
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فتــــح ونصــــرق واســـعادٌ واقبـــالُ
لمـــن لـــه خضـــعت صـــيد وأقيـــال
ومـــن لـــه همــةٌ شــماءُ قــد ســُحبت
لهـــا علــى الفَلــكِ الــدّوار أذيــالُ
ومـــن ســـريرته طـــابت وســـيرته ال
غــراءُ ســارت بهــا فـي الملـكِ أمثـال
علـــي بـــنُ حُســـين مــن لــه فَخَــرق
علـــــى الملـــــوك واعظــــام واجلالُ
ســهل الســجايا نظيــفُ العــرض صــيّنه
عــــذب المــــواردِ فيـــاض ومِنهـــالُ
جــم الفضــائل مــأمون الغــوائل مــح
مــــود الفعـــائل معطـــاءٌ ومفضـــَالُ
صــــبح الســــيادة وضــــاح بغرتـــه
اذا ضـــفا لـــدياجي الخطـــب ســربالُ
نــــور البشاشــــة لمـــاعٌ بجبهتـــه
كـــأنه مـــن تـــوالي البشــر ســيال
لا تحســب البــدر يحكــي نــور جبهتــه
البــــدر يــــدركه نقــــص وإكمـــالُ
لا تحســب الغيــث يحكــى فيــض نــائله
الغيـــــث يغشـــــاه اقلاع وإمحــــالُ
يـــولي النـــدى ويـــواليه بلا مَهَـــلٍ
ويعـــتري الســـحب ابطـــاءٌ وامهـــالُ
حـــــاذي مكـــــارم أخلاقٍ لوالـــــده
والليـــث يحـــذوه فــي الأخلاق أشــبال
ملــــك النزاهــــة لالهـــو ولا طـــربٌ
ولا أغــــــن ولا جــــــام وجريـــــال
خَلـــق وســـيم وخُلــق كالنســيم ســرى
وهنــا علــى الزهــر قــد غـذّاه هطـالُ
أقــــام للحــــق أركانــــا مشـــيّدةً
اذ لـــم تلـــح لرســـوم الحـــقّ أطلال
فحكمـــه ليـــس فـــي تصـــريفه علــل
وفعلــــــه فيـــــه تصـــــحيح وإعلال
لـــه لســـان بـــذكر اللـــه عـــوده
وخــــاطر فــــي جلال اللَــــه جـــوّال
أس العلا وايـــــاسٌ فـــــي نبــــاهته
إن عــــنّ للأمــــر إبهـــامٌ واشـــكال
كشــــافُ مبهمــــه فتــــاح مغلقــــه
ودون إدراكـــــه بـــــابٌ وأقفـــــال
إذا تأمــــل فــــي مــــرآة فكرتـــه
بــدا لــه مــن خفــي الحــال تمثــالُ
ليـــثُ الحـــروب وبــدّاد الخطــوب اذا
يرتــــاع للحـــرب فرســـانٌ وأبطـــال
لــــه الجوانـــح والأهـــواءُ جانحـــة
ســوى رعــاع رعايــا عنــه قـد مـالوا
عــــاثت بأنحــــاء افريقيـــةٍ فـــرقٌ
طــال الزمــانُ ومـا عـن طبعهـم حـالوا
لا جمّـــل اللَـــه جمّـــالا لقــد نزلــت
لهـــم مـــن الخلــف أوجــال وأوحــال
شــقوا العصــا وتمــادوا فــي ضـلالتهم
فحــــل ســــاحتهم خطــــبٌ وأهــــوال
بالأربعــاء لقــد حــاط الخميــس بهــم
كمـــا أحـــاط بســاق الرجــل خلخــال
فبعضـــهم مـــن شـــعوب ذاق كــأس ردى
وبعضــهم فــي شــعاب الأرض قــد سـالوا
فأصـــــبحوا لا يــــرى الا مســــاكنهم
ونســــــةٌ ومســــــاكينٌ وأطفــــــال
ســـاق الشـــقاق غليهــم كــل داهيــةٍ
فمــا الــذي صـنع البـاغون مـا نـالوا
أوليتهــم منــك عفــوا عــن جرائمهــم
إذ كنـــت تعلـــم أن القـــوم جُهـــال
لازلــت بــالعفو بعــد الظفــر متســماً
فـــالعفو ليـــس لـــه مذمومــة حــال
وغـــرّ وســـلات مـــن أطمـــاعهم خــدع
فســــاقهم لمهـــاوي الهلـــكِ آمـــالُ
لاحـــت أكــاذيب أطمــاع لهــم فغــدوا
