
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـك البشـارة فـاغنم غايـة الأمَـلِ
فشـأن شـأوك قـد اربـى على الحَمَلِ
واليـوم اضـحت لـك الايـام طائعـةً
والـدهر وافـاك منـآداً علـى وَجَـلِ
واليــوم حُـزتَ مكانـاً لا يحـلّ بـه
إلاّ الـذي كـان فـوق الشمس أو زحل
واليـوم نلـت فخـاراً باذخـاً وعَلا
ءً شـامخاً لـم تنله الصيد في الأزل
واليـوم أفـرِدتَ حقّاً لا استعارة بل
ولا كنايـــة بالإقبـــال والقُبَــلِ
واليـوم قَـرَّتُ عيون الدين فاكتحلت
بإثمـد النصـر فازدانت على المُقل
واليــوم أصـبحتِ الإسـلامُ فـي شـغل
مـن الهَنـا وأخـو الإسـلام فـي جَذَل
فأبشـر فَـدَيتُك أن لا عـزَّ بعـدُ ولا
قبلاً لمــن كــان قَيلاً أعصــُرَ الأوَل
هـل بعـد ردعـك إخـوان الخِلاف لمن
نــاواك مـن شـَرَفٍ بـادٍ ومـن نُبُـلِ
وهــل تَركـتَ لـوراد المكـارم مـن
مجـدٍ سـوى الىـل أو ضحضاحة الوشل
تعــوم فـي أبحـرٍ بالمجـد مفعمـةٍ
وشــانئوك اكتَضـَوا منهـنَّ بالبلَـلِ
فَسـِرتَ والنصـر يسـري حيث سرى ولِل
لإقبــال جــريٌ لــدى حَـلٍّ ومُرتَحَـل
تــؤمُّ جيشـاً لـه الرايـات خافقـة
كطـائر القلـب عـن سـكناه في شغل
فيــا لَـه مـن خميـسٍ جـامعٍ أُسـُداً
تُـردي وتـردع أسـدَ الغيـل والدغل
مـن فوق متن الجياد الصافنات لهم
تحـت العجاجـة طعـن البَهمةِ الرَّجَلِ
فكــم لهـم طعنـة نجلاء غـاب بهـا
نصـل السـهام فَبَلـهَ الزيتِ والفُتُل
قـوم من التُرك في الهيجاء عادتهم
تـركُ المصـادم رامي الظهر ذا خجل
لا يرعــوون ولــم يلـووا أسـِنَّتَهم
عن نيل ما أمَّلوا في الحرب من أمل
بــل دأبهـم فـي الـوغى كَـرٌّ يَفِـرُّ
مــن الـورى كـل ذي صمصـامةٍ بَطَـلِ
وليــس يُلهِيهِــمُ عـن خصـمهم سـَلَبٌ
بــل دأبهـم طَلَـبٌ أنفـاسَ ذي نكـلِ
كــأنهم وإلــه العــرش يكلــؤهم
ملائكٌ جئنَ الحَيــــــن بالأجـــــل
فَقُـــدتَّهُم جحفلاً ســـالت بمـــدنِه
أباطـح الكُـرد ذات السـهل والجبل
ورُمـت حصـني بنـي ماء السماء لما
عَصـَوك واستعصـموا بالخَيـل والرَّجَل
فلـم تُفِـدهم غـداة الـرَّوع كثرتهم
مـذ أصـبحَ الرُّوعُ مخلوعاً من الوجل
بـل اهرعـوا هرباً نحو الحصون لكي
ينجــو بهـنّ حـذار السـيف والأسـَل
وظـنَّ زعمـاً بنـو مـاء السماء بأن
ينجــو بقَمجُوغــة مـن حـادث جَلَـل
إذ حصـنها محكم البنيان مرتفع ال
أركـان شـاهق أربـى فـوق كـل علي
خرقــاء راســخة فـي الأرض شـامخة
فـي الجـو ناجمت العيّوق في الحَمَل
