
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اطلــب العلــمَ فمـن جـدّ وجـد
فــي طلابِ العلـم والمجـد وَجِـد
واكتسـب مـن نفسـك الفخـر فما
يُــورثُ المجـدَ أبٌ بـل هُـوَ جِـد
كــم رفيــعٍ حطَّـه الجهـلُ وكـم
مِـن وضـيع القـدرِ بـالعلم مُجِد
كـم فـتى شـَمَّر ذيـلَ العـزم في
طَلَـــب المجــد بِجِــدٍ لا يحــد
هجــر الاوطــانَ والنــومَ فمـا
هَجَـــدَت مقلتـــه مِمّــا هَجَــد
لا ينــال العــزّ بـالعجز ومـا
تُــدرك العليــاءُ الا بعـد كـد
فـاقطع البُلـدان في نَيل العُلا
واســلُ عــن أصــل وخِـلّ وَبَلَـد
فتمــام البَــدرِ بالســَّير ولا
ينكسـي المـاءُ صـَفاءً مـا رَكَـد
وبِقــاعِ البحــر لــو دُرّ ثَـوَى
مـا غَـدا فـي جيـد ظَبي ذي جِيد
فاسـهرَ اللَّيـل لكـي تحظَـى فما
بلــغَ المقصـُودَ مَـن عنـهُ رَقَـد
لا يَهــنِ منــك قـويّ العَـزم إن
اصــبحَ الجاهِـلُ فـي عَيـشٍ رَغَـد
جانيــا زهــرَ أمــانيه ومــا
قــد جَلا مشـن مَـورِدِ العـز وَرَد
نــال مـن دنيـاه حظّـا وافـرا
وعلـى الفاضـل بالجَهـلِ انتقَـد
محتمـى الجـانب موفـور الحبـا
نافــذ الجـاه ومرفـوع السـند
إن يقــل يُسـمع وإن خلفـاً وان
لـم يُـرد شـيئا وان حقّـا يُـرد
وغـدا الفاضـل مـن أهـل النُّهَى
حظُّـــه عُـــدمٌ وهـــم وكَمَـــد
فتشــكى مــن صـروف الـدهرِ اذ
جَمَـــع الميــمَ إليــهِ وحشــد
إن وَرَد مـــاء ورودا صـــَاديا
عــاقه عَــن ذلـكَ الغَمـرِ وَصـَد
رُفعــــت جُهَّـــالُه وانخفضـــَت
فيـــه اعلامٌ ذَوُو رَفـــع عُمَــد
صـــارتِ الأرذال اخيــاراً بــه
وتســـاوى فيــهِ هِــرّا وأســَد
وبغــاث قــد غــدا مستنســرا
فيـه واصـطاد بـه الصـقرُ الأسَد
ورمـــى اشـــرافنا أرذالـــه
بســهامٍ عــن قســي مــن حَسـَد
رَوّجُــوا مـن جهلهـم إذ علمـوا
أنّ ســُوقَ النّبـل والفَضـل كَسـَد
صــَبّرِ النَّفــس علــى مكرُوههـا
فَلَنعِــم الصــبرُ عَونــا وعُتُـد
ولكــم قبلــك أخيــارٌ مضــوا
لبِســوا للـدّهرِ اثـوابَ الجَلَـد
هكــذا الأعلامُ فيمــا قـد مَضـَى
ولقــد مــرّت علــى هـذا مُـدَد
لـم يـزل نهـشُ الخُطُوبِ المُرّ ما
قـامَتِ الـرّوح بتـدبير الجَسضـد
هَــل علـى الأَيَّـامِ فيمـا جرّحـت
بِســـُيوفِ الخَطــب أرش اوقَــوَد
واســتَرِح مــن هـم أمـرٍ فـائِتٍ
وَبــاتٍ لــم يُطِــق مِنــكَ خَلَـد
مــا علــى فــائت أمــرٍ اسـف
ولآت حُـــــمّ وقــــتٌ وَأمَــــد
واذا قـــــدّر مقـــــدورٌ فلا
عُـــدَدٌ تعصــِمُ منــه أو عَــدد
وصــن العلــم علــى ذي حَســد
نعـم صـَونُ العِلم عن أهلِ الحسد
إن بَــذلت الوُسـع فـي إرشـاده