كمـــــا يلـــــوح لآل الخيبـــــة الآل
وبــايعوا المرتضــى الباشـا أبـا حسـن
عليــا ابــن حُســين ثــم قــد حــالوا
واحتــل منزلهــم مثــل النزيــل بهــم
كيمـا يزولـوا عـن الشـحنا فمـا زالـوا
لا طــبّ ينجــع فــي حقــد النفـوس وقـد
خســـرا لمــن بصــُواع الغــدر يكتــال
مـــا أنكـــروا منـــه الا ان شـــيمته
حلــــمٌ وعفــــوٌ وإنصــــافٌ وإفضـــال
مـــا أنكـــروا منـــه الا انّ دولتـــه
غــراء ليــس لهــا فــي الملـك أمثـال
برابــر فــي وخيــم الجـور قـد رتعـوا
ومرتــــع البغـــي للبـــاغين قتّـــال
طبــــاعُهم لضــــروب الشـــرّ ماثلـــة
والشــــبه للشــــبه جـــذابٌ وميـــالُ
كــأنهم فــي نصــاب الخلـف قـد خلقـوا
إن يســمعوا داعيــا للخلــف ينثــالُوا
إن الإبــــاء مــــن الآبـــاء شنشـــنة
توارثوهـــــا وأعمـــــام وأخـــــوالُ
يمشــي الهوينــا ســواهم ان أتـى خطـأ
وهــم لهــم فــي طريــق الغــي إرقـال
أمـــا نهتهـــم عظيمــاتٌ بهــم نزلــت
قبلا ومـــاذا لَقِـــي بـــالقرب جمّـــالُ
وحـــاربوا الأصـــل فـــاجتثت أصــولهم
ونــــالهم منــــه أكبـــالٌ وأنكـــال
راحــوا أيــادي ســبا فــي كـل ناحيـة
وفـــي الفيـــافي لهــم حــلّ وترحــال
وللصـــــغار صــــَغارٌ والرجــــال ردى
وللحلائل إحصــــــــــــــــــانٌ وإحلال
وخــالفوا مــن فــروع الأصــل أوســطهم
فنــــالهم منــــه خُســـران وأنكـــال
إنّ الأميــــر لظــــلّ اللـــه منبســـط
فــي الأرض يــأوي لـه مـن سـاءه الحـال
ومـــن خطـــا خطـــوة يبغــي إهــانته
ينلــــه فــــي عمــــره بـــؤسٌ وإذلال
ولـــو بغــى جبــل يومــا علــى جبــل
لـــدكّ مـــن بـــذميم الغـــي يختــال
أفعــالهم أصــبحت أفعــى لهــم وكمــا
دانـــوا يـــدانون والعمـــالُ أعمــال
قــالوا وحيــد فقلنــا اللَــه ناصــره
وســــوف يعضــــده بــــاللَه أنجـــال
شــاؤوا القــراع فقلنــا دونكــم جبلا
فنــــاطحوه فــــأنتم فيـــه أوعـــال
يكفيكـــم البغـــي تـــدميرا وتهلكــةً
فــــــإن عقبـــــاه أكبـــــالٌ وأغلال
فالرشـــد ينجـــح آتـــوه وان ضــعفوا
والغـــيّ يقصـــر أهلـــوه وان طــالوا
راعـــي ذمـــام دمـــاءٍ أن تــراق إذا
مـــا هيّـــج الحــرب إقــدام وإجفــال
يخشــى الالــه ويخشــى ان تبــاح لهــم
يــــوم الكريهـــة نســـوان وأطفـــال
فســــلم الأمـــر للمـــولى وأمهلهـــم
إذ للأمــــــور مـــــواقيتٌ وآجـــــال
بالحصـــر قـــابلهم بــالجوع قــاتلهم
والجـــوع للجميـــع مجتـــاح ومقتــال
دعـــا أبـــا مالــك فاحتــل ســاحتهم
لأنــــــه لقــــــوى الأقــــــوام حلال
ومـــن أبـــو مالـــك دامـــت ســلامته
فيهــــم تقطّــــع أمعــــاء وأوصـــالُ
اذا تخلـــــل جثمانــــا وَهَــــي خللا
وليــــس ينفعــــه قبــــض وإســــهالُ
يطفـــي الحـــرارة إذ تشـــتدّ شــعلته
فـــاعجب لمــا فيــه إطفــاءٌ وإشــعالُ
فنـــال بالصـــبر ممـــا كــان آملــه
مـــا ليـــس يبلــغ بــالحيلاتِ مُحتــال
يــا أيهــا الملــك المــأمون نيّتكــم
تغتـــال مــن بشــباك المكــر يحتــال
