
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُجـرِرتُ حَبـلَ خَليـعٍ فـي الصِبا غَزِلِ
وَشــَمَّرَت هِمَـمُ العُـذّالِ فـي العَـذَلِ
هاجَ البُكاءُ عَلى العَينِ الطَموحِ هَوَىً
مُفَـــرَّقٌ بَيـــنَ تَوديــعٍ وَمُحتَمَــلِ
كَيــفَ الســُلُوُّ لِقَلــبٍ راحَ مُختَبَلاً
يَهــذي بِصــاحِبِ قَلـبٍ غَيـرَ مُختَبَـلِ
عاصـى العَـزاءَ غَـداةَ البَينِ مُنهَمِلٌ
مِـنَ الـدُموعِ جَـرى فـي إِثـرِ مُنهَمِلِ
لَـولا مُـداراةُ دَمـعِ العَيـنِ لَاِنكَشَفَت
مِنّـي سـَرائِرُ لَـم تَظهَـر وَلَـم تُخَـلِ
أَمـا كَفـى البَيـنُ أَن أُرمى بِأَسهُمِهِ
حَتّـى رَمـاني بِلَحـظِ الأَعيُـنِ النُجُـلِ
مِمّـا جَنـى لـي وَإِن كانَت مُنىً صَدَقَت
صــَبابَةً خُلَــسُ التَســليمِ بِالمُقَـلِ
مـاذا عَلـى الـدَهرِ لَو لانَت عَريكَتُهُ
وَرَدَّ فـي الـرَأسِ مِنّـي سـَكرَةَ الغَزَلِ
جُـرمُ الحَـوادِثِ عِنـدي أَنَّها اِختَلَسَت
مِنّـي بَنـاتِ غِـذاءِ الكَـرمِ وَالكِلَـلِ
وَرُبَّ يَــومٍ مِــنَ اللَــذّاتِ مُحتَضــَرٍ
قَصــَّرتُهُ بِلِقــاءِ الــراحِ وَالخُلَـلِ
وَلَيلَــةٍ خُلِســَت لِلعَيــنِ مِـن سـِنَةٍ
هَتَكـتُ فيهـا الصِبا عَن بَيضَةِ الحَجَلِ
قَد كانَ دَهري وَما بي اليَومَ مِن كِبَرٍ
شـُربَ المُـدامِ وَعَـزفَ القَينَةِ العُطُلِ
إِذا شــَكَوتُ إِلَيهــا الحُـبَّ خَفَّرَهـا
شـَكوايَ فَـاِحمَرَّ خَـدّاها مِـنَ الخَجَـلِ
كَـم قَـد قَطَعـتُ وَعَيـنُ الدَهرِ راقِدَةٌ
أَيّـامَهُ بِالصـِبا فـي اللَهوِ وَالجَذَلِ
وَطَيِّــبِ الفَــرعِ أَصــفاني مَــوَدَّتَهُ
كافَـــأتُهُ بِمَديــحٍ فيــهِ مُنتَخَــلِ
وَبَلــدَةٍ لِمَطايــا الرَكــبِ مُنضـِيَةٍ
أَنضــَيتُها بِوَجيــفِ الأَينُـقِ الـذُلُلِ
فيـمَ المُقـامُ وَهَـذا النَجمُ مُعتَرِضاً
دَنـا النَجـاءُ وَحـانَ السَيرُ فَاِرتَحِلِ
يـا مـائِلَ الـرَأسِ إِنَّ اللَيثَ مُفتَرِسٌ
ميــلَ الجَمـاجِمِ وَالأَعنـاقِ فَاِعتَـدِلِ
حَــذارٍ مِــن أَســَدٍ ضــِرغامَةٍ بَطَـلٍ
لا يولِــغُ السـَيفَ إِلّا مُهجَـةَ البَطَـلِ
لَــولا يَزيـدُ لَأَضـحى المُلـكُ مُطَّرَحـاً
أَو مـائِلَ السـَمكِ أَو مُستَرخيَ الطِوَلِ
