
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَغرى بِهِ الشَوقُ لَيلَ الساهِرِ الرَمِدِ
وَنَظــرَةٌ وَكَّلَــت عَينَيــهِ بِالسـُهُدِ
أَمُنقَــضٍ عَنــهُ حُـزنٌ مـا يُفـارِقُهُ
أَقـامَ بَيـنَ الحَشى بِالسُقمِ وَالكَمَدِ
أَم لَيــسَ ناسـِيَ أَيّـامٍ لَـهُ سـَلَفَت
جَــرَت عَلَيــهِ بِلَــذّاتٍ فَلَـم تَعُـدِ
أَحيـا البُكـا لَيلَهُ حَتّى إِذا تَلِفَت
نَفسُ الدُجى وَاِستَنارَ الصُبحُ كَالوَقَدِ
غـادى الشـَمولَ فَعـاطَتهُ سـَمادِرُها
طَيفـاً بِـهِ أَلَّفَـت روحـاً إِلـى جَسَدِ
كَأَنَّهــا وَســِنانُ المـاءِ يَقتُلُهـا
عَقيقَــةٌ ضــَحِكَت فــي عـارِضٍ بَـرِدِ
حَتّـى إِذا الراحُ قامَت عَنهُ فَترَتُها
ريـعَ الكَـرى وَأَقـامَت حَسرَةُ الخَلَدِ
يَكـادُ يُسـليهِ مَـرُّ الحادِثـاتِ بِـهِ
لَـولا بَقايـا دَواعـي قَلبِـهِ الكَمِدِ
لَـو سـاعَفَ الـدَهرُ لَاِرتَـدَّت غَضارَتُهُ
وَلَاِســتَرَدَّ مَــوَدّاتِ المَهـا الخُـرُدِ
مـاذا تَـراءى لَـهُ نَأيُ الخَليطِ بِهِ
غَــداةَ يَحمَــدُ لَمّـا أَو يَـذُمُّ قَـدِ
لِلَّــهِ دَرُّ اللَــواتي عِفـنَ مَكرَعَـهُ
حَتّــى صـَدَرنَ بِـهِ ظَمـآنَ لَـم يَـرِدِ
خــافَ العُيــونَ وَضــَمَّتهُ عَزيمَتُـهُ
إِلــى اِمتِنـاعٍ عَلـى جَـولانَ مُطَّـرِدِ
وَرُحــنَ وَالعَيـنُ لِلتَّوديـعِ واكِفَـةٌ
إِنسـانُها مِـن مَسيلِ الدَمعِ في صُعُدِ
بِـاللَهِ أُخلِـفُ مـا أَتلَفـتُ مِن نَشبٍ
وَعـادَةُ الجـودِ فـي أَبياتِيَ الشُرُدِ
تَهـوى بِأَشـعَثَ أَعطـاهُ المُنـى أَمَلٌ
وَعُقــدَةٌ مِـن رَجـاءٍ ضـامِنِ العُقَـدِ
فَاِســتَودَعَتهُ بُطـونَ البيـدِ هِمَّتُـهُ
وَأَودَعَتـهُ السُرى في الوَعثِ وَالجَدَدِ
حَتّــى إِذا قَبَــضَ الإِدلاجُ بَســطَتَها
وَوُقِّفَـت مِـن مُنـى الساري عَلى أَمَدِ
تَمَخَّضــَت عَنــهُ تِمّـاً بَعـدَ مَحمَلِـهِ
شـَهرَينِ بَيـداءُ لَـم تُضرَب وَلَم تَلِدِ
أَلقَتـهُ كَالنَصـلِ مَعطوفـاً عَلى هِمَمٍ
يَعمَــدنَ مُنتَجِعــاتٍ خَيــرَ مُعتَمِـدِ
تَخَطَّـــأَت نَــومَهُ عَنــهُ وَشــايَعَهُ
دَأبُ الجَديـدَينِ وَالعيدِيَّـةِ الوُخُـدِ
حاشـى لِطـالِبِ عُـرفٍ أَن يَخيـبَ عَلى
نَـدى يَـدَيكَ وَلَـو حاشـاكَ لَـم يَجِدِ
ظُنـونُ راجـي الَّـذي يَرجـوكَ واثِقَةٌ
أَلّا يُخَيَّـــبَ فيهــا آخِــرَ الأَبَــدِ
تَـأتى عَطايـاهُ شـَتّى غَيـرَ واحِـدَةٍ
مُــؤَمِّليهِ وَإِن كــانوا عَلـى بَعـدِ
كَحَملَـةِ السـَيلِ تَـأتي بَعـدَ عاشِرَةٍ
لَــهُ قَراقيــرُ بِــالآذِيِّ وَالزَبَــدِ
لا يَمنَـعُ العُـرفُ مِـن إِلحاحِ طالِبِهِ
وَلا يُقَــــرِّبُ مِنـــهُ رِفـــقُ مُتَّئِدِ
يَبِــرُّ بِــالجودِ يَحميــهِ وَيَكلَـؤُهُ
كَــأَنَّهُ والِــدٌ يَحنــو عَلـى وَلَـدِ
أَغنـى الصَديقَ فَعاشوا مِنهُ في رَغَدٍ
وَاِسـتَلَّ جـودُ يَـدَيهِ غِـلَّ ذي الحَسَدِ
مُعَقِّـرُ الكُـومِ لِلأَضـيافِ لَيـسَ لَهـا
إِلّا المَكـارِمَ مِـن ذي عَقـلٍ وَلا قَوَدِ
تَـأتي البُـدورُ فَتُفنيهـا صـَنائِعُهُ
وَمــا يُــدَنَّسُ فيهــا كَـفُّ مُنتَقِـدِ
لا يَعــرِفُ المـالَ إِلّا عِنـدَ سـائِلِهِ
أَو يَــومَ يَجمَعُـهُ لِلنَهـبِ وَالبَـدَدِ
مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد.شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به.قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.!مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان.وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف.وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.