تخيلُـــو الشـــّمّ مــن وســلات تعصــمهم
وكيـــف يعصـــم ممـــا حـــمّ أجبـــال
وأصـــعدوا فــي ذراهــا ثــم أرهقهــم
إلـــى النـــوازل والأخطـــار إنـــزالُ
زهـــاءُ ســـتّ مئيـــن للــرّدى نزلــوا
والحيــــف للحتــــف دعّـــاء ونـــزّال
فعُصـــبةٌ هامُهــا بالقضــب قــد قضــبت
وســـيق منهـــا الــى عليــاك أجمــالُ
جســـومها لســباع الــوحش قــد تُركــت
ولائمــــا فعليهـــا الطّيـــر تنثـــال
وزمــرةٌ فــي شــباك البغــي قـد علقـت
فســـاقها ولهــا فــي الســوق أكبــالُ
بيمــــن نيّتــــك الغــــرّاء حُشـــتهم
وأنـــت فـــي قصـــرك المعمـــور محلال
جــاؤوا عــرَاةً عليهــم مــن قبــائحهم
ومـــن ذميـــم لبــاس البغــي أســمال
أمنــــت روعتهــــم ســـترت عـــورتهم
كســــوتهم ولكـــم بـــالعفو إفضـــال
تضَعضـــَع الجبـــل البـــاغي برابـــره
وهــــزّه مــــن هلاك القـــوم زلـــزالُ
حتــفٌ لهــم جـاء بالنصـر القريـب لكـم
والحتـــف للفتــح فــي مقلــوبه فــالُ
والفجـــر ان ظهـــرت حينـــا بشــائره
يلــــح مــــن الفجـــر لألاء واقبـــال
أتــــاك نصــــر بلا خيــــل ولا خـــول
مــــا ان تخيّلــــه وهــــم ولا بـــالُ
كــانت عــرى البــؤس والبلـواء مبرمـة
فحلهــــا مــــن خفــــي اللطـــف حَلال
حـــلّ المحـــرّم بالبشــرى لكــم ولــه
عليهـــــم بطلـــــوع النحـــــس إهلالُ
ففــي المحــرم بــات القــوم فـي رجـب
لهــــــم بوســـــلات ويلات وإعـــــوالُ
وانزلتهـــم لـــك الأقــدار مــن قنــن
وليــــس للــــبيض والخطـــيّ إعمـــالُ
صــاح الغــراب بشـمل القـوم فاعتسـفوا
مهــــامه الفيــــح ركّــــابٌ ورجّـــالُ
تقســــموا بيــــن مكلـــوم ومســـتلب
وهالــــكٍ بالصــــّدى لـــم يـــروه آل
جلـــوا حفـــاة عــراة مــن مســاكنهم
لمــا جنــوا ولهــم فـي البيـد ولـوال
الهــــمّ منتظِــــمٌ والشـــمل منتشـــر
والقلــــب مســـتعر والـــدمع هطـــالُ
اســـتارهم هتكـــت عـــوراتهم كشـــفت
وانمــــا هــــي إدبــــار واقبــــال
علــى البغــال رذالٌ فــي المفـاوز قـد
تـــاهوا فلـــم تنـــج أرذالٌ وأبغــال
كــم قريــة قبلهــم بـالخلفِ قـد بطـرت
فغالهـــا مــن خطــوب الــدهر أغــوال
والقيـــــروان دهتهــــا أي داهيــــة
وهــم مــع الاصــل لا خــانوا ولا زالـوا
ســـنين خمســا اقــاموا فــي حيــاطته
ومــــالهم عنــــه تحويـــلٌ وإبـــدالُ
طــوى الطــوى زمــرا منهــم وأزعـج اق
وامــاً الــى الــبين أخطــار وأهــوال
حــتى قضــى نحبــه فيهــم فــدب لهــم
مــــن المكــــاره حيّــــات وأصــــلالُ
وبـــدّدت شـــملهم فـــي كـــل ناحيــة
أيـــدي الخطـــوب فلا أهـــلٌ ولا مـــال
خلــــت مســــاكنها خلـــت ســـواكنها
فأهلهـــــا فــــي فلاة الأرض أرســــال
حـــر الهجيـــرة يكــوي فــي جلــودهم
كـــأنهم فــي ظلال الأمــن مــا قــالوا
تجرعـــوا مــرر البلــوى وكــان لهــم
مـــن الأمـــان وخفــض العيــش سلســال
فكــم مــن الخــدر والأسـتار قـد بـرزت
خريــــدة كــــاعب هيفــــاء مكســـال
تحكـــــي الغزالــــة لألاءً وقامتهــــا
