
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بشــرى فــإن النصـر وافانـا
وكــوكب النصــر لقــد زانـا
وأقبــل الإقبــال فــي طـالعٍ
فــوق ســموت العــزّ مزادنـا
وفَلَـــكُ المجــد غــدا دائراً
بــأنجم الفخــر كمــا كانـا
والنصــر أمسـى نجمـه زاهـراً
زيَّنَـــه الإقبـــال فازدانــا
والملِــكُ السـامي غـدا قَـدرُه
فــوق الســُّها نـاجَمَ كيوانـا
فخـر الـورى فجـر الهـدى نيّرٌ
بـــه استضــاءت آل عثمانــا
ظُلمَـةُ أهـل الجـور زالـت بـه
مــا هــو إلاّ شــمس دنيانــا
تـاج الملـوك الصـِّيد ذو هِمَّـة
عليـــاء تستصـــغر ثهلانـــا
مَولى النّدى مولي من المال ما
يعجــز عنــه الخَــطُّ حسـبانا
ذو راحـة أنـدى مـن البحر إذ
قــد أنبتَــت للوفـد عُقيانـا
يَسـتَرُّ بالجـائي يـروم العطـا
منــه ولــو أنفـس مـا كانـا
فكعبـــةَ الوفــد غــدت دارُه
حيــث بنــى للحمــد أركانـا
للــواردين الجــود مـن كِفّـه
أســـال جيحونـــا وجيحانــا
عمـاد أهـل العـزّ ركـن العُلى
أحســنُ أهــل الجـود إحسـانا
البطـل المغـوار وقـت اللّقـا
وفــي الــوغى لا زال طّعانــا
لكــلّ قَــرم هيبــةً لـم يَـدِن
وكـــلُّ جبّـــار لـــه دانــا
تَوَهُّمــاً تفــرق منــه العِـدى
إن قيــلَ ذا ســِربُ ســليمانا
مــا أنفـكّ مـذ غَـرَّبَ أسـيافه
وَطَّنهـــا الهامــات إيطانــا
أمـا ترى المغوار في وقعة ال
أحــزاب كــم جنــدل فرسـانا
إذ بصـرة الفيحـاء قـد أجدبت
وكــان فيهـا الشـهم سـلطانا
فـــرام أن يُخِـــرجَ أجنــادَه
منهــا إلــى أكنـاف بُغـدانا
لكـي يَخِـفَّ الجـدبُ عنهـا وكـي
يشــمل منــه اللطــف سـُكّانا
فســار بالجَحفــل عـن قُطرهـا
مُتَّخِــــذَ الحِلَّـــةِ أوطانـــا
وحيثمـــا خَيَّــم فــي دَوِّهــا
قــد حَصـَّلت دون القُـرى شـانا
واســتَرَّ أهلوهـا بمـن زادهـم
إذ أمِنُــوا ظلمــاً وعــدوانا
لكـن فـي بغـداد مـذ شـاع ذا
حـازت أهـالي البغـي أحزانـا
فــاجتمعوا عنــد مليـكٍ لهـم
وارتكبــوا غــدراً وكفرانــا
مــن كـل جـواظ عريـض القفـا
عــن حليــة الإنصـاف عريانـا
لمــا يـزل مـن عقلـه جائعـاً
ومــن عظيــم النُـوك شـبعانا
حاصـوا كحمـر الوحش من حينهم
وأضـــطرب المجلــس أحيانــا
وأجمعــوا أن مليــك الــورى
حــاد عــن الدولــة عصـيانا
وأنـــه مــال إلــى غــدرنا
وأنــــه جــــاء لينكانـــا
فعنـــد ذا قـــرر مُفـــتيهم
بحربــــــه جهلاً وخُـــــذلانا
جهَّــز جيــش الظلــم واليهـم
مجمعـــاً عجمـــاً وعُربانـــا
وحــاولوا أن يبلغـوا مأربـاً
مــن فــارس العصـر سـليمانا
لكنهــم خـابوا لمـا شـاهدوا
