
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَجَـرَ الصـِبا وَأَنـابَ وَهُـوَ طَـروبُ
وَلَقَــد يَكـونُ وَمـا يَكـادُ يُنيـبُ
دَرَجَـــت غَضـــارَتُهُ لِأَوَّلِ نَكبَـــةٍ
وَمَشـى عَلـى رَيـقِ الشـَبابِ مَشـيبُ
قَــذَفَت بِـهِ الأَيّـامُ بَيـنَ قَـوارِعٍ
تَـــأتي بِهِــنَّ حَــوادِثٌ وَخُطــوبُ
لِلَّـهِ أَنـتَ إِذِ الصـِبا بِـكَ مُولَـعٌ
وَإِذِ الهَــوى لَــكَ جـالِبٌ مَجلـوبُ
حَلَّــت حُبــاكَ صــَبابَةٌ مَكتومَــةٌ
نَطَقــتَ بِهـا مِـن مُقلَتَيـكَ غُـروبُ
هَلّا عَجَّلــتَ عَلـى الـدُموعِ بِعَزمَـةٍ
بَـل لَـم يَكُن لَكَ في العَزاءِ نَصيبُ
عَطَفَتــهُ بَعـدُ جِمـاحِهِ فـي سـَلوَةٍ
ذِكَـــرٌ يُعَطِّفُهــا هَــوىً مَغلــوبُ
أَغضـى الزَمانُ لَهُ عَلى عَينِ الرِضى
وَعَلَيـــــهِ حــــارِسٌ وَرَقيــــبُ
حَتّــى إِذا اِتَّســَقَت لَـهُ أَوطـارُهُ
طَفِقَــت تُطَرِّقُهــا إِلَيــهِ نُكــوبُ
خُــذ مِـن شـَبابِكَ لِلصـِبا أَيّـامَهُ
هَـل تَسـتَطيعُ اللَهـوَ حيـنَ تَشـيبُ
يـا أَيُّهـا الرَجُـلُ المُثَمِّـرُ مالَهُ
وَهُــوَ المُســَلَّبُ عِرضـُهُ المَسـلوبُ
خَـلِّ المَكـارِمَ قَـد كَفـاكَ مِراسَها
ســـَعدانُها وَســـَليلُهُ يَعقـــوبُ
ذاكَ الرَجــاءُ المُسـتَجارُ بِجـودِهِ
مِـن نائِبـاتِ الـدَهرِ حيـنَ تَنـوبُ
كَالكَهـلِ مُقتَبَـلُ الشـَبابِ يُزِيِّنُـهُ
حِلــمُ التَكَهُّــلِ وَالشـَبابُ أَريـبُ
وَإِذا الزَمـانُ عَـدا عَلَيـكَ كَفاكَهُ
مِـــن آلِ ســَعدانٍ أَغَــرُّ نَجيــبُ
غَمــرُ النَــدى مَغشــِيَةٌ حُجُراتُـهُ
ســَلِسُ العَطــاءِ مُؤَمَّــلٌ مَرهــوبُ
يُعطيــكَ مُقتَــدِراً عَلـى أَمـوالِهِ
لا كَالَّــذي يُعطيــكَ وَهــوَ هَيـوبُ
مِلــءُ العُيــونِ مُقَلِّــصٌ لِنِجـادِهِ
طَبِــنٌ بِأَنحــاءِ الأُمــورِ طَــبيبُ
مُتَقَســـِّمٌ إِمّـــا لِبَــذلِ عَطِيَّــةٍ
أَو نَكبَــةٍ يُــدعى لَهــا فَيُجيـبُ
مُتَفـاوِتٌ فـي الـرَأيِ مُختَلِـطٌ بِـهِ
فــي أَمـرِهِ التَرغيـبُ وَالتَرهيـبُ
قَــرمٌ لِهِمَّتِــهِ إِذا سـَكَنَ الحَشـى
قَلَــقٌ يُخالِســُهُ الكَــرى وَوَجيـبُ
يُمضـي الأُمـورَ المُشـكِلاتِ عُيونَهـا
وَمَحَــلُّ مُعتَلِــجِ الضــَميرِ رَحيـبُ
ضــَمَّت قَواصــيَهُ إِلَيــكَ عَزيمَــةٌ
تَــأتي وَراءَ الأَمــرِ وَهـوَ غَريـبُ
يُمضــي الأُمـورَ بِعَـزمِ رَأيٍ واحِـدٍ
مُعَلّــىً بِـهِ التَبعيـدُ وَالتَقريـبُ
تُلقـي العِيانَ إِلى الضَميرِ أَناتُهُ
حَتّــى يَبــوحَ بِســِرِّهِ التَجريــبُ
شـِكسٌ عَلـى الآراءِ مُعتَـدِلُ الهَـوى
شــَرِسٌ بِمـا غَلَـبَ الرِجـالُ غَلـوبُ
وَكَأَنَّمــا ذَرَفَــت عَلَيــكَ بِجـودِهِ
دِيَـــمٌ تَرَنَّــمَ تَحتَهــا شــُؤبوبُ
أَنِفٌ عَنِ الوَطَرِ الجَموحِ إِلى الخَنى
يَرمــي الضــَميرَ بِظَنِّــهِ فَيُشـيبُ
مِــن آلِ ســَعدانَ الَّـذينَ بِجِـدِّهِم
نِيــلَ الحِفـاظُ وَأُحكِـم التَـأديبُ
حَلّـوا مِنَ المَعروفِ في قُلَلِ العُلى
تَســمو إِلَيهِــم أَعيُــنٌ وَقُلــوبُ
عـاوَدتُ يـا يَعقـوبُ مِنـكَ صَنائِعاً
مَحمـــودَةً عَهــدي بِهِــنَّ قَريــبُ
أَعطَيتَنـي حَتّـى مَلَكـتُ مَدى الغِنى
بِنَــداكَ وَالراجيــكَ لَيـسَ يَخيـبُ
وَوَعَــدتَني فَقَفَـرتَ وَعـدَكَ بِـالَّتي
لَـــم يَقفُهــا مَــنٌّ وَلا تَــثريبُ
مسلم بن الوليد الأنصاري بالولاء أبو الوليد.شاعر غزِل، من أهل الكوفة نزل بغداد فاتصل بالرشيد وأنشده، فلقبه صريع الغواني فعرف به.قال المرزباني: اتصل بالفضل بن سهل فولاه بريد جرجان فاستمرّ إلى أن مات فيها. وقال التبريزي: هو مولى أسعد بن زرارة الخزرجي.!مدح الرشيد والبرامكة وداود بن يزيد بن حاتم ومحمد بن منصور صاحب ديوان الخراج ثم ذا الرياستين فقلده مظالم جرجان.وقال السهمي: قدم جرجان مع المأمون، ويقال إنه ولي قطائع جرجان وقبره بها معروف.وهو أول من أكثر من البديع في شعره وتبعه الشعراء فيه.