
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَيـالٌ مِنَ النائي الهَوى المُتَبَعِّدِ
سـَرى فَسـَرى عَنـهُ عَزيـمُ التَجَلُّـدِ
دَعـا وَطَـراً حَتّـى إِذا مـا أَجابَهُ
أَطــافَ بِمَطــروفِ الجُفـونِ مُسـَهَّدِ
فَبـاتَ يُنـاجي النَجـمَ حَتّى كَأَنَّما
يُخـالِسُ عَينَيـهِ الكَـرى لَيلُ أَرمَدِ
إِذا أَمكَـنَ السـُلوانُ حَبَّـةَ قَلبِـهِ
ثَنـى شـَوقَهُ سـَهمانِ ريشـا بِإِثمِدِ
يُطــالِعُهُ وَجـهُ العَـزاءِ وَتَرتَمـي
بِـهِ صـَبوَةٌ فـي شـَأوِ غَيـرِ مُسـَدَّدِ
إِذا أَلِـفَ النَـومُ الجُفـونَ تَقَسَّمَت
كَـراهُ تَباريـحُ الهَـوى المُتَجَـدِّدِ
مَلامَــكِ إِنّــي لَــم أُعَنِّـف مَلامَـةً
تَـراءَت بِنُصـحٍ مِـن ضَميرِكِ فَاقصِدي
أَتـى دونَ عَـزمِ المَـرءِ هَـمٌّ مُبَرِّحٌ
وَقَلـبٌ لَـهُ إِن يَعـرِضَ الشَوقُ يَكمَدِ
وَسـِربٌ مِنَ الأَشجانِ يُطوى لَهُ الحَشى
عَلــى شــَرقٍ مَــن يَلقَـهُ يَتَبَلَّـدِ
بَعَثـــنَ إِلـــى خُلّانِهِــنَّ تَحِيَّــةً
بِأَلحــاظِ أَبصــارٍ شــَواهِدَ جُحَّـدِ
فَلَمّـا اِشـرَأَبَّت صَبوَةٌ وَمَشى الهَوى
بِهِــنَّ وَخَيَّفَــت بَوحَــةُ المُتَجَلِّـدِ
صـَفَحنَ قِيامـاً فَاِسـتَقَلَّت نُحورُهـا
بِمُنقَــدَّةٍ عَنهــا الجَلابيـبُ نُهَّـدِ
عَشـِيَّةَ وَلَّـت رَوعَـةُ الشَوقِ وَاِنطَوى
بِشـاهِدِهِ بـاقي اِعتِزامـي وَمَفنَدي
أَفـاءَت لَـهُ الأَرصـادُ حِلمـاً فَرَدَّهُ
إِلــى عَزمَــةٍ مِـن واجِـدٍ مُتَلَـدِّدِ
يَكيـدُ بِـهِ كِتمـانَ صـادِقَةِ الهَوى
غُـروبٌ بِأَسـرابٍ مِـنَ الـدَمعِ حُشـَّدِ
إِلَيكَ أَمينَ اللَهِ ثارَت بِنا القَطا
بَنـاتُ الفَلا فـي كُـلِّ ميـثٍ مُسـَرَّدِ
أَنـاخَت بِكَ الأَسفارُ وَالبيدُ أَينُقاً
رَمَتــكَ بِهـا آمـالُ غـافينَ وُفَّـدِ
أَخَـذنَ السُرى أَخذَ العَنيفِ وَأَسرَعَت
خُطاهـا بِهـا وَالنَجُم حَيرانُ مُهتَدِ
فَلَمّا اِنتَضى اللَيلُ الصَباحَ وَصَلنَهُ
بِحاشــِيَةٍ مِــن فَجــرِهِ المُتَـوَرِّدِ
لَبِسـنَ الـدُجى حَتّـى نَضـَت وَتَصَوَّبَت
هَوادي نُجومُ اللَيلِ كَالدَحوِ بِاليَدِ
يَكـونُ مَقيـلُ الرَكـبِ فَوقَ رِحالِها
إِذا مَنَعَـت لَمـسَ الحَصـى كُلُّ صَيخَدِ
وَقاطِعَــةٍ رِجــلَ السـَبيلِ مَخوَفَـةٍ