لهـــا علــى الغصــن تعجــاب وتميــال
كــالظبّي جيــداً او ألحاظــاً فمقلتهــا
مكحولـــة مـــا لهـــا ميـــلٌ وكحّــالُ
مقصــورة الطــرف كــانت فــي مقاصـرها
وطرفهـــا بعــد فــي البيــداء جَــوّال
عــن أعيــن الإنــس قــد كــانت محجبّـةً
فصـــــار يلحظُهـــــا وحـــــش وأورال
للشـــمس ضـــاحية أضــحت وكــان لهــا
فــي الخــدر مــن كلــل الأســتار أظلال
تســـتّرت بليـــالي الشـــعر اذ ســلبت
أثوابهـــا فعليهـــا الشـــعر أســدالُ
تبكـي علـى الصـّخر كالخنسـاء حيـن بكـت
صــــخراً أخاهــــا ولا عـــمّ ولا خـــالُ
إن بـــان حرّاســـها عنهـــا فحارســها
فــي البيــد طــرف سـريعُ الفتـك نبَّـالُ
وسادها الصخر من بعد الحرير غدا وفرشها
بعــــــــده تـــــــربٌ وأرمـــــــالُ
فـــالعينُ هاميـــة والرجـــل داميـــة
والقلــــبُ فيـــه حـــزازات وأشـــعالُ
والخصـــر ينهضـــها طـــورا فيقعــدها
عــن خطوهــا مــن كـثيبِ الـرّدفِ أثقـال
عجبــتُ للشــمس لــم تكســف وقـد طلعـت
مـــن الخـــدور شـــموسُ الأرض تختـــال
لا تســألن عــن حـديث القـوم كيـف جـرى
فشـــرح مــن حــاول التفصــيل إجمــال
عقبـــاهم هــذه كــانت فكيــف بوســلات
وهــــم عـــن طريـــق الرشـــد ضـــُلال
جـازوا الحـدودَ ومكـر اللَـه قـد أمنـوا
وليـــس عمـــا أتـــوا للـــه إغفــال
ســل السباســب مــاذا قــد أحـاط بهـم
يُنــبئك عــن شــرح حــال القـوم تسـآل
صــال البغـاة ونـار الحـرب قـد وقـدوا
وغيرهــم بلظــى الهيجــاء قــد صـالوا
جـــلّ المهيمـــنَ مــن أحكــامه خفيــت
عــن ان يحيــط بهــا الأذهــان والبـال
وأنــت أعطــاك مــا لــم يعطــه أحـداً
مــن الملــوك الألـى فـي مجـدهم غـالوا
حلـــم وعـــدك وعفـــو بعـــد مقــدرة
وعفــــــة وســــــعادات وإقبــــــال
هــم بالجحافـل قـد صـالوا وقـد غُلبـوا
وأنــــــت بــــــاللَه غلاب وصـــــوّال
ويمنعـــــون أوداهـــــم رغـــــائبهم
وأنـــت فـــي اللَـــه للأعــداء بــذّال
والنــاس يبغــون منــك البطـش منتقمـا
وأنـــت فـــي العفـــو رغّــاب وميّــالُ
الجــورَ رامــوا وقــالوا عنــدكم خـور
وأنــت تــترك مــا رامـوا ومـا قـالوا
اللَــه أثنــى علـى العـافي وأنـت لمـا
أثنــــى المهيمــــن قفـــاءٌ وفعّـــال
والراحمـــون لمــن فــي الأرض يرحمهــم
فحســبهم مــن عقــاب اللَـه مـا نـالوا
العفـــو شـــيمتكم والحلـــم حليتكــم
والخيـــر بغيتكـــم والقـــوم جهّـــال
وأنـــت فــي الأرض ظــلّ اللَــه منبســطٌ
علـــى الأنـــام لكـــم بالعـــدل اظلال
والحمـــد للّـــه لا فضــل عليــك ســوى
لِلَــــه فهــــو لـــه مـــنّ وافضـــال
والحمـــد للـــه مــا نالتــك مأثمَــةٌ
منهــم فهـم حـاولوا بغيـا وهـم صـالوا
هــم الــذين جنــوا هــم الـذين جلـوا
وللشــــقاق بهــــم بــــدءٌ وإكمـــال
واللَــه يوليــك تأييــداً فــأنت الــى
عبـــاده بعظيـــم النصـــح لــم تــال
أســنى الصــّلاةِ مقامــا والســلام علــى
خيـــر الأنـــام يليـــه الصـــّحب والآل
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.