
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى اللَـه أشكو مُصاب الورى
فَزَنــد النــوائب فيهـم وَرى
وقــد حـلَّ خطـبٌ جسـيمٌ عظيـمٌ
يزعــزع رَضــوى ويـوهي حِـرا
فيـا دهـرُ قـد نِلتَ ما ترتجي
ظفــرتَ لَعَمـري بكنـز الـورى
فعهـدي وقـد كنـتَ مـن حشـدِه
فَمِــمَّ العقــوقُ ومـاذا جـرى
وكيــف لــك الويـل جَحـدَرته
وقـد كـان يَبهَـرُ مـن جَحـدَرا
وقــد كــان بـالأمس ذا قـوّةٍ
تقـــاوم ثهلان بــل تعكــرا
ومـن أيـن يـا ذا عليه دخلت
وقــد حرســته ليـوث الشـرى
ومــن أيــن أبصـرته نائمـاً
وبالمشـــرفيات قــد ســُتّرا
ومـن أيـن قـوّة هـدّ الطبـاق
دخلــتَ عليــه ولــن تُـذعَرا
فشــُلَّت يمينــك مــن غــادر
بــأكرم مــولىً ومَــن أُمِّـرا
وهلاّ ســـواه فـــداءً أخــذت
مـن الصـِّيد ألفـاً ولن تفجرا
فمَــن للأرامــل مــن بعــده
ومَــن للضــيوف ومَـن للقِـرى
ومـن للوُفـود وبـذل النقـود
ومَـــن للغنّــي إذا أعســرا
ومَــن للسـيوف ورغـم الأنـوف
ومَـن يـورد الأمـر إن أصـدرا
ومَــن لصــروف تُحِـلَّ العنـاءَ
ومَــن لمخــوف يحــلّ العُـرا
ومَـن لانتظـام أمـور العـراق
ورفـع الشـقاق ونفـع الـورى
ومَـن ذا يقيـم لسـدّ الثغـور
وحفــظ البلاد وحصــن القـرى
ومَـن يبسـط العدل بين الأنام
ومَـن يقبـض الجـور والمُنكرا
فهيهــات أن يُحتــذى حــذوه
وقـد فـاق هـارون بـل قيصرا
كريـم الشـمائل زاكي النجار
جميـل الخصـائل سـامي الذُرى
هو البَحر يجري على الوافدين
مـن التـبر فوق الثرى أشهُرا
فيــا قــبره كيــف واريتَـه
مـتى سـاغ للبَحـر أن يُسـتَرا
وكيــــف كســـَفتَ دراريَّـــه
وغَيَّبــتَ مــن شـكلهِ النَّيّـرا
ومركــزه كـان فـوق السـحاب
يجـاري النجـوم علـى ما ترى
فلــو دفنــوه إلــى قَــدرهِ
لحَـقَّ لـدى النجـم أن يقـبرا
نَقـــيٌّ غـــدا غســله ســُنَّةً
محبَّبَـــــةً لا لأن يَطهُـــــرَا
وإلاّ فمــن دَمَّــثَ الغاديــات
بشــيءٍ ومــن نَجَّــسَ الأبحـرا
عليــه تشــَحَّبَ وجــهُ العُلـى
وعيــن المراتـب لـن تُبصـِرا
فَحَــقٌّ علينــا نشـقُّ القلـوب
مكــان الجيــوب وأن نضـجرا
فقــد قبـح الصـبر والإتّسـاء
ومــن ذا يطيــق لأن يصــبرا
ويـا عين أن غاض بحر الدموع
فســحّي عليــه دمــاً أحمـرا
ويـا مهجـة القلـب ذوبي أسىً
ويـا قلـب قـد آن أن تُفطَـرا
ويـا ظلمـة الليـل لا تـبرحي
فقـد غُيّـبَ الفجـر تحت الثرى
فمــن ذا يخّبِـرُ عنـي جريـراً
ويُنــبي الفـرزدق والشـنفرى
بــأنَّ القريــض وهــي سـوقه
فليـــس يُبـــاع ولا يشــترى
وأن المديــح غــدا كاســداً
فلـن يُنظَـمَ اليـوم أو يُنثَرا
وأن البيــــان عَفَـــت داره
وبــابَ البلاغــة قــد سـُكِّرا
فقد مات من كان يولي النظام
ويهـوى المديـحَ ولـن يضـجرا
وغُيَـبَ مـن كـان يولي البليغ
مكـــان مــدائحه الجــوهرا
فقُومــا للنعــاه فــي طيـئ
وعَبــسٍ ونبكيــه فـي حِميـرا
بــأنَّ الكريــم أخــا حـاتمٍ
وعنــترة الحــرب والأجســَرا
وتــاج الملــوك أبـا عـادلٍ
دعتــه المنـون فلـن يُـدبرا
ونــادَته طـوبى إلـى وصـلها
فلبّــى النِّـدا وإليهـا سـرى
وعـانَقَ في الخلد حُورَ الجنان
وبالمكرمـــات لقــد بُشــّرا
ونــال مــن اللَــه إحسـانه
وخيـر الجـزاء وحُسـنَ القِـرى
فمــا صـار حقـاً إلـى حضـرة
ولا حـــل فيهــا ولا أقــبرا
ولكنــــه منـــذ تـــاريخه
إلـى رحمـة اللَـه قـد صـُيِّرا
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.