
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلامَ أمــزج صــفوَ العيـش بالكـدر
وحادثــات زمــاني خــالطت عُمُـري
وفيـمَ أكـرع مـن عيـن المصائب في
كـأس الهمـوم بـدا في راحة القَدَرِ
كــأنني وصــروف الــدهر ترقبنـي
فريســة بيـن حـدّ النـاب والظفُـرُ
مَـن للُمَعنّـى وقـد قـلّ النصير وخا
بَ المســتجير فلا واقٍ مــن الضـَّرر
مَـن مُسعِدي مَن مُعيني اليومَ من سَنَةٍ
أخنــت علـيَّ فلـم تبـق ولـم تـذر
لا مــالَ لا ثــروةً عنـدي أحاربُهـا
إلاّ أبـا عـادلٍ ذا النصـر والظَّفَـر
غــوث الصـريخ ملاذ المسـتجير بـه
غيـث المسـاكين مـن أُنثى ومن ذَكَر
مغنـي الوفـود إذا حَلُّـوا بسـاحته
بكـثرة الجـود مـن خيـلٍ ومـن بِدَر
لـو أنّ فـي الـبرِ ممـا حـلّ راحته
عُشـراً لأغنـاه عـن سـَيحٍ وعـن مَطَـرِ
وكــان زهــرُ ربـاه دائمـاً نضـراً
وظلّـت الطيـر تثنيـه علـى الشـجر
فـاقت أنـاملهُ البحـر المحيط كما
حُســنُ الشـمائل منـه غيـر منحصـر
لــم تلقـه الـدهرَ إلاّ بـاذلاً صـِلَة
موصـولة الحمـد من بادي ومن حَضَري
كأنمــا هــو مجبــول علــى كـرمٍ
إذ لا تطيــق عطــاه عـادةُ البشـَرِ
قـد سـادَ آبـاءه الغرَّ الكرام فإن
سـادوا الـورى فيـه سادوا بلا نُكُر
فــي قُنّــة النجـم معقـود منصـته
إذ قـدره كـان فـوق الشمس والقمر
تـاهت بـه بلـدة الزوراء إذ أمِنَت
بـه مـن البـؤس والأنحـاس والكـدر
مـن آل عثمـان أضـحى سـاق شوكتها
لـولاه مـا فضـلها العـالي بمشتهر
لـه الـوزارة إذ قـد حازهـا قـدر
كمــا أتـى ربَّـه موسـى علـى قـدر
شــهم هِزَبــر شــجاع باســل ملـك
فـي جحفـل حيـن تلقـاه وفـي نَفَـر
فـي السـلم خـاطرهُ ذو رقـة أبـداً
وفـي الحـروب هـو الأقسى من الحَجَر
ســل الأعـاجم والأعـراب مـا لقيـا
مـن حربـه فهمـا أولـى بذا الخبر
كـم غـزوة قـد غـزا والليل مُعتكر
فـأورد الحتـفَ أعـداه مـع السـَحَر
فـي فتيـة لجّـة الهيجـاء تطربُهـم
مـن رنـة السيف أو من نغمة الوتر
لن يرعووا عن قتالٍ في الوغى أبداً
حـتى يسيلوا دم الأعداء على العَفَر
كــأنهم حيــن يلقــاهم مبـارزهم
فـي قـوة الجبل الراسي وفي العَجَر
شـمُّ الأنـوف مصـاليت إذا نزلوا ال
هيجـاء وَفَّـوا حقـوق الصارم الذكَّرَ
تحـت العجاجة فوق الخيل قد رَدَعوا
بـالبيض والسـمر عـن بيضٍ وعن سمر
فمــن مواضــيهمُ بـل مـن أسـِنَّتهم
مــن العــدا كـل منظـوم ومنتـثر
غــرّ الوجـوه ميـامين بهـم أمِنَـت
بغــداد مـن كـل ذي شـرٍّ وذي ضـرر
ففــاخرت بهــم كُـلَّ المـدائن مـن
نحـو المـدائن مـن مصـرٍ ومـن زغر
حـازوا جميـع معـاني الغرّ من صغر
فأكّـدوا حوزهـا فـي حالـة الكـبر
فـاقوا جميـع الـورى طرّاً بخدمتهم
تـاجَ الملـوك سـليلَ السادة الغُرر
حـاميي الـذمار حسـام مصـلت ذمـر
ذو مرهـف في الوغى أمضى من القدر
محـافظ رام فـي دار الحفـاظ علـى
ســـدّ الثغــور مســتوجب الشــُّكر
مـا قلتـه صـاحِ عُشـرٌ مـن فضـائله
وليــس مَـدِحَي عـن لغـوٍ وعـن كـدر
أنــي أحــوز ســجاياه وأجمعهــا
ولــو بـذلت علـى تحصـيلها عمـري
خـذها أبـا عـادلٍ مـن عند شاعركم
بكـراً تُـزَفُّ إليكـم وابنـة الفِكَـرِ
فأجعـل فـديتك ميري الجوق جائزتي
أو الثلاثيــن مـن هـاتيكم الصـُفُر
فالـدهر أكـثر أعسـاري وقـد تربت
يــداي فأغسـلهما بالأصـفر النضـرِ
وإننـــي ذو عيــالٍ مســهُم ســغب
وصـبيةٍ لـو يزالـوا منـه فـي ضجر
فـأمنن عليهـم بمـا يشـفي غليلهم
وحلهــم بالعطـا فالعُـدمُ كالصـَبَر
لا زالــت الســبعة الأفلاك تغبطكـم
علـى العُلـى فعيـون النجم في سهر
ولا برحتــم بــأمنٍ والسـرور لكـم
ودام أعــداؤكم منكــم علـى حـذر
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير.مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد.له كتب، منها (حديقة الزوراء- خ) ثلاثة أجزاء كبيرة في تاريخ بغداد، و(حاشية على شرح القطر للعصامي) نحو، و(شرح الشيبانية) في العقائد، و(حاشية على تحفة ابن حجر) ونظم.