
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُلاكَ يَقصــُرُ عَــن إدْراكِــهِ الكَلِـمُ
فَلا اللِّســانُ لــه حَـولٌ ولا القَلَـمُ
لـم تَشـْهدِ الأرضُ والأجْيـالُ مِـن قِدَم
إلاَّكَ مُعجِــزَةً دانَــتْ لَهــا الاُمَــمُ
ولَـم تَجِـدْ آيـةً كُـبرَى سـِواكَ بَـدَتْ
لِلنَّـاسِ فـي طَيِّهـا الأسـْرارُ والحِكَمُ
تَمضـي الـدُّهُورُ ويَمضـِي في تَعاقُبِها
جِيـلٌ فَجيـلٌ وأنـتَ المُفـرَدُ العَلَـمُ
مـا إنْ تَفكَّـرتُ فـي ما نِلْتَ مِن عِظَم
إلاّ وشـــَطَّ بِفِكــري ذلِــكَ العِظَــمُ
تَهيَّبَتْـكَ القَـوافي السـّائراتُ مَعـي
لِـذا تَراهـا عَصـَتْني وهـيَ لـي خَدَمُ
يــا لَيلَـةً قَـرَّتِ الـدُّنيا بِمَوْلِـدِه
لَـولاكِ مـا لِلَّيـالي القَـدْرِ مُسـْتَنَمُ
أسـْفَرْتِ عَـن خَيـرِ مَوْلُـود تَشـرَّفَ في
مِيلادِهِ البَيْــتُ والأرْكــانُ والحَـرَمُ
زانَ الوُجُـودَ مُحَيّـا منـه فيـك بدَا
وكـانَ مِـن قَبلِـهِ الأوْلَـى بهِ العَدَمُ
وَطلْعَــةٌ كــانَتِ الأيّــامُ تَرْقُبُهــا
بِهـا اسْتَنارَ الدُّجَى وانْجابَتِ الظُّلَمُ
تَوَســَّمَتْ كــلَّ ســَعد فيــهِ اُسـْرَتُه
ولِلســــَّعِيدِ عَلامــــاتٌ ومتَّســــَمُ
فـــأكبَرَتْهُ لُـــؤَيٌّ وهــوَ مُرْتَضــِعٌ
وأعظَمَتْـــهُ قُرَيــشٌ وهــو مُنْفَطِــمُ
وعـادَ فِيهِـمْ جليـل القدرِ وهو فتىً
يَرُوقُهـم مِنـه حُسـْنُ الخُلْـقِ والشِّيَمُ
دَلَّــت عَلــى صـِدقهِ فِيهـمْ أمـانتُهُ
وقـلَّ مَـن حـدَّثَتْ عَـن صـِدْقِهِ الـذِّمَمُ
حـتى إذا اختـاره المـولى لدعوته
وآن أن يتجلــــى لطفـــه لهـــم
انصــاع للأمــر والفوضـى مسـيطرة
علـى العقـول ومـوج الشـرك يلطتم
والأرض تــرزح مــن أديـان مجتمـع
معبـوده كـوكب فـي الأفـق أو صـنم
مـذاهب مـن نسـيج الجهـل لحمتهـا
ضــلالهم وســداها الـوهم والحلـم
وفــي الجزيــرة أهــواء مشــعبة
وأنفــس بلظــى الأحقــاد تضــطرم
الحبــل مضــطرب والفيــء مغتصـب
والســيف منصــلت والجمـع مختصـم
قــد ساســها كــل جبــار بقـوته
وحـل فـي جانبيهـا الـروم والعجم
مــا كـان أعظمـه مـن موقـف جلـل
وقفتـه لـم يهـن مـن عزمـك السأم
رامـت قريـش بـك الاسـواء وائتمرت
سـرا ولـم تشـفع القربى ولا الرحم
ظنــوا النبـوة ملكـا جئت تطلبـه
ومــا دروا إنهـا الإسـلام والسـلم
وهــي الأمـان إذا مـا مسـهب رهـب
وهـي المعيـن إذا مـا جفـت الديم
صــمت مســامعهم عمــا دعـوت لـه
وكيـف يسـمع مـن فـي عقلـه الصمم
خطــوا صـحيفة بغـي بينهـم حنقـا
واللـه يعلـم مـا خطوا وما ختموا
حمـاك منهـم ومـا اغنـت صـحيفتهم
كـأنهم فـوق سـطح الماء قد رقموا
يــا رحمــة قاومتهــا جـاهليتهم
وبعـد مـا نلتهـم من فيضهم ندموا
لإن هجــرت لهــم أم القـرى زمنـا
فكــــل واد إذا يممتـــه حـــرم
قاسـيت فيهـا الأذى فاخترت هجرتها
ولـم تـذد عنـك فيها الأشهر الحرم
