
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أدّ الســلام الــى الأميـر معطِّـرا
فــي طيـب رَيَّـاه يفـوقُ العَنـبرا
أقــر الســلام عليــه كُـلّ عشـيَّة
واذا سـَنَا الإصـباح أقبـل مسـفرا
بـــل كُــلّ حيــن خُصــّهُ بِتَحيَّــةٍ
مــن كـل مـا طيـبٍ أعَـمّ وأعطَـرَا
يَحكــي شــَذاها طيــبَ أخلاقٍ لــه
إذ لَســتُ عنهـا بـالعَبير مُعَـبرا
والثـم يَـداً تروي البُخَارى دائماً
وَمِـن النَّـدى تَروي الأنام الكوثرا
واغضــُض جُفُونـك ان لمحـت جـبينهُ
وحــذارِ مـن كفيَّـه عشـراً أبحـرُا
وجـهٌ إذا القمـرُ المنيـرُ بـدالَهُ
لَبِــس الحَيـاءَ وبالسـحاب تَسـتَرا
واخصـُص ليَـالي الأربعـاء جميعهـا
بمزِيــد تســليمٍ عميــمٍ أعطَــرا
فيهــا شـَفَينا بالشـفَاء غليلَنـا
وعليــلَ صــَدرٍ للشــفَاءِ تَصــدّرا
ان يَكتَحِـل أعمـى البصيرة من سنى
أنـوارهِ فـي الحيـن يَرجـع مُبصِرا
وكــذا ليــالٍ للخَميــس فَحيّهَــا
وَليــالي الأحــدِ الأنيقَـةَ منظَـرا
هــاذي الثَّلاثُ لهــا فـؤادي شـَيّقٌ
لـم يألهـا قلـبي العميـدُ تَذَكُّرا
فَمــتى ثنيـتُ لهـا عِنَـان تَـذَكُّرِي
يومــا تفســَّح منزلــي وتَعطَّــرا
لكــن قلــبي مــا تـذكَّر أنسـَهَا
إلا تَأجَّــــجَ شــــوقُه وتَســـَعَّرا
لــم أنـسَ أنسـا بـالأمير خلالَهـا
نَجنــي بـهِ زَهـر المسـرّةِ أزهَـرَا
وجنــى الأمـاني نجتنيـه ونَجتلـي
وَجهـا مـن الشـَّمس المنيرةِ أبهَرا
أنـوارُ بهجتـه عـن المصـباح تُـغ
نـي مـن يطـالع في الطُّرُوسِ مُسطَّرا
آنــي لحضـرته وقـد غَسـَقَ الـدّجى
فأخــال ليلـي مشمسـا أو مُقمِـرا
لا أرتضـي بَـدَلاً بهـا عَصـر الصـّبا
كسـكاب حُـرّم أن يعـار او يشـترى
إن كـان شخصـي قد نأى فالقلب لا
ينفـكّ فـي تلـك المحاضـر مُحضـَرا
لـو أن ذكـري للقُـدوم بهـا جَـرَى
لأجبــتُ مـن قبـل الـدّعاء مُشـَمِّرا
إذ قـد ذكـرت بليلـة فركبـت فـي
غَـدِها مـن ارضِ القيـروان مُبكّـرا
أحييتُهــا كمواســم الأعيـادَ لَـم
مَّـا كـان يـومُ لِقَـاهُ عيداً أكبرا
مـن يَغـش حضـرته العليَّـةَ ينثنـي
علمـــا ونيلا مُـــوَقراً وَمُــوفَّرا
فيهــا كــواكبُ بالـذّكاء توقَّـدَت
مــا بينهـا قَمَـرٌ يُزيـحُ معسـكرا
يُهــدي الــى أسـماعنا وعقولِنـا
وأنوفنــا أدبــاً ونَشـرا أعطَـرا
والعلـمَ والنُّكَـتَ الدقيقَةَ والحبا
والأنـس والأكـل الشـهيّ مـع القِرَى
يُلقـى لـه صـعبُ المسـائل مُشـكِلاً
فيــردّهُ ســهلَ المَنَــالِ مُفَســَّرا
فهـو المُجلِّـي للعـويص إذا اختفى
وهـو المجلـىِّ في الذكاء اذا جرى
ويـرى المغيـب فِراسـةً فتخـالُ في
مرآتهـا مـا فـي الضـمير مصـوّرا
لخـرائد المَعنـى صـَبَا قلبـاً فما
عَلِــقَ الغــواني والأغـنّ الأحـوَرا
وبـدرّها المختـارِ هـام فلـم يزل
مـن بحرهـا الفيَّـاض يلقـطُ جوهرا
ورث المــآثر عــن ابيـه عصـَابَةً
والشبلُ لا يعدو السبنتيى الحيدرا
فعلـيّ بـنُ حسـينٍ الباشـا الرّضـَى
بِحُلـىَ الفَخَـار قـد ارتدى وتأزرا
يــابى الــدنايا خيمُــهُ وخِلالُـه
وتــراه لِلفعــل الحميـدِ مشـمِّرا
ألـفَ التقـى والـدرس والأوراد لا
نغَـمَ المثـاني والرّبَـابَ ومزهـرا
وحـوى الإنابـةَ والمهابـةَ والفخا
مــةَ والإصـابةَ والعطـاءَ الأوفَـرَا
والعفـوَ عمَّن قد جَنَى والحِلم والتِّ
رحــابَ والخُلُـقُ الجميـل وأكـثرا
