
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بضــــَّةٌ كحلاء أزرَت بــــالغزال
قــدّها كالغصـن لينـاً واعتـدال
لا تضـــاهيها مهـــاةٌ بــالفلا
وكـذا فـي الحَضـر ربّـاتُ الـدلالُ
ولهــــا وجــــهٌ كبــــدرٍ لائحِ
ولهــا شــَعرٌ كمســوَدِ الليــال
صــال يحكــي طـوله عـن جيـدها
وعــن القرطيـن مصـحوب النعـال
ولهـــا خـــدٌّ أســـيلٌ مـــاؤه
لــو تخلّيـه يـد الوجنـات سـال
ولهـــا خـــالٌ علــى وجنتهــا
مـن جميـع النقص في الأوصاف خال
فهـي كـالمِجمَر والخـال البخـور
أو كزنجــيٍّ علـى النيـران صـال
أو كلــصٍ فــوق نطعـاة الـدماء
والعيـون الدعـج ترميـه النبال
كـــاعبٌ هيفــاء أمــا ردفهــا
جـلَّ عـن دعـصٍ عظيـم فـي المثال
أبصـــَرتني يــوم عيــدٍ عَصــرَه
وأنــا إذ ذاك فيهـا فـي وبـال
فَرَنَـــت نحـــوي بطــرف ســاحرٍ
جــاوز الحــدَّ بتعـذيب الرجـال
ثــم قــالت رُح ســليماً لا تكـن
كالــذي مــات بحسـرات الوصـال
معشــر الغيــد غــدت عادتنــا
كلّهـــا هجــرٌ وعنّــا لا تســال
ثـــم ســـارت كغـــزالٍ نــافرٍ
مـن يـد الصـيّاد مغلـول الحبال
فــاقتفى قلــب المعنّـى إثرهـا
وتسـلّى الكـفُّ فـي نَتـفِ السـِّبال
وجَـرَت مـن عَينـيَ اليمنـى عيـون
ومــن اليســرى ســحابٌ متــوال
وزمــان فيــه قـد قـلّ الظهيـر
وأنــا البـائس معـدوم النـوال
لـــم يكـــن لــي خِــلٌّ صــادق
وصـــديق لـــودادٍ مــا أقــال
وكريــم ارتجــي منــه الغنــى
كـي اروم الريـمَ أخـذاً بـالحلال
غيـر رب المجـد معطـاء النـوال
أحمــد الأفعـال محمـود الخصـال
حـاتمٌ فـي الجُـود بحرٌ ف يالكرم
ملجـأ الوفـد إذا ما الخَطب جال
كــم فقيــر بــات منـه حامـداً
مطمئن القلــب مســرور العيـال
إن ئنّـي بـالوزير أبـن الـوزير
خيــر مـا ظُـنَّ بأربـاب الكمـال
كيـف لا وهـو الجـود الـذي حكـى
حـاتمَ الطـائيَّ فـي حسـن الفعال
وحكــى العيســيَّ واللائي غــدوا
مثلــةً فـي كـل ضـربٍ مـن قتـال
فهـو فـي الهيجـاء مُسـعر حربها
كـم إلـى الرمضاء ألقى من جبال
ســَل عـن الضـرغام إبـران فكـم
جرّعــت مـن بأسـه كـأس الـزوال
يـوم حـرب الشـاه تلقـى ضـَيغماً
منــه يســطو بســلاحٍ فــوق رال
شــزرة الأذنيــن أمــا نَســرها
فهــو دامٍ مــن قتــال للرعـال
قُبَّــة الأيطـل مـن خيـل العِـراب
لا تـرى الركـل كورقـاء الزجـال
فـــي خميــسٍ أرهبــت رايــاته
وجنــودٍ عــدُّها ريــث الرمــال
دأبهــم فـي الحـرب كـرٌّ دائمـاً
لا مفـــرٌّ بـــل مَقَــرٌّ لا محــال
مرمغلّـــون إذا اشــتدّ الــوغى
للأعـــادي فــي ســيوفٍ ونبــال
فهنــاك الســُمر يــوفي حقُّهــا
منهـم والـبيض منهـم في اشتغال
يـا لهـم كـم جنـدلوا مـن فارس
كاشــر عــن نــابِهِ ممـا ينـال
شــِلوُهُ فيمــا يُـرى كالزنـدبيل
أو كطـودٍ مـن علـى الغبراء مال
فـي نجيـع الحتـف مطروحـاً ودين
هكـذا دِيـنَ الـذي عـادى الرجال
لا يَـرَون الـردع عـن حـرب العدى
بـل يـرون الرَّصع بالسُّمر العوال
مُشـــمَعِلّونَ إذا حـــلّ العـــدى
شــمعلٌ إمّــا يلاقـوا مـن نصـال
كيــف لا والســِّجلُ أضــحى ربَّهـم
وهـــو فــي الهيجــاء محمــود
كاشــف الصــبل إن حــلَّ الـورى
يوم فيه الرّوع في الرُّوعِ استحال
كعبـــةَ القصـــّاد أضــحت داره
منـزل الوقـد بهـا حَـطُّ الرحـال
يــا أبــا عـدلٍ أبـا عـادلَ لا
تــردُدِ الكــفَّ مـن الأصـفر خـال
واشــبلن يــا شـبل إنّـي مرمـلٌ
وكـن المِـزوَعَ فـي بـذل النـوال
دُمــتَ فــي خيــرٍ وعّــزٍ وهَنــا
وســــــرورٍ وعلاءٍ واعتـــــدال
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.