
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بشــــراكمُ بســــعادةٍ وهنـــاءِ
يـا أهـل تلـك المَوصـل الحـدباءِ
بشــراكمُ يــا أهـل موصـل إنكّـم
نلتــم مــن الرحمـن خيـر جـزاء
مـن حَـيَّ منكـم فـي الغَزَاة نصيبه
ونصـيب مـن قـد مـات في الشهداء
جاهــدتُمُ فــي اللـه حـقّ جهـاده
وصــــبرتُمُ لحـــوادث الأنـــواء
ودفعتــم عـن بيضـكم بـل سـُمرِكم
بــالبيض بـل بالسـَّمرة الصـعداء
وحَميتُـمُ العـرض المصـون من الأذى
حيــث الــتزمتم شــيمة الآبــاء
تـــاللَه إنّكــم فــوارس كهمــسٍ
تــاللَه أنتــم عُــدَّة الهيجــاء
للــــه درّكــــم ودرّ رئيســـكم
ملـــكٍ تـــولّى قُنَّــة العليــاءِ
بَطَــل إذا حَمِــيَ الـوطيسُ رأيتـه
وَرَدَ الــدماءَ مكــان ورد المـاء
قَــرم إذا أغـبرّ السـماء بمهمـهٍ
قــد ألبـسَ الغـبراء ثـوب دمـاء
شـــاكي الســلاح مُقــذَّف فكــأنه
ليـث الشـرى يسـطو علـى الأعـداء
يـا صـاح إن هـزّ القنـا لعـداتهِ
تلقــاهم ســجدوا علـى الغـبراء
يــا كــم لـه نظـمٌ ونـثرٌ فيهـم
فهـــمُ إذن منـــه بكــلّ عنــاء
لا يرعــوي عنهــم لحتـف نفوسـهم
حــتى تغيــض بقاعــة الوعســاء
عرَبـــيُّ أصــل فاتــكٌ ذو نجــدة
ذو شــــيمة محمـــودة وســـخاء
مـن كفّه الحتف المبين لدى الوغى
وبكفّـــه الإحيــاءُ عنــد عطــاء
تــاللَه قـد ضـنَّ الزمـان بمثلـه
إذ جــاء بالصــفراء والبيضــاء
لا عيــب فيــه غيــر انَّ نقــوده
مقبوضـــة بأنامـــل الفقـــراء
تُلفــى دنــانير الصــّلات بكفّــه
مــن حزنهــا فــي حُلَّــةٍ صـفراء
مــا حـاتم الطـائيُّ عنـد عطـائه
إلاّ كقطـــر وهـــو كــلّ المــاء
ليــثٌ لأعبــاء الــوزارة حامــل
فلقـد سـَما قـدراً علـى الجـوزاء
قـد جـاد فـي حفـظ النسـاء بجدّه
وبحفـــظ أطفــال وحفــظ إمــاء
لــولاه مـا طَـوب الحُـدَيبا نـافع
كلا كـــذاك قنـــابر الحـــدباء
إن لـم يكـن نار البنادق لم تكن
تحمــي الــديار صـيالةَ الأعـداء
لـولاه كـانت ف يـالوحوش قبـوركم
ونســـاؤكم يُـــدعُونَ بالأُســـراءِ
لــولاه كـاد الـدين يُمحـى ربُعـه
وتــزول عنكــم نســبة الغــرّاء
لــولاه مـا ذكـر الصـحابة شـائع
فــي حيّكــم إلاّ علــى اســتهزاء
أأبــا مــرادٍ قـد مـدحتك حِسـبةً
مــن غيـر مـا ميـلٍ إلـى إعطـاءِ
أأبــا مــرادٍ ان جهلـت حقيقـتي
فــاعلم بــأنّي شــاعر الـزوراء
خـذها فريـدة عصـرها مـن خـدرها
بكــر المعـاني لـم تـزل بخبـاء
يـا راكـب الوجنـاء يمّـم مَوصـِلاً
وانـزل بهـا يـا راكـب الوجنـاء
واقرأ السلامَ على الأُلى قد جاهدوا
فــي اللَــه لا عـن سـمعةٍ وريـاء
وقـل ابـن عبـد اللَـه ودلـو أنه
معكــم بتلــك الوقعـة الـدهماء
ولكــم بأحمــد أســوة محمــودة
أكــرم بهــا مــن أسـوة حسـناء
فــي غـزوة الأحـزاب غـزوة خنـدق
حيــث العــدو أحــاط بالأحيــاء
قَصــَدَت أعــاديكم بلـوغ مُرادهـم
منكـــم بــأن يرمــوكم بــدهاءِ
رفعــوا قنـابرهم لخفـض نسـوركم
لكنّهـــا نصــبت علــى الأغــراء
بقـروا بأرضـكم اللقـومَ لضـيركم
رَجَعــت إليهــم نارهــا بِــرَداءِ
أودت بهــم كســيوفكم إذ جُــرِّدت
حيـــن ارمعلّـــوا نحــوكم لبلاء
فقريتـــم طيــر الفلاة ووحشــها
فعليكـــم منهــا عميــم ثنــاءِ
أنجبتــمُ يــا قـوم حيـث جعلتـم
جــوف الوحــوش مقـابر اللؤمـاء
اللَــه أعلــم كــان هـذا منكـم
قصــداً لأجــل طهــارة الصــحراء
لـم يتّفـق فـي الكون مثل ثباتكم
حيـث الـرؤوس تُبَـثُّ فـي البيـداء
ولكـــم ببــدرٍ أســوة بشــراكمُ
عنكــم أزُيلــت جملــة الأســواء
تبّـــاً لكركــوكٍ وتبّــت أهلهــا
جلبــوا لأنفســهم جميــع إســاءِ
إذ لـم يحـاموا عـن عيـالٍ سـاعةً
مـــع أن حصــنهم لخيــرُ بِنــاءِ
يـا أهـل موصـل فـاخروا من شئتم
فلأنتــــم أحــــرى بكــــل علاء
لا زلتــــم بســــعادة أبديـــة
يـا أهـل تلـك الموصـل الحـدباء
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.