
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســُعودك بالمسـرّة والتهـاني
مجــدّدة علــى مــرّ الزمـان
واقبـــال واســعاد وبُشــرى
بعيـش قـد صـفا بـالأمن هـان
تبســّم للزمــان ثغـور بِشـر
كمــا بسـمت ثغـور الأقحُـوان
وهــزّ الملـك عِطفيـه سـُرُورا
كمـا هـزّت معاطفهـا الغواني
لـك الايـام قـد خضـعت رقابا
وبيـن يـديك قـامت كالقِيـان
وفـي أوج السـعادة والمعالي
ترقّـــى نيّـــران ونَيّـــران
قضـى سـعد السـعود حقوق فرض
مؤكـــدة بمســنون الختــان
ختان ابني علي باشا مع ابني
أخيـه المرتقـي غـرف الجنان
ختــانٌ شعشــع الآفـاق نـورا
وأشـرق مـن سـناه الخافقـان
ختـان ألبـس الـدنيا جمَـالا
وحسـنا مـن طرائفـه الحسـان
ختـان بَهـرَج العليـاء ما إن
يُقــاس بـه بهـاء المهرجـان
جنينـا الطيبـات فمـا فقدنا
سـوى المحظور من بنت الدنان
وطاردنـا اللـذائذ فـي حمَاه
طـراد الخيـل في يوم الرّهانِ
فصـيّرت الخريـف لنـا ربيعـاً
بختـن فـي ربيـع جـاء ثَـاني
لــوَانّ البـدر أمكنـه نُـزولٌ
إليـه لجـاء يسـعى للتهَـاني
تـودّ الشـهبُ لـو رقمت فكانت
بَســَائط للمــوائدِ والخِـوان
ولـو نجـمُ الثريـا كان عقدا
لجيـد بنـي الأمير أو اللبان
أيـا خَتّـانُ مـا اقسـاك قَلباً
ومـا اقصـاك عـن سمة الحنان
رويــدك واتئد وارفـق تمهّـل
فشـحذك للحديـد لقـد شـجاني
وأثبــتّ الحنــان لكـلّ قلـب
ثبـات الخـوف في قلب الجبان
وقـد غـادرت أوجهَنا ارتياعا
كـأن صـُبِغَت بلـون الزعفـرانِ
عَهِــدنا أنــك الأدنــى مَحلا
فكيـف ظهـرت فـي أعلـى مكان
وكيــف رقيـت أفلاك المعـالي
وصـرت مـع الكـواكب في قران
وكيــف وصــلت للأقمـار حـتى
مسسـت الجسـم منهـا بالبنانِ
وكيــف تنـاةلت يمنـاك حقـا
شُموسـا أشـرقت وسـط المغاني
عهـدنا الرشد منك وما عَهدنا
بنـي الآسـادِ توسـم باختِتَـان
فكيــف بســطت للاشـبال كفـا
وليـث المُلـك منـك على عيان
دخلـت لأجمَـةِ الأسـدِ السـّبنتي
جِهـارا غيـرَ مرتـاع الجنـان
جرحــت فَراهــداً فيهـا بَقـط
وبـتّ مـن الغضـَنفر فـي أمان
جـزاك علـى صـنيعك كـل خيـر
واحســان يَجــلّ عـن البيـان
فقــال لبسـتُ سـابغة حَمَتنـي
وظَلـتُ بهـا يقينـا فـي صِوانِ
وثقــت بسـنة المختـار حقّـا
فبـتّ مـن المخـاوف فـي ضَمان
فقـد سـنّ الختـان لنـا ووصّى
بـه مـن جملـة الفطرِ الحسان
علـى أنـي أنطـت بهـم كمالا
وما أنا في الختان لهم بجان
قطَطـت ذبـال مجـد فاسـتنارت
فعقــد جُمانهـا بـالقطّ قـان
أسـلت دمـاً بـه يلفـى شـِفَاءٌ
مـن الكلـب المبيـد بلا توانِ
وزهــراً للعلـى اخرجتـهُ مـن
كمــائمه ولســت لــه بجـانِ
وحلــي ســيادة ابـرزتُ منـه