لِلهــدى نــال رَشــاداً وجَحَــد
وانفــرد لِلّـه مـن كـلّ الـوَرَى
فـاللبيبُ مَـن عَـنِ الخَلقِ انفرد
هجــرَ الانــذال اربـابَ الهَـوى
فــاذا مـا سـامه الانـذالُ قَـد
مُخلصـــا لِلّــه فــي أعمــاله
ولأخــــراه جميلاً قـــد أعَـــد
واتخــذ إخــوان صــِدق تسـتعن
بهـمُ عـن طاعـة الفَـرد الصـّمَد
عاشــرِ الخيّــرَ مــن أقرانــهِ
حافظـــا للغَيـــبِ خلا يُعتَمَــد
عضــُداً فــي النائبـات منجـداً
قــطّ مــا اســتنجدتهُ الا عضـد
وأحــبَّ الخِــلّ هونـا مـا عسـى
ان يُـرى بعـدُ لـكَ الخصـمَ الالد
وابغـض الكاشـحَ هونـاً مـا عسى
ان يُــرى بعـدُ لـكَ الخِـلّ الأوَد
ان يكـــن حبُّـــكَ لِلّــه يَــدُم
أو لمحظُـــور وإن طــال فســد
واحفـظِ الجـار ولـو جـارَ فكَـم
مِـن وعيـدٍ فـي أذى الجـارَ وَرَدَ
وألِــن للجَاهِــل القــول فَمَـن
لَـم يُلِـن للجاهـل القَـول شـَرَدَ
وانتَخـــب للســـِرّ خِلا صــادقاً
إن يكُــــن ذاكَ وإلا فالخَلَـــد
واقتصـد تـأمَن مـن الفَقـر فَمَا
عالَ من في العيش بالرّفقِ اقتصِد
وَأتِ خيـــراً ودَعِ الشــر فَمَــن
زَرَعَ الخيـــر أو الشــر حَصــَد
بــادر الخَيــر بِفِعـل فـالفتى
لا يــرى تأجيــل مـا حـلّ لِغَـد
حـــازمٌ قــاضٍ بماضــي عزمــه
وإذا مــا أشــكلَ الأمـرُ اتـأد
ســائرٌ فــي دهـره سـير أمـرئ
ســَبَرَ النــاسَ اختبـارا ونَقَـد
كَفُّــهُ عــن شــُحّ نَــولٍ يجــره
كفُّــهُ عَــن شـُحّ بَـذلٍ مـا جَمَـد
رِجلــه فَــوق الـثرى وقـد علا
هِمَّــةً فــوقَ الثُّريــا واقتَعَـد
واغضــُضِ الطـرفَ ولا ترسـله فـي
بَهجَــةِ الأهيَــفِ قــد أذي مَيـد
وجهُــهُ فَــوقَ قَــوام قـد حَكَـى
بــدرَ تَـمّ فـوق غصـن قَـد مـرد
فــي جَنــى وجنتــه وردٌ وفــي
ثغــــره نظــــمُ لآل وبَــــرد
فهــوَى الأمــرَدِ يُـردي بـالفتى
فـي هُـوىً ليـس لـه عنهـا مَـرَد
لـم يـزل يُجـري بميـدان الهَوى
طــرفَ لهـو للمعَاصـي قـد وَخـد
هــاجِراً غَــضّ الأمــاني جانيـا
زهــرَ الآمــال مــن قــدّ وخَـد
ضــُيعت أخــراه فـي وَصـلِ وَقُـل
ضــُيِّعَت دُنيــاه فـي هَجـرٍ وَصـَد
واسـتخر مـولاك فـي الأمـرِ تَفُـز
مستشــيراً لِـذَوي الـرأي الأسـدَ
وامتثــل للشــرع فـي أحكـامه
فلحكــم الشــرعِ مِنهــاجٌ وَحَـد
لا تغُرنّــــكَ دُنيــــا إنَّمـــا
منــح الــدنيا عــوار تسـترد
وتــــزوّد زاد بــــر وتقـــىً
فكــأن المَــوت وافــى وَوَفــد
كـــم مُلـــوكٍ شــُيِّدت عزتهــم
هــدم المَـوت لهـا ركنـاً وهـد
واســتغث إن عــن خطــبٌ مُـذهل
فَمَلاذ الخَلــقِ والركــنُ الأشــَد
أفضــل العـالم مصـباحُ الهـدى
