
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـديثُ المصـطفى المختـار نورُ
بــه يُهــدى وتنشـرح الصـدورُ
إذا نرويــه يروينــا فنحيـا
وتكتســبُ المحامــدُ والأجــورُ
لقـــارئه ومُقـــرئهِ قُصـــُورٌ
إذا وصــفَ اللِّسـَانُ لـه قُصـُورُ
يزيــد تأنُّســاً ويُزيـلُ وحشـاً
إذا بــالوَحشِ أظلمـتِ القُبُـورُ
يُســَكّن روعــةً ويُنيــلُ أمنـاً
إذا بـــالخوفِ أفئدةٌ تطيـــرُ
وَيُــورِدُ كـوثراً للحـوض عَـذباً
إذا كــان القيامـةُ والنّشـورُ
يُمِيـطُ عـن النُّفـوس إذا دهتها
مُلمَّـــاتٌ ويَنجَبِـــر الكَســِيرُ
ويحميهــا مــن الأغيـار طـراً
كمـا يحمـي عـن الحرم الغَيُور
وفيــه صــنَّف الفضــلاءُ كُتبـاً
بهــا حقَّــا تزيَّنَــتِ العُصـُورُ
خُصوصـاً جـامعُ السـُّنَنِ البُخَاري
إمـامُ السـنَّة العَلَـم الكَبِيـرُ
فَقَــد جُمِعــت بجَـامِعِه مَزَايـا
لهـا قـد أذعَـن الجَـمّ الغَفِيرُ
تَراجِمــهُ تُتَرجــم عــن معـانٍ
يَحـارُ لِفَهمهـا الحـبرُ الكَبيرُ
وأبـــوابٌ بِـــداخلها قُصــورٌ
مُشــــيَّدةٌ وولـــدَانٌ وحُـــورُ
فآثــارُ الرّســولِ بهـا تَجَلـى
كــواكبُ أو شــُمُوسٌ أو بُــدُورُ
إذا فـي الجـدبِ والإمحال يُروى
تصـوّبَ للـورى المَطَـر الغَزِيـرُ
وَمَهمــا شــِدّةٌ نزلَــت بقــومٍ
فــإن قَـرَؤُوهُ تنكشـفُ الشـُّرُور
بــهِ مـن كُـلّ مـا مَـرَضٍ شـِفاءٌ
وموعظَــةٌ تليـن لهـا الصـخُورُ
بـه احتَفَـل الورى غربا وشرقاً
وقَلقَـل بالرّكـابِ لَـهُ المَسـيرُ
وســاد بنفعـهِ أمـراءُ سـَادُوا
خُصوصـا منهُـم المَـولى الأمِيـرُ
أبـو الحَسَنِ الرّضا الباشا عليّ
هُـوَ ابـنُ حُسـَينٍ المَلِكُ الشَّهيرُ
أدام علــى قِراءتِــه فأضــحَت
عَليــه حُلــىً مَحاسـِنُها تَـدُورُ
تَــرَوّى مِــن روايتــهِ مَلِيّــا
كما يروي الصّدى الماءُ النَّمِيرُ
تَســنَّم عــن دِرَاســتِهِ مَقَامـاً
تخِـرّ لبُعـدِه الشـِّعري العَبُـورُ
مَجالِســُه يُزَيِّنُهــا البُخَــاري
فَتشــرفُ لا الجَـواهِرُ والحريـرُ
وأســفارٌ لــه تُجلـى بهـا لا
مُعَتَّقَــةٌ يطــوُف بهـا المُـديرُ
وَوَصــل خِتــامِهِ فـي كـل عـام
بـهِ قـد هـام لا الرشَأُ الغَريرُ
رَفِيـــقٌ بالرعيــةِ ذو حنَــانٍ
نزيــهُ النَّفــس مِفضـَالٌ وَقُـورُ
أخــو حلــمٍ أخـو عَفـوٍ وصـَفحٍ
مُجيــرٌ إن أتــاهُ المُســتجِيرُ
مُقِيـــمٌ للجَمَاعـــة مســتدِيمٌ
لــذكرِ اللَـهِ ليـس لـه فُتُـورُ
وفَيــضٌ للمــواهِبِ والعَطَايــا
إذا مـا أجهَـدَ الزّمـنُ العَسِيرُ
مَجَالِســه بـدرس العِلـم زِينَـت
كمـا زِينـت بحِليتهـا النُّحُـورُ
إلَهــي بــالنَّبِي وبالبخــاري
ســألتكَ يـا مُـدبِّرُ يـا قَـدِيرُ
تقَبّـل صـَومَ هـذا الشـهرِ منـهُ
فــتزدادَ المَــوَاهبُ والأجُــورُ
وأعتِقــه مــن النِّيـران فِيـهِ
فلا يَخشــَى إذا لَفَــحَ السـَّعِيرُ
وأســبِل سـِترَك الضـّافي عَلَيـهِ
إذا انهتكـت او انكشـفت سُتُور
أنِلـهُ علـى الّـذي أولَيتَ عَوناً
فإنَّــك أنــتَ مــولاهُ النَّصـيرُ
وأَصــلِح بَــالَه فـن كـلّ حـالٍ
وأرشـــِده إذا دَجَــت الأمُــورُ
وصـنه وَصـُن بَنيـه مـن البَلايا
اذا مـا حـارَب الـدّهرُ الهَصُور
وأصــلح شــأنَه واختِـم بخيـرٍ
خِتَامـا منـه قـد حَصـَلَت خُيُـورُ
ختامـا كـان بـدءُ الوحي بدءاً
لــهُ فالتَّـاج كـوكبُه المُنِيـرُ
ختامـا قـد حـوى شـَرَفاً وبُشرَى
ونشــراً لا يحــاكيهِ العَــبيرُ
تقبَّــل ســعيَه المشـكورَ منـهُ
فإنَّــك قابـلُ العمـلِ الشـَّكُورُ
تجــاوَز عنـه وارحـم والـديه
وإخــوتَه فــأنت هـو الغفـورُ
وَمِـن اخوَاننـا مَـن غابَ فآرحم
ومـن هُـم فـي مجامعنـا حضـُور
وهـذا العيـدُ فـاجعله سـعيداً
يعـودُ علـى الدوّام به السُّرورُ
وبلِّغــه المُؤَمَّــلَ فــي بَنِيـه
وقبَـر المصـطفى الهـادي يزورُ
عليــه صــلاةُ ربِّــي كـلّ حيـنٍ
وتســليمٌ تنــال بــه أجُــورُ
كـــذَاك الآلُ والأصــحابُ طُــرّاً
وَمَــن بِســَنَاء ســُنَّتِه يَســِيرُ
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.