
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الشـوق لـم تحصـه الأوراق والكتـبُ
إلى الذي فاق من افتوا ومن كتبوا
مـولاي ذو الجِّـد عبد الله من فخرت
بــه المكـارم فاختـالت بـه حلـبُ
تــأبى المفـاخر إلا أن تكـون بـه
مخصوصــةً وتــراه رَبَّهــا الرُتَــبُ
سـامي الفخـار مليـك الجود أجمعه
زاكـي النِجـار إلى العلياء ينتسب
علامــة العصــر بَحــرٌ لا ينــاظره
مـــن الأنــام فــتىً إلاّ وينغَلِــبُ
صـبحاً بصـَحن نظـام الفضـل منتصـب
يفيـد علمـاً لمـن للعلم قد طلبوا
نَجـمٍّ رحـى العلـم والتوقيع تعرفه
ودائرات القــوافي أنّــه القُطُــبُ
إمــامُ ســُنتِنا الغــرّا وقـدوتنا
بحــرٌ طويـلٌ لا يجـاري هـو السـببُ
بيـت يحجُـوه أهـل العلـم قبلتنـا
إليــه وجَّهــتُ وجهـي إن تكـن إرَبُ
سـابي الـدقائق مـن علـم ومن أدب
بـه العويصـات عنهـا ترفـع النقب
كــثيرُ بحــث عليــمٌ فـي محـاورة
منــه المســائل تسـتجنى وتُكتَسـَبُ
مــا نــاظريه نحــارير بمســألة
إلاّ وأفحمهـم فـي الحـال فاكتأبوا
لســانه شــَهَدٌ يشـفى العليـل بـه
لكــن علــى راقــمٍ أبحـاثَه عطـبُ
يـا والـدي شـمس أيـام لنـا سلفت
عســى تعــود فعنّــي تنجلـي كُـرَبُ
يـا والـدي هـل أرى بغداد تجمعنا
فـي دار عـزٍّ بهـا الأفـراح والطرب
فـإنَّ بحـر اشـتياقي صـار منسـرحاً
منــي إليــك ولكــن مــوجه وَصـَبُ
وسـُفنُ صـبري قـد سـارت علـى عَجَـل
ومُهجــتي وحشاشــاتي بهـا ركبـوا
يـا والـدي بعـدك الزوراء في ظمأ
مـن العلـوم فَـدَع تـروى بكـم حلب
يـا والـدي عـلّ هذا الدهر يجمعنا
خيـر اجتمـاع بـه نـال العدى غَضُبُ
وعــلّ يومــاً ظلال النخـل مجلسـنا
فـي كرخنـا وعلينـا يسـقط الرطـبُ
وأنــتَ فينــا كبـدرٍ لاحَ مـن شـَفَقٍ
وإننـــا لـــك هـــالاتٌ ولا عجَــبُ
نجنـي ثمـار علـوم في التخاطب في
أيــدي التفكُّــرِ والأذهـان تنسـكب
مَـن للمطّـولِ والتلخيـص بعـدك مَـن
أليفـــه كتـــبُ المعقــول والأدب
يـا والدي دُم بذي الشهباء منشرحاً
بغـداد فـي القبض إذ قد مسّها سغب
بسـادة لخصـال الجـود قـد جلبـوا
كـرام أصـل الثدي الفضل قد حلبوا
قـومٌ لقـد شـرف اللَـه الوجود بهم
أبنـاء مجـدٍ لهـم خيـمٌ لهـم حَسـَبُ
فــوق الســِّماكين معقـود منصـَّتُهم
النَّجــمُ يخـدمهم والسـبعة الشـُهُبُ
نهــر المجـرّة أمسـى مـورداً لهـم
وفاكهــات الســما أكلاً إذ سـغبوا
جبـال علـم علـى نفع الورى جبلوا
شــمّ الأنــوف لأخلاق النـدى جلبـوا
غُــرّ الوجـوه لأصـناف العُلا طلبـوا
فأدركوهــا فيـا للَـه مـا طلبـوا
لـدى المحـارب تلقـاهم بـدور دجىً
وفـي الحـروب إذا قـامت هم الشهب
هــم الكـرام فلا الطـائيُّ يشـبههم
للضـَّيفِ أنفاسـَهم أن رامهـا وهبوا
تفـرَّروا بخصـال الفضـل فاجتمعوا
على التُّقى والى العلياء قد نُسبوا
بكأسـها من عيون الجمعة قد كرعوا
وعيـن فـرق بهـم قـد نالهـا نَضـَبُ
أركـان ديـنِ عـن الأرجاس قد بعدوا
بـل حزبه من جناب القدس قد قربوا
هــــم الملائك إلاّ إنّهـــم بَشـــَرٌ
وجملــة الصــِيّد إلا إنهــم عَــرَبُ
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.