كَــأَنَّ عَلـى أَرجائِهـا حَـدَّ مِـبرَدِ
عَــزوفٌ بِأَنفــاسِ الرِيـاحِ أَبِيَّـةٍ
عَلـى الرَكبِ تَستَعصي عَلى كُلِّ جَلعَدِ
يُقَصـِّرُ قـابَ العَيـنِ فـي فَلواتِها
نَواشــِزُ صــَفوانٍ عَلَيهـا وَجَلمَـدِ
مُــؤَزَّرَةٍ بِــالآلِ فيهــا كَأَنَّهــا
رِجــالٌ قُعــودٌ فــي مَلاءٍ مُعَضــَّدِ
إِذا الحَرَكـاتُ هِجنَهـا وَقفَ الصَدى
عَلـى نَبَـزاتٍ مِـن أَهازيـجِ هُدهُـدِ
تَنــاوَلتُ أَقصـاها إِلَيـكَ وَدونَـهُ
مَقَــصٌّ لِأَعنــاقِ النِجـاءِ العَمَـرَّدِ
بِوَجنــاءَ حَــرفٍ يَسـتَجِدُّ مِراحَهـا
مِـراحُ السـُرى وَالكَـوكَبِ المُتَوَقِّدِ
إِذا قَـدَحَت إِحدى الحَصا قَذَفَت بِها
فَتَقـذِفُ فـي أُخـرى وَإِن لَـم تَعَمَّدِ
أَقَلَّــت إِلَيـكَ الناجِـداتُ مُعَرِّسـاً
عَلــى أَمَـلٍ جَـوّابَ بَيـداءَ قَـردَدِ
تَراءَت لَهُ الأَحداثُ حَتّى إِذا اِقتَنى
رَجـاءَكَ صـَدَّت عَنـهُ عَـن قُربِ مَعهَدِ
وَقَفـتَ عَلـى النَهجِ الظُنونَ فَصَرَّحَت
وَأَدّى إِلَيــكَ الحُكــمَ كُـلُّ مُشـَرَّدِ
إِذا اِختَلَفَـت أَهـواءُ قَومٍ جَمَعتَهُم
عَلى العَفوِ أَو حَدِّ الحُسامِ المُهَنَّدِ
إِذا اِنجَحَـروا جَلّـى بِخَـوفٍ عَلَيهِمُ
وَإِن أَصـحَروا كـانوا فَريسَةَ مُرصِدِ
بِكُـلِّ سـَبوحٍ فـي العَجـاجِ كَأَنَّمـا
تَكَنَّــفَ عِطفَيهــا جَناحـا خَفَيـدَدِ
إِذا هُـنَّ غامَسـنَ الـدُجى بِغَنيمَـةٍ
قَسـَمنَ السـُرى فـي كُلِّ سَهلٍ وَأَجلَدِ
كَـأَنَّ أَكُـفَّ القَـومِ مَثنـى وَمَوحَدا
تَعـاطَينَ جادِيّـاً عَلـى ظَهـرِ قَرمَدِ
تَحَيَّـوا بِـأَطرافِ القَنى وَتَعانَقوا
مُعانَقَـةَ البَغضـاءِ غَيـرَ التَـوَدُّدِ
وَفاجَــأتَهُ قَبـلَ الوَعيـدِ بِحَتفِـهِ
وَقَـد عَجَـزَت عَنـهُ عَسـى وَكَـأَن قَدِ
وَخافَـكَ حَتّـى صـارَ يَرتابُ بِالمُنى
وَيُتهِـمُ نَجـوى النَفسِ عِندَ التَوَحُّدِ
مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد.شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به.قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.!مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان.وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف.وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.