عَقَـائِقَهُ المصـونة في الصوان
فنقصــي عيــنُ تكميلـي لأنـي
شـعارُ الـدين أصبح في ختاني
وفـي سـلك الرجـال لهم نظامٌ
بإعــذاري فعـذري فـي بَيَـان
وســوف يُـرون أقيـالا مُلوكـا
لهــم شــأنٌ عظيــمٌ أي شـان
يقصــّر قيصــر عنهـم وكسـرى
كـذا خاقـان مـع عبد المدان
لقـد ظهـرت شـهامتهم صـغارا
ومـا خـبر المخبّـر كالعيـان
فمــذ رأوا المقـصّ تبـادرُوه
وزاحــم أوّلَ الشـبلين ثـاني
وقـد عرفـوا بـأنّ لـه كلامـا
كمـا عـرف الكمـيّ الهندواني
كـذاك أبـوهم في الحرب يمضي
لهـا لم يثنهِ الذّكرَ اليماني
وجــدهمُ الهزبـرُ حُسـَينُ بـاي
له الوثبات في الحرب العوان
وأشـبالُ الغضـنفر ليـس تحذُو
ســوى أخلاقِــه لا الثّعلَبَــان
أميـر المـؤمنين سـموت فخراً
ودام لـك الهنـاء مع الآماني
ليهنِــك ســُنة للـدينِ قـامت
دعائمهـا لهـا الإسـعاد بـانِ
ليهـن الدولـة الغـرّاء خَتـنٌ
بـه القَمَـرانِ في سَعدِ القِران
لـك الفخر الذي يعلو الثريا
ويقصـر عـن مـداهُ الفرقَـدان
وذات تبهــر الأبصــار حُسـناً
مكمّلــــة بـــأخلاقٍ حِســـان
ولــوع بالشـّفاء وبالبخـارى
وذكــر اللَـه جـلّ وبـالقران
وبـالفقه الـذي استخرجت منه
معــاني ليـس يـدركها مُعَـانِ
نظيــف العـرض اروع عبقريّـا
هَصـــُوراً ذا تــأنّ لا تــوانِ
فلــم يستصــبِ قلبـك ذو دلالٍ
يُحـاكي طلعـة القمـرِ الزّيانِ
ولـم يسـتهوه نغـم الغـواني
ولا صـوت المثـالث والمثـاني
وراحــك لـم تمـدّ لحمـلِ راح
تــدارُ بكـفّ مخضـوب البنـانِ
جليـلُ القـدر للجلّـي تُنـادَي
وكــف ضــرورة او فــكّ عـانِ
اذا قـارعتَ في الهيجاء جمعاً
تـولى الجمـع مضـطربَ العنانِ
تَحُـلّ عِقـال بأسـَاها اذا مـا
أنــاخت بالكلاكــلِ والجِـرانِ
وأذكـى فـي الفراسة من إياس
وأعـرف بالحقـائق والمَعـاني
فلا يخفَـى احتيـالُ أخـي دهاء
عليــك ولا يقعقــع بالشـّنان
محـاول شأوِكم في الفضل يبغِي
سـباق الصـّافنات علـى أتَـان
ووافــرُ بحــر فضـلكمُ مديـدٌ
وان قصــُرت عبـاراتُ اللسـان
اذا مـا يمّـم العَـافي ذراكم
يبـــادَر بالصـــّلاة بلا أذان
أقمـتَ الخلـق فـي روضات امن
جناهـا مـن يـد الجانين دانِ
عفـوت عن الجناة من الرعايا
فـأنت علـى الرعيـة أيّ حـانِ
وصـُنت عـن الحديد دَمَ الأعادي
ومـا ألبسـتَهُم ثـوبَ امتِهـان
جعلــتَ محلّـه ختـن اليتَـامى
وأهـلِ العجـز عن درك الأماني
فكـم مئيـن قـد طهّـرتَ منهُـم
طهــوراً مـن ريـاء وامتنـان
كسـوتَ جميعهـم وأنلـت مـالا
جُزيـت به المنازل في الجنان
وأطلقـت الألـى في السجن حتى
تحملـت القَضـَاء عـن المُـدان
وللصـّدقَات قـد أجريـت بحـراً
مـن البيضـَاء والذهبِ المُصَانِ
فعمّمـت السـرور بهـا وكـانت