سـَلَّ الخَليفَـةُ سـَيفاً مِـن بَنـى مَطَرٍ
أَقــامَ قــائِمُهُ مَـن كـانَ ذا مَيَـلِ
كَـم صـائِلٍ فـي ذَرا تَمهيـدِ مَملَكَـةٍ
لَـولا يَزيـدُ بَنـي شـَيبانَ لَـم يَصـُلِ
نـابُ الإِمـامِ الَّـذي يَفتَـرُّ عَنهُ إِذا
ما اِفتَرَت الحَربُ عَن أَنيابِها العُصُلِ
مَـن كـانَ يَختِـلُ قِرنـاً عِنـدَ مَوقِفِهِ
فَــإِنَّ قِــرنَ يَزيــدٍ غَيــرُ مُختَتَـلِ
سـَدَّ الثُغـورَ يَزيـدٌ بَعـدَما اِنفَرَجَت
بِقـائِمِ السـَيفِ لا بِالخَتـلِ وَالحِيَـلِ
كَــم أَذاقَ حِمـامَ المَـوتِ مِـن بَطَـلٍ
حـامي الحَقيقَـةِ لا يُـؤتى مِنَ الوَهَلِ
أَغَـرُّ أَبيَـضُ يُغشـى البَيـضَ أَبيَضُ لا
يَرضـى لِمَـولاهُ يَـومَ الـرَوعِ بِالفَشَلِ
يَغشـى الـوَغى وَشِهابُ المَوتِ في يَدِهِ
يَرمـي الفَـوارِسَ وَالأَبطـالَ بِالشـُعَلِ
يَفتَـرُّ عِنـدَ اِفتِـرارِ الحَربِ مُبتَسِماً
إِذا تَغَيَّــرَ وَجــهُ الفـارِسِ البَطَـلِ
مـوفٍ عَلـى مُهـجٍ فـي يَـومِ ذي رَهَـجٍ
كَــأَنَّهُ أَجَــلٌ يَســعى إِلــى أَمَــلِ
يَنـالُ بِـالرِفقِ ما يَعيا الرِجالُ بِهِ
كَـالمَوتِ مُسـتَعجِلاً يَـأتي عَلـى مَهَـلِ
لا يُلقِــحُ الحَـربَ إِلّا رَيـثَ يُنتِجُهـا
مِــن هالِــكٍ وَأَســيرِ غَيـرِ مُختَتَـلِ
إِن شــيمَ بــارِقُهُ حــالَت خَلائِقُــهُ
بَيــنَ العَطِيَّــةِ وَالإِمسـاكِ وَالعِلَـلِ
يَغشـى المَنايا المَنايا ثُمَّ يَفرُجُها
عَــنِ النُفــوسِ مُطِلّاتٍ عَلــى الهَبَـلِ
لا يَرحَــلُ النــاسُ إِلّا نَحـوَ حُجرَتِـهِ
كَـالبَيتِ يُضـحي إِلَيـهِ مُلتَقى السُبُلِ
يَقـري المَنِيَّـةَ أَرواحُ الكُمـاةِ كَما
يَقـري الضـُيوفَ شُحومَ الكُومِ وَالبُزُلِ
يَكسـو السـُيوفَ دِمـاءَ الناكِثينَ بِهِ
وَيَجعَـلُ الهـامَ تيجانَ القَنا الذُبُلِ
يَغـدو فَتَغـدو المَنايـا فـي أَسِنَّتِهِ
شــَوارِعاً تَتَحَــدّى النــاسَ بِالأَجَـلِ
إِذا طَغَــت فِئَةٌ عَــن غِــبِّ طاعَتِهـا
عَبّـا لَهـا المَوتَ بَينَ البيضِ وَالأَسَلِ
قَـد عَـوَّدَ الطَيـرَ عـاداتٍ وَثِقنَ بِها
فَهُــنَّ يَتبَعنَــهُ فــي كُــلِّ مُرتَحَـلِ
تَـراهُ فـي الأَمـنِ فـي دِرعٍ مُضـاعَفَةٍ
لا يَـأمَنُ الـدَهرَ أَن يُـدعى عَلى عَجَلِ