احمـد المختـارُ مـن نَسـل معـد
مَفــزَع الخَلــق شــفيعٌ ملجــأٌ
يــومَ لا يغنــي عَشــير وَوَلــد
صـــفوةُ اللَــه نــبيءٌ مُرســَلٌ
بالهــدى للخَلـق طُـرّا والرشـَد
خَيــرُ مـن صـام ومـن حـجّ ومـن
عبـــد اللَــه قيامــاً وَهَجَــد
ناصــــحٌ بــــرّ رؤوفٌ رحمـــة
مُنجِــزُ مـن كـلّ خيـرٍ مـا وَعَـد
كَــم وجـدنَاهُ لَنَـا كَهفـاً وكـم
صـــرف الأهــوالَ عَنَّــا وَطَــرد
يــا غيــاثَ المُسـتَغيثين ومـن
يَجتَنـــي معروفــه كــلّ أحَــد
يــا رسـول اللَـه قـد أذهَلَنـا
أيُّمَــا كَــربٍ مـن المَـوتِ أشـد
يـــا عيـــاذي وَمَلاذي ســـَنَدِي
عُمـدتي ذُخـري عِمـادي المسـتند
أنــتَ مفتــاح لأبــوابِ الرّجَـا
انـت نعـمَ المرتجـى والمُعتمَـد
بِــكَ نَرجـو كَشـفَ مـا حَـلّ بنـا
مِــــــن غلاءٍ وبَلاء وَنَكَــــــد
بــك ينجـاب كِفـا الكـربِ كمـا
تُكشــَفُ البَلـوى وتنحَـلّ العُقَـد
كُـن لنـا فـي هَـذِه الدّنيا وفي
هَــولِ الاخـرى آخِـذا مِنَّـا بِيَـد
كــن مُعِينــي ومُجيــري مُنقِـذي
مِــن هَـوى نفسـي وشـيطان ألَـد
أوقعَــاني فــي مهــاوي خطــإٍ
وَخَطايــــا وذنُـــوبٍ لا تُعَـــد
ألبســاني ثَــوبَ عصــيانٍ ولـم
أخــشَ مـن حـرّ سـَعِير قَـد وَقَـد
كُـن إلـى المـوت شفيعاً لي فما
خــاب عَبــدٌ بِـكَ للمـولى قَصـَد
رَبّ إنّ الكــربَ قَــد أودى بنـا
كلمـا قلنـا قـد الخِـلّ انفقـد
فَأصـــرِف اللَّهُــم عنّــا شــِدّةً
ابــرمَ الكــربُ عُرَاهــا وعَقَـد
نَجِّنــا مــن فِتنــة فـد فَتَحَـت
فـي الـوَرَى بـاب بَلايـا لم يُسَد
كـم طـوى فيهـا الطَّوى من مُهجة
فَجَلاهـــا للمنَايـــا واللّحَــد
قَســـَّمَت افلاذ اكبـــاد لَنَـــا
فاصـرِف البأسـاءَ عَنَّـا يـا صَمَد
قــد مَـدَدنا راحـة الـذّلّ لكـي
تجتَــدِي مـن فيـض جَـدواكَ مَـدَد
مـا لنـا مـن أحَـدٍ نرجـوه فـي
كشـفِ ذا الكَـرب سـواكَ يـا أحد
واصـرف الأوغـادَ اهـلَ الجهل عن
خِطَــطَ الشـرع وَأصـلح مَـا فَسـَد
واعـف عن عبدِ اللطيف المذ حجى
الطُّــويرِ القيروانــي البَلَــد
كُــن لــه عونـاً علـى أعـدائه
واكفــهِ شــرّ حَســُود قـد حَسـَد
وأنِلــه نَيــلَ مـا يَرجُـو فقـد
بَســـَطَ الكــفّ لجــدواكَ وَمَــد
وعلـى المُختـار والآل وأصـحابه
أزكَـــــى صـــــَلاةٍ لا تُحَــــد
وَســـــَلامٌ نشــــرُهُ منتَشــــرٌ
لا يحــاكيهِ شــَذا مســك ونــد
مـا شـدا فـي الأيك ذُو طوقٍ وما
قــامَ فـي الـدوحِ خطيـبٌ وقَعَـد
خُطّــتِ الأبيــاتُ فـي نَقـشٍ علـى
مُقتضـــى عــد حُــرُوفِ الأبجــد
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.