مهمـا يلِـن يصـلُب وان يصـلُب يلن
ويريـبُ إن يرتـب وان يخلـق فـرى
قــالوا بــه خـورُ الخِلال لِحِلمِـه
وَلـدى السـَّفيه الحِلـمُ شيءٌ مزدرى
نقمـوا عليـه العفـوَ عمَّن قد جَنَى
ومـديحهُ فـي الـذّكرِ حقّـا قد جرى
عفـو الملوكِ عن الجناة اذا جنوا
للملـك أبقـى صـَحّ عـن خير الوَرَى
واسـتنكروا منـه الحيـاءَ وانمـا
تلقـى الحيـاءَ اذا لقيـتَ غَضَنفَرا
ســَبَرَ الليـاليَ فـامترى أخلافَهـا
خُــبراً وَســوّغَ صــَافيا ومُكَــدّرا
جـواب مومـاةٍ يحـارُ بهـا القطـا
خرّيتُهــا ابـن للسباسـب والسـرى
وحلاحــل شــهمُ الجَنَــان ســَميذعٌ
سـَمحُ السـجايا ليـث آسـادِ الشَّرى
كشـــَّاف أزمـــات أريـــب حُــوّلٌ
بــدهائه يغــزو فيهــزِمُ عَسـكَرا
جلَـلٌ الـى الجُلـى ينـادي مُنجِـداً
درِبٌ اذا مــا الأمـر أورَدَ أصـدَرا
بـالبيضِ والسـمر اللّدان يخوض في
مُغبَّــر نقــعٍ أو نجيــعٍ أحمَــرا
أيقِظــهُ لا عُمَــراً اذا أمـر عنـا
أو نــاب خطــبٌ فـادعُه لا مِسـعرا
قـل للمحـاول أن يـرى شـَبَهَا لـه
فيمــن تقــدّم مـا رَأيـتَ ولا أرى
ســـبق الأوائل ســؤدداً وســماهُمُ
فخـرا وإن هـو فـي الزمان تَأخَّرا
لاغــرو أنّ البحــر يعلــوُ فـوقه
زَبـدٌ ويُمسـِك فـي المقـرّ الجوهرا
واللّيـلُ قـد سـَبَقَ النَّهـار سوادهُ
وَالصــّبحُ صــادقهُ يلُــوحُ مُـؤَخَّرا
لـو أنهـم فـي جـامع العَلياءِ قد
جُمِعَــت جُمُــوعُهُم رقيـتَ المِنـبرا
هِمَـــمٌ مرفّعـــةٌ تُعــدّ حِــذاءَهَا
نَجـم الثُريـا والنجـوم لهـا ثَرَى
سـمحٌ اذا مـا القَطـر امسـك غيثَه
أزجـى لَنـا صـافي النُّضار فأمطرا
واذا الوُعـودُ خبـت وصـوّح غرسـُها
ألفيــت موعــده المُـوَفَّى مثمـرا
فمـــتى وصــفت خصــاله وخلالــه
دع عنـك كِسـرى مـا وَصـَفتَ وقيصرا
او تبــغ للأقيــالِ جَمــع مــآثرٍ
جلّـت فكـلّ الصـّيدِ فـي جوفِ الفَرا
يـا كـوكبَ الأمـراء بـل يا شمسهم
لا نــال نُقصــَانٌ ســناكَ الأبهَـرَا
وافــاك بعـدَ الصـّوم عيـدٌ عـائدٌ
لــكَ مـن إلهـك بالسـُّرُورِ مُـوَفِّرا
يســـعى لحضــرتِكم بــوجهٍ نيِّــرِ
كيمــا يُحيِّـي منـكَ وجهـاً أنـورا
ومقبِّلاً لِيميـــنِ يُمنـــكَ ناشــِقاً
مـن طيـب رَيَّـاكَ العـبيرَ الأعطـرا
وأتـــى اليــكَ مهنِّئاً مستبشــراً
وبَعــودهِ لــكَ بالهَنَــاء مبشـِّرا
لا غــرو أن وافــى يُحيِّـي مجـدَكم
ان الصــّغيرَ أتــى يُحَـيّ الأكبَـرا
ويـرى شـِفاهَ الخَلـق كيـف تزاحمت
عــن راحـةٍ فيهـا جَمَعـت الأبحُـرا
فليهنكُـــم منـــه دوامُ مســـرّة
وصــفاءُ عيــشٍ لا تَــرَاه مُكــدّرا
وتَقَبّــل الرحمَــان مــا أسـلَفتُمُ
مـن حسـنِ صـنع صـائما أو مُفطـرا
عــش سـالماً مـن كـلّ خطـب طـارق
مُتِبّــوئاً حصــن الأمَــان مُعَمِّــرا
وبنُــوكَ فــي كنَـفِ الالَـه وحفظِـه
بِهُــمُ ربــوعُ المكرُمــاتِ مُعَمَّـرا
وعليــك يـا سـعدَ الزّمـان تحيـةٌ
يَحكـي ثنـاءكَ طيبُهـا لا العَنبَـرا
عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف الطوير المذحجي اليمني القيرواني، أبو محمد.شاعر جليل، وفقيه بارع.نشأ في القيروان في حي الجامع، في بيت علم وعز، فأخذ الفقه والأدب، ثم رحل إلى تونس لمواصلة تعلمه ودرسه، ثم جلس فيها للتدريس، ثم عاد إلى بلده، تولى الفتيا في القيروان، ثم بعد ذلك القضاء، ثم عين رئساً للإفتاء.له شعر جيد.