فارقتهـا وهـي ترجـو أن تعود لها
والــدين منتشــر والـبيت محـترم
وجئت يـــثرب فابتشــت مرابعهــا
واستبشـرت قبـل أهليهـا بـك الأكم
إذن لحيتـــك دار نلتهــا شــرفا
لـو كـان للـدار مثل الناطقين فم
وقــد نزلــت برهــط فيهــم ظمـأ
إلــى نــداك وفـي أحشـائهم قـرم
أمسـوا بضـيق واضـحوا منك في سعة
موفــورة لهــم فــي ظلـك النعـم
الــتيه بســجاياك الــتي عظمــت
قـدرا ويعظـم فـي نفسي بها القسم
لــولاك لـم يـك مـن مجـد ولا شـرف
للعـرب سـام ولـم يخفـق لهـم علم
أو وثبـــة ملأت آنـــافهم شــمما
حــتى تحكــم فيهــم ذلـك الشـمم
مـن الإلـه عليهـم فيـك فـافتتحوا
وكـان فـي أرضـه المستضـعفون هـم
كـانوا قبائل أشتاتا فما اجتمعوا
بعـد الشـتات وجـرح الثـأر ملتئم
آخيــت مــا بيـن موتـور وواتـره
منهـم وقلـت وأنـت الشـارع الحكم
قـد جـب مـا قبلـه الإسـلام من حدث
والدين يقضي إذا ما أسلموا سلموا
سـلكت فيهـم طريقـا غيـر ذي عـوج
وضــوحه بمطــاوي الشــرك مصـطدم
والنصـر تخفـق فـوق القـوم رايته
يعينــه مــن علاك العـدل والكـرم
حتى انمحى الشرك لم تبصر له أثرا
كأنمــا أنــت ســيل جئتــه عـرم
وقــد أتتـك بيـوم الفتـح صـاغرة
جمـوعهم ومـن الإرهـاب قـد وجمـوا
ملكـت بـالعفو لا بالسـيف أنفسـهم
والعفـو يملـك مـا لا تملـك الخذم
ظـن العـدا أن دينـا قـد أتيت به
إلـى الملا شـاب منه الرأس واللمم
ضــلوا سـيبقى شـبابا فـي فتـوته
ولــن يحـل بـدين الفطـرة الهـرم
وليــس يهــرم ديــن مـن خصائصـه
أن لا تكلــف فــوق الطاقـة الأمـم
يمشـي بهـم وسـطا مـا فيه من حرج
يغلـو بهـم مـا تعالت منهم الهمم
دعهـم يقولـون مـا شـاءت ضـلالتهم
فـــإنهم كلمــا يبنــون ينهــدم
إنـي بـذكراك أشـدو مـا بقيت فإن
ألـق الـردى فستشـدو منـي الرمـم
ذكـرى إذا مـن فـؤادي حركـت وترا
يومـا تناسـق مـن شدوي بها النغم
أشـدو فـأطرب مـن فـي رأسـه طـرب
طـورا واؤلـم مـن فـي قلبـه ألـم
بـذاك أرجـو الرضـا عنـي غداة غد
وارتجـي الصـفح ان زلـت بي القدم
عبد الحسين بن يوسف الأزري.شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد، أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914، ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى، ثم كان من رجال الثورة العراقية (1920) ونفاه الإنكليز إلى هنجام، وليس له صلة نسب بالشاعر كاظم الأزري وأخيه الشاعر العالم محمد رضا.له كتب منها: (تاريخ العراق قديماً وحديثاً)، و(ديوان شعر) انتخب منه روفائيل بطي في الأدب العصري نحو 40 صفحة، و(مجموعة الأزري) مقالاته، و(قصر التاج)، و(بوران) قصتان، و(بطل الحلة) فيما نزل بالحلة من الفجائع في عصره، بأسلوب قصصي.قالت وكالة الأنباء العربية في خبر وفاته ببغداد: كان من الرواد الذين أعانوا على تحقيق الحكم الوطني في العراق، وهو والد الوزيرين الأزريين: عبد الكريم، وعبد الأمير.