كأنهـا الـبرج إذ حفّـت بهـا شـهب
ترمـي بـذي ذنَـب كالقصر في المثل
قـد أصـبحت وهـي فـي سورين محدقة
أقواهمـا البُندُق الناريّ ذو الشعل
فعالجتهــا جنــود اللَـه يقـدمها
ليـث العريـن فوافَوهـا علـى عجـل
وأمَّهــا الليــث والأشـبال تتبعـه
وافتضــَّها غيــر هيّــاب ولا نَكِــل
وقد شدا السيف في الهامات من طرب
واللـدن يرقـص فـوق الظهر من جذل
والنبـل رنَّمَ ترنيم المشوق إلى ال
أوطـان والطـوب أمسـى وهو في زجل
وشــاى شــير علـى أعـوان نجـدته
بــأن نعجّــل ســيراً لا علـى مهـل
فليـس يجـدي إذن غيـر الفرار فما
لجنـد أحمـد فـي ذا اليوم مِن قِبَل
ولـم يزدهـم سـوى ضُرّ يبيد وفي ال
تاريـخ قـد زاد شـيراً حينـة الأجل
يـا يـوم قمجـوغه أنسـَيتَ ما سلَفَت
مـن الفتـوح الأُلـى في الأعصُرِ الأوَلِ
قـد شـيّد اللَه ركنَ الدين فيك كما
أوهـى معاقـل أهـل النـوك والنكل
وقـد علـت شـوكة الإسـلام إذ خفِضـَت
قمجوغــة بأهــل الجهــل والخبـل
أمســت خلاءً بقيــد الأســر مثقلـة
والعــزّ فارقهــا والـذلّ قارنهـا
والبـوم ينـدب فـوق الرسم والطلل
فقُمـتَ عنهـا قيـام الليـث عن رشأ
لمـن تُبـق فيها لمن يتلوك من أكل
وسـِرتَ والسـعدُ حـفَّ الجنـد في ظفرٍ
وزفَّــك النجـحُ والإقبـال فـي رسـَلَ
وأنـت ترفـل فـي ثـوبين قـد نسجا
مــا بيـن دَفَّتَـي الإقبـال والقُبَـل
تبغــي سـَرُوجَق إذ كـانت شـقيقتها
فـي البغي والجور في فعل وفي عمل
أُختـان قـد رضـعا العصيان في نهل
وغُــذِّيا بلبــان الظُلـم فـي عَلَـلِ
وقــد تحصــَّنَ فيهـا خـوف صـولتكم
سـليم غـذ لـم يـزل منكم على دَخَلِ
عضـد الخـوارج بـل سـاق لشـوكتها
رأس الخلاف قــوام البغـي والجَـدَلِ
لقـد أدِيفَـت بمـاء الغـدر طينتـه
مــن آنِ خِلقَتِــه والمكـرِ والحِيَـل
يـا ويحـه أين ينجو من مصادقة ال
مغـوار فـي كـل بـادي لبـدةٍ خـدل
وهــل ســروجق تنجيــه معاقلهــا
وعـزم أحمـد يوهي الصخر في القُلَلِ
وهــل يظــن بـأن ينجـو بمعقلهـا
مـن صَولة الليث أو من جولة البطلِ
كلا فلـم ينـج مـن ليث العرين ولو
قـد غـاب فـي سَرَبٍ في الأرض أو دَخَلِ
بشـرى أبـا عـادلٍ جَلَّيـتَ فـي ظفَـرٍ
بمـا تـروم وهـذا النصـر فيك جلي
وطلعـة السـعد والإقبـال قـد ظهرت
عليـك فـالبس رداهـا غيـر منتحـل
واختصـّك اليمـن والأزيـاج مـن قدمٍ
أرخ وقـد كـان نِلـتَ النصر من أزَلِ
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.