
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـدبر صـروف الـدهر فهـي قصـائد
وشـعر إليـك الـدهر يرويـه خالد
تريــك معــانيه عظــاة وعــبرة
عليهــا بأرجـاء العـراق شـواهد
مجــردة مــن كــل لفــظ وإنمـا
تـدل علـى تلـك المعـاني الأوابد
حقـائق لـو لـم تعـم عنها بصائر
لمـا اختلفـت نحو البلاد المقاصد
هـي الشـعر لا مـا صاغه فكر شاعر
يجـوب بـه عـرض الفلا وهـو قاعـد
أتتــه القــوافي طائعـات لأمـره
كـأن القـوافي جنـده وهـو قـائد
سـبرت مواضـيع الهـوى فـإذا بها
مظــــاهر ود كلهــــن مصـــائد
وجربـت أخلاق الرجـال فـإذا بهـا
ضــلالي وشــيطان السـذاجة مـارد
هنــاك رجعــة القهقـري متنكـرا
كـــأني أخشــى أن يرانــي رائد
وقلـت لنفسـي حيث خابت ألا اصبري
فمـا كـل مـن ألقى الحبائل صائد
دعينـي أخـض لـج الشـدائد مرغما
فمـا أيقـظ النـوام إلا الشـدائد
وكنــت أرى الإصــلاح حـان زمـانه
ولكـن أبـى أن يصـلح الأمـر فاسد
ولــم أر إلا خاســرا أو مجاريـا
زمانـا بـه سـوق الفضـيلة كاسـد
وأكـثر مـن لاقيت اثنان في الملا
صــديق مــداج أو عــدو معانــد
وحـرب تـولى الكيـد خـوض غمارها
وشــر ســلاح الطـامعين المكـائد
فرحنـا بهـا صـرعى وفـاز غواتها
بمـا عجـزت عنـه الرقاق البوارد
تصـرمت الأجيـال والحـق لـم يـزل
يمــر بجفنــي حـالم وهـو راقـد
ومـا الزمن الآتي سوى مثل ما مضى
مســود بجرعــه المــرارة سـائد
ومــا أنـا والأيـام لـولا مـواطن
تكابــد مــن آلامهـا مـا تكابـد
تـذكرني العهـد القـديم فـأنثني
وفي النفس شكوى لا تقيها القصائد
ألا أيهـا الوادى الكئيب الذي له
علــى بؤســه مجـد طريـف وتالـد
لقـد كنـت أرجـو أن تحل من الابا
محلا بــه تلقــى إليـك المقالـد
ظمئنــا وللأغيــار فيــك مـوارد
إذا عــل منهــم صـادر حـل وارد
ســواعد منــا أطمعتهـم بوردهـا
فلا سـعدت بـالعيش تلـك