إليـك مـن المكـاره كالجُنان
بـذاتك مـع صـِفاتك يـا إلهي
صــفاتِ المعنويـة والمعَـانِي
وأوصــاف الجلال وكــلّ وصــف
يُنــزّه أن يقــاسَ بكـلّ فـانِ
وكـلّ اسـم علمنـاه ومـا لـم
قـديما ليـس يُحصـر بالزّمَـان
وحــقّ محمّــد خيـر البرايـا
شـفيع الخلـق مـن إنـس وجان
مـن ابتهجَـت به الأكوان نوراً
وأشــرق مـن سـناه النيـران
لـه القَمَرُ المنير انشقّ قطعاً
علـى نصـفين شـوهد بالعيَـان
ومـن ريـحُ الصـّبا نَصَرته حتى
كفتـه عـن المهنـدِ والسـّنَان
ومـن صـار اليسـيرُ به كثيراً
وفـاق المـدّ مملـوء الجفَـان
بضـرع الشـاة مـرّ الكـفّ منهُ
علــى يَبَـس فجـادت باللّبـان
وسـبحتِ الحصـَى في الراح مِنه
وكلّمــه الجمــادُ بلا لســَان
وخــاطبه الـذراع بـانّه قَـد
حــوى ســُمّا بقصـدِ الامتحـان
وعيــنَ قتــادةٍ قـد ردّ لمّـا
بخــدّ منــه سـالت كالجُمـان
اليـه شكا البعيرُ بلا امتراءٍ
وفـي شـكواه أفصـح بالبيـان
وحـنّ الجـذع لمـا نـاءَ عَنـهُ
كمـا بـاح المـتيّم بافتتـان
وجـاءت نحـوه الأشـجار تسـعَى
وظلّـلَ فـي الهجيـرةِ بالعنان
وبالرُّسـُلِ الكـرام وكـلّ ملـك
لــه عِنـدَ الالـه عظيـمُ شـان
وحـــقّ الآل والأصــحاب طُــرّا
ليـوث الحـرب في يوم الطّعَان
وحــق الصــالحين بكـل قُطـر
وجملــة أوليــاء القيـروان
أميـر المـؤمنين احفئه ممّـا
يســوء وكـن لـه فـي كـل آن
وســدّده لمـا قـد كـان فيـه
صــلاح الخلـق مـن قـاص ودانِ
أطل عُمراً له في الخير واختم
لــه بمنــال خيــراتٍ حِسـَانَ
وصـن أنجـاله النّجبـاءَ ممّـا
ينغّــص مـن حـوادث أو هـوان
ســُلَيمان الرضـا سـلّم وسـخّر
إليـه الخلـقَ مـن إنـس وجانِ
أنـل حمّودة باشا المرتضَى ما
يـودّ لـه أبـوه مـن الأمـاني
وكــن لمحمَّـد المـأمونِ ممـا
يحــاذرُ مـن صـروف وامتهـان
وعثمـــانَ الســـري أدِم عُلاه
بحـق الـذكر والسبع المَثَاني
ومحمـــودٍ واســماعِيلَ حَصــّن
مقامهمــا المَرفّـعَ بـالقران
أعيـذُ كمـا لهـم مـن كل نقص
ومـن عيـن الودود او المعان
أيـا ملـكٌ رقـى فلك المعالي
وحــلّ بِفكـره عقـد المعـاني
زففــت إليـك للأعـذار عُـذرا
لها العذرُ المبين بما عراني
ومـا ألبسـتها حُلـل المعاني
ولا حلـل البـديع ولا البيـان
محلاّةٌ بمـــدحك فهــي تحكــي
لغانيـةٍ تبخـتر فـي الزّيـان
تغطّــي وجههــا منكـم حيـاءً
بــأردافِ المُهَفهَفَـةِ الحصـَانِ
مخافــة ان تعاملهــا بنقـد
صــحيح ليـس تحملـه اليـدان
بعيـن رضـاك فانظرهـا وسامح
وان كـانت مهلهلـة المبـاني
ودمـت مـع البنيـنَ قرير عين
تـزف اليـك أبكـارُ التهـاني
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.