تُـونِس المَـولى الأمِيرُ
أبُـو الحسـَن الرّضاءُ عليّ ابن
الأميـرِ حسـينٍ الصـّدرُ الشَّهيرُ
مَلِيـكٌ قَـد رَقـى متنَ المَعَالي
فـدُونَ مُقـامه الشِّعرى العَبُورُ
وَزَيَّــن كــلّ مــأثُرَةٍ فأضـحَت
عَلَيــه حُلـى مَحاسـِنِها تَـدُورُ
فَخَـارٌ قـد سـما فـوقَ الثُّريَّا
وَقَـارٌ مِثـلَ مـا أرسـى ثَبِيـرُ
وفــاءٌ زانــه حِلــمٌ وعَــدل
فليــسَ علــى أعـاديه يَجُـورُ
نضـظيفُ العرضِ محمود السَّجايا
رحيــبُ الصـّدرِ مِفضـَالٌ وَقُـورُ
تَسـَربَلَ للعفـاف ثيـابَ تَقـوَى
فلـم يستصـبهِ الرشـأَ النَّفُورُ
بَشَاشــَةُ وجهـه تُوليـك بُشـرى
وتُملأ مــن مهــابته الصـّدُور
لـه خُلُـقٌ كنشـرِ الـرّوضِ غضـّا
لطَـافتُه تَليـنُ لهـا الصـّخُورُ
كـــأنّ مِزاجَــهُ مَمــزوجُ راح
لـه يصـبو أخو النُّسكِ الوَقُورُ
وَجَـدّ قـد أعَـار البِيـضَ حَـداً
لَـهُ تنبُـو صـوارمها الـذّكُورُ
تــراه باسـماً طلـق المحيَّـا
إذا عَبَــس المُهَنَّـدُ والطَّريـر
جليـلُ القـدر يكشـِفُ كـلّ جلىّ
إذا سـودُ الخُطُـوبِ لهـا سُتُورُ
اذا عــاينتَه عــايَنتَ بَـدراً
لِحُســن بَهَـائِه عَنَـتِ البُـدُورُ
وإن يمَّمتَـــه يمَّمــتَ بحــراً
فُرَاتـاً مـا لنـا عنـه صـدورُ
فمـن يمنـاه إيقاعـاً وجَـدوى
تَفِيـضُ لنـا الوقائعُ والبُحُورُ
وهِجّيَــرَاهُ ذكـر اللَـهِ دومـاً
فلا يَعـرُوهُ فـي الذكر الفُتُورُ
بتَـدريسِ العُلُـومِ لـه اعتناءٌ
فلا تُلفيــه يضــجَرُ أو يَخُـورُ
لقـد وَرِثَ المـآثر عـن أبِيـهِ
وشــبلُ اللَّيــث عـدّاءٌ هصـُورُ
يَصـِيدُ بفكـرِه نُكَـتَ المَعَـاني
كما انقضّت على الصّيد الصّقورُ
ويلمَــحُ هـاجسَ الأفكـارِ حتَّـى
كــأنّ بهـا يُنـاجِيهِ الضـّمِيرُ
فمــن آرائِه البركـاتُ تُجنَـى
فيسـهُل عنـدَها الأمـر العَسِيرُ
يجُــودُ بديهــةً بِنِكَـاتِ بحـثٍ
إذا انبَهَمت على الخرِقِ الأمورُ
جـرى ذِكـري مـن الإخوان لَيلاً
بمحضـــره وأنِّــي لَــو أزورُ
ومنـه الإذن لـي طلبـوه كَيما
مـن ارضِ القَيـرَوانِ لهُم أسِيرُ
وكـان الـذّكر ليلـةَ أربعـاءٍ
وفـي غَـدِها أتيـحَ لِي المَسِيرُ
تَخَـاطبتِ النُّفُـوس علـى بِعَـادٍ
لألفتهــا وليــسَ لهـا شـُعُور
وطاعَتهـا الجُسُومُ الى التَّلاقي
وســِرّ الأمــرِ أن أذنَ الأمِيـرُ
فَــأخَّرت السـَّلام عليـهِ يومـاً
فَعــاتَبَ والجـوابُ بـه قُصـُورُ
فقيـل اذا أجبـتَ بغيـر نظـمٍ
فـإنّ العَتـبَ ليـس لـهُ فُتُـورُ
فقلـت لـه أيـا ملِكَ المَزايا
ومـن منـهُ المسـائِلُ تسـتعيرُ
أردنـا أن نجيـء بفـألِ خيـرٍ
وَحُسـنُ الفـألِ ليـس لـه نَكِيرُ
فقــدّمت التَّـأخُّر يـا مَلِيكـي
وقلــبي نَحـو حضـرتكم يَطيـرُ
فكيــف أقـدّمُ التَّقـديِمَ عَنـه
وفـي التَّـاخير خيـرٌ يا خَبيرُ
فلا زِلـتَ المقَّـدمَ في المَعَالي
وفرعُـكَ فـي الزّمانِ هُو الأخِيرُ
ولا بَرِحَــت لياليــك اللآلــي
تُقَلَّــدُ للــدّهُورِ بهـا نُحُـور
ولا زِلـتَ المُفيـدَ لَنـا كمالاً
وربّ الخَلــقِ عاضـِدُك النَّصـيرُ
ولا قَرَعَـت لـك الأسـواءُ بابـاً
ولا دَبَّــت بســَاحتِك الشــُّرُورُ
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.