
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَديـري عَلـى الـراحِ سـاقِيَةَ الخَمرِ
وَلا تَسأَليني وَاِسأَلي الكَأسَ عَن أَمري
كَأَنَّـكِ بـي قَـد أَظهَـرَت مُضمَرَ الحَشا
لَـكِ الكَـأسُ حَتّـى أَطلَعَتـكِ عَلى سِرّي
وَقَـد كُنـتُ أَقلى الراحَ أَن يَستَفِزَّني
فَتَنطِــقَ كَـأسٌ عَـن لِسـاني وَلا أَدري
وَلَكِنَّنــي أَعطَيــتُ مِقــوَدِيَ الصـِبى
فَقـادَ بَنـاتِ اللَهـوِ مَخلوعَةَ العُذرِ
إِذا شـِئتُ غـاداني صـُبوحٌ مِنَ الهَوى
وَإِن شـِئتُ ماسـاني غُبـوقٌ مِنَ الخَمرِ
ذَهَبــتُ وَلَــم أُحَـدِد بِعَينِـيَ نَظـرَةً
وَأَيقَنــتُ أَنَّ العَيـنَ هاتِكَـةٌ سـِتري
جَعَلنــا عَلامــاتِ المَــوَدَّةِ بَينَنـا
مَصـايِدَ لَحـظٍ هُـنَّ أَخفـى مِـنَ السِحرِ
فَـأَعرِفُ مِنهـا الوَصلَ في لينِ طَرفِها
وَأَعـرِفُ مِنهـا الهَجرَ بِالنَظَرِ الشَزرِ
وَفـي كُـلِّ يَـومٍ خَشـيَةٌ مِـن صـُدودِها
أَبيـتُ عَلـى ذَنـبٍ وَأَغـدو عَلـى عُذرِ
وَمُلتَطِــمُ الأَمــواجِ يَرمــي عُبـابُهُ
بِجَرجَـــرَةِ الآذِيِّ لِلعِــبرِ فَــالعِبرِ
مُطَعَّمَـــةٍ حِيتـــانُهُ مــا يُغِبُّهــا
مَآكِــلُ زادٍ مِــن غَريـقٍ وَمِـن كَسـرِ
إِذا اِعتَنَقَـت فيـهِ الجَنـوبُ تَكَفَّـأَت
جَـواريهِ أَو قامَت مَعَ الريحِ لا تَجري
كَــأَنَّ مَــدَبَّ المَـوجِ فـي جَنَباتِهـا
مَـدَبُّ الصـَبا بَينَ الوِعاثِ مِنَ العُفرِ
كَشـَفتُ أَهاويـلَ الـدُجى عَـن مَهـولِهِ
بِجارِيَـــةٍ مَحمولَــةٍ حامِــلٍ بِكــرِ
لَطَمــتُ بِخَــدَّيها الحَبـابُ فَأَصـبَحَت
مُوَقَّفَــةَ الـداياتِ مَرتومَـةَ النَحـرِ
إِذا أَقبَلَــت راعَــت بِقُنَّــةِ قَرهَـبٍ
وَإِن أَدبَــرَت راقَـت بِقـادِمَتَي نَسـرِ
تَجـافى بِهـا النـوتيُّ حَتّـى كَأَنَّمـا
يَسـيرُ مِـنَ الإِشـفاقِ فـي جَبَـلٍ وَعـرِ
تَجَلَّـجُ عَـن وَجـهِ الحَبابِ كَما اِنثَنَت
مُخَبَّــأَةٌ مِـن كِسـرِ سـِترٍ إِلـى سـِترِ
أَطَلَّـــت بِمِجـــذافينِ يَعتوِرانِهــا
وَقَوَّمَهـا كَبـحُ اللِجـامِ مِـنَ الـدُبرِ
فَحــامَت قَليلاً ثُــمَّ مَــرَّت كَأَنَّهــا
عُقـابٌ تَـدَلَّت مِـن هَـواءٍ عَلـى وَكـرِ
أَنــافَ بِهاديهــا وَمَــدَّ زِمامَهــا
شــَديدُ عِلاجِ الكَــفِّ مُعتَمِـلُ الظَهـرِ
إِذا مـا عَصـَت أَرخى الجَريرُ لِرَأسِها
فَمَلَّكَهــا عِصــيانَها وَهـيَ لا تَـدري
كَـأَنَّ الصـَبا تَحكـي بِها حينَ واجَهَت
نَسيمَ الصَبا مَشيَ العَروسِ إِلى الخِدرِ
يَمَمنــا بِهـا لَيـلَ التِمـامِ لِأَربَـعٍ
فَجـاءَت لِسـِتٍّ قَـد بَقيـنَ مِـنَ الشَهرِ
فَمــا بَلَغَــت حَتّــى اِطِّلاحِ خَفيرِهـا
وَحَتّـى أَتَـت لَـونَ اللِحـا مِنَ القِشرِ
وَحَتّـى عَلاهـا المَـوجُ فـي جَنَباتِهـا
بِأَردِيَــةٍ مِــن نَســجِ طُحلُبِـهِ خُضـرِ
رَمَـت بِـالكَرى أَهوالُهـا عَن عُيونِهِم
فَبـاتَت أَهاويـلُ السـُرى بِهِـمُ تَسري
تَــوُمُّ مَحَــلَّ الراغِــبينَ وَحَيـثُ لا
تُـذادُ إِذا حَلَّـت بِـهِ أَرجُـلُ السـَفرِ
رَكِبنـا إِلَيـهِ البَحـرَ فـي مُؤخِراتِهِ
فَـأَوفَت بِنـا مِـن بَعدِ بَحرٍ إِلى بَحرِ
مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد.شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به.قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.!مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان.وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف.وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.