منــه رحــاة الحــرب طحانـا
إذ قــام كالقسـور مـن غيلـه
تحفـــه الأشـــبال فرســـانا
وجـــرد الأبيــض مــن جفنــه
وأعتقـــل الأســـمر طعانـــا
واقتحــم الحــرب كليــثٍ إذا
صــادف بعــض الصـيد غرثانـا
أحمـى وطيـس الحـرب حـتى غدا
لـــه قتــام الجــو دخانــا
ولــم يـزل يـردي بهنـديه ال
أبطـــال أمثـــالاً وأقرانــا
حــتى إذا قابــل جمعـاً لهـم
ولــوا وقــالوا أنــه جانـا
فرقهـم ايـدي سـبا فـي الفلا
وقــد قــرى نســراً وسـرحانا
تبـاً لهـم عشـرون ألفـاً لهـم
وعســـكر المغــوار ألفانــا
فكيــف ولّــى بعضــهم هاربـاً
وبعضـــهم صـــاحب أكفانـــا
بشــراك يـا شـهم فـذي نعمـة
دون الــــورى أولاك مولانـــا
فالنصـر قـد خصـك دون الـورى
وحفـــك الإقبـــال أزمانـــا
نصــرت بـالرعب وذي وقعـة ال
أحــزاب فـافخر بالـذي كانـا
حيــث لكــم بالمصـطفى أسـوة
حميـــدة نلــت بهــا شــانا
مــذ بلــغ الخنكـار أخبـاره
ولاه للرأفـــــة بغـــــدانا
حيـــث رآه باســـلا فاتكـــا
يـردي العـدى فرسـا وعربانـا
ذا نجـدة غـوث صـريخ أخـا ال
جــــودة حســـانا وحســـانا
بعـد العنـا نـال لذيذ العلى
واغتنـــم الراحــة تعبانــا
كمـا اسـتلذ النوم بعد الكرى
فغمـــض الســـاهر أجفانـــا
حمـدا لـك اللهـم زال العنـا
بــه ومــا قـد كـان أشـقانا
واستبشــرت بغــداد إذ حلهـا
ففـــاخرت مـــدنا وبلــدانا
مـــا هــي إلا بهجــة يتمــت
بعـــدك لا تـــروق أغصـــانا
أضـنى قواهـا طـول هذا النوى
حــتى أتــت بالسـقم برهانـا
بظعنكــم عنهـا منـار الهـدى
أخفـــي فلا يطيـــع تبيانــا
ومــذ حللــت الآن فـي رحبهـا
بــدت بهــا الأنــوار إعلانـا
لا أوحــش اللَــه ربوعـا بهـا
منــــك ولا أوحـــش ســـكانا
لا برحـــت لمجـــدكم منــزلا
وللثنـــا والحمــد أوطانــا
مــولاي أعــداك غــدوا خضـعا
خوفــا وكــل لــك قـد دانـا
هـب أنهـم سـاؤوا فأحسـن بهم
للّـــــه إذ أولاك إحســــانا
قَــدَرتَ والعفـو هـوا لمرتجـى
إذ هــو مــن شــيمة مولانــا
واغضـض بطـرف الحلـم عن غيِّهم
وامنحهـــم عفــواً وغفرانــا
فالحمــد للــه غــدوا مُثلَـةً
كفــــــاهم ذلاً وخســـــرانا
لا زلــت فينـا حاكمـاً عـادلاً
ودمـــتَ للعاصـــين حنَّانـــا
بشــرى لنـا آل الزويـراء إذ
عزيزنـــا الناصــرُ وافانــا
أســعدنا اللَــه بــه بعـدما
بغيــره قــد كــان أشــقانا
ودولــة الأوبــاش زالــت بـه
مـذ حَـلَّ صـدر الدَّسـت سـلطانا
وآيــة الإقبــال قــد أرَّخَــت
الملـــك أضـــحى لســليمانا
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.