صـافي العِيـانِ طَمـوحُ العَيـنِ هِمَّتُهُ
فَـكُّ العُنـاةِ وَأَسـرُ الفاتِـكِ الخَطِلِ
لا يَعبَــقُ الطيــبُ خَــدَّيهِ وَمَفرِقَـهُ
وَلا يُمَســـِّحُ عَينَيــهِ مِــنَ الكُحُــلِ
إِذا اِنتَضــى سـَيفَهُ كـانَت مَسـالِكُهُ
مَسـالِكَ المَـوتِ فـي الأَبدانِ وَالقُلَلِ
وَإِن خَلَــت بِحَــديثِ النَفـسِ فِكرَتُـهُ
حَيـى الرَجـاءُ وَمـاتَ الخَوفُ مِن وَجَلِ
كَـاللَيثِ إِن هِجتَـهُ فَـالمَوتُ راحَتُـهُ
لا يَســتَريحُ إِلــى الأَيّـامِ وَالـدُوَلِ
إِنَّ الحَــوادِثَ لَمّــا رُمــنَ هَضـبَتَهُ
أَزمَعــنَ عَـن جـارِ شـَيبانٍ بِمُنتَقَـلِ
فَالـــدَهرُ يَغبِـــطُ أُولاهُ أَواخِــرَهُ
إِذ لَـم يَكُـن كـانَ في أَعصارِهِ الأُوَلِ
إِذا الشـَريكِيُّ لَـم يَفخَـر عَلـى أَحَدٍ
تَكَلَّــمَ الفَخــرُ عَنـهُ غَيـرَ مُنتَحِـلِ
لا تُكــذِبَنَّ فَــإِنَّ الحِلــمَ مَعــدِنُهُ
وِراثَـةٌ فـي بَنـي شـَيبانَ لَـم تَـزَلِ
سـَلّوا السـُيوفَ فَأَغشَوا مَن يُحارِبُهُم
خَبطـاً بِهـا غَيـرَ مـا نُكـلٍ وَلا وُكُلِ
الزائِدِيّــونَ قَــومٌ فــي رِمــاحِهِمُ
خَـوفُ المُخيـفِ وَأَمـنُ الخائِفِ الوَجِلِ
كَــبيرُهُم لا تَقــومُ الراسـِياتُ لَـهُ
حِلمــاً وَطِفلُهُــمُ فـي هَـدى مُكتَهِـلِ
إِسـلَم يَزيـدُ فَما في الدينِ مِن أَودٍ
إِذا سـَلِمتَ وَمـا فـي المُلكِ مِن خَلَلِ
أَثبَــتَّ سـوقَ بَنـي الإِسـلامِ فَاِطَّـأَدَت
يَـومَ الخَليـجِ وَقَـد قـامَت عَلى زَلَلِ
لَـولا دِفاعُـكَ بَـأسَ الـرومِ إِذ بَكَرَت
عَن عِترَةِ الدينِ لَم تَأمَن مِنَ الثَكَلِ
وَيوســُفُ البَـرمَ قَـد صـَبَّحتَ عَسـكَرَهُ
بِعَســكَرٍ يَلفِــظُ الأَقــدارَ ذي زَجَـلِ
غافَصـتَهُ يَـومَ عَـبرِ النَهـرِ مُهلَتَـهُ
وَكـانَ مُحتَجَـزاً فـي الحَـربِ بِالمُهَلِ
وَالمـارِقَ اِبـنَ طَريـفٍ قَـد دَلَفتَ لَهُ
بِعَســـكَرٍ لِلمَنايــا مُســبِلٍ هَطِــلِ
لَمّـــا رَآكَ مُجِـــدّاً فــي مَنِيَّتِــهِ
وَأَنَّ دَفعَـــكَ لا يُســـطاعُ بِالحِيَــلِ
شـامَ النِـزالَ فَـأَبرَقتَ اللِقـاءَ لَهُ
مُقــدِّمَ الخَطــوِ فيهـا غَيـرَ مُتَّكِـلِ
مــاتوا وَأَنـتَ غَليـلٌ فـي صـُدورِهِمُ
وَكــانَ سـَيفُكَ يُستَشـفى مِـنَ الغُلَـلِ
لَــو أَنَّ غَيــرَ شــَريكي أَطـافَ بِـهِ
فـازَ الوَليـدُ بِقَـدحِ الناضِلِ الخَصِلِ
وَقُمـتَ بِالـدينِ يَـومَ الرَّسِّ فَاِعتَدَلَت
مِنـهُ قَـوائِمُ قَـد أَوفَـت عَلـى مَيَـلِ
مــا كــانَ جَمعُهُــمُ لَمّـا لَقيتَهُـمُ
إِلّا كَمِثـــلِ نُعــامٍ ريــعَ مُنجَفِــلِ
تـابوا وَلَـو لَم يَتوبوا مِن ذُنوبِهِمُ
لابَ جَيشـــُكَ بِالأَســـرى وَبِالنَفَـــلِ
كَـم آمِـنٍ لَـكَ نـائِيَ الـدارِ مُمتَنِعٍ
أَخرَجتَـهُ مِـن حُصـونِ المُلـكِ وَالخَوَلِ
يَـأبى لَـكَ الذَمَّ في يَومَيكَ إِن ذُكِرا
عَضــبٌ حُســامٌ وَعِــرضٌ غَيـرُ مُبتَـذَلِ
وَمـــارِقينَ غُــزاةٍ مِــن بُيــوتِهِمُ
لا يَنكُلــونَ وَلا يُؤتــونَ مِــن نَكَـلِ
خَلَّفــتَ أَجســادَهُم وَالطَيـرُ عاكِفَـةٌ
فيهـا وَأَقفَلتَهُـم هامـاً مَـعَ القَفَلِ
فَـاِفخَر فَمالَـكَ فـي شـَيبانَ مِن مَثَلٍ
كَـذاكَ مـا لِبنـى شـَيبانَ مِـن مَثَـلِ
كَــم مَشــهَدٍ لَــكَ لا تُحصـى مَـآثِرُهُ
قَســَمتَ فيـهِ كَـرِزقِ الإِنـسِ وَالخَبَـلِ
لِلَّــهِ مِــن هاشـِمٍ فـي أَرضـِهِ جَبَـلٌ
وَأَنــتَ وَاِبنُـكَ رُكنـا ذَلِـكَ الجَبَـلِ
قَــد أَعظَمــوكَ فَمـا تُـدعى لِهَيِّنَـةٍ
إِلّا لِمُعضــــِلَةٍ تُســـتَنُّ بِالعَضـــَلِ
يــا رُبَّ مَكرُمَــةٍ أَصــبَحتَ واحِـدَها
أَعيَـت صـَناديدَ راموهـا فَلَـم تُنَـلِ
تَشـاغَلَ النـاسُ بِالـدُنيا وَزُخرُفِهـا
وَأَنـتَ مَـن بِـذَلِكَ المَعـروفَ في شُغُلِ
أَقسـَمتُ مـا ذُبَّ عَـن جَـدواكَ طالِبُها
وَلا دَفَعــتَ اِعتِـزامَ الجِـدِّ بِـالهَزَلِ
يَـأبى لِسـانُكَ مَنـعَ الجـودِ سـائِلُهُ
فَمـا يُلَجلِـجُ بَيـنَ الجـودِ وَالبُخـلِ
صــَدَّقتَ ظَنّــي وَصـَدَّقتَ الظُنـونَ بِـهِ
وَحَـطَّ جـودُكَ عَقـدَ الرَحـلِ عَـن جَمَلي
مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد.شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به.قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.!مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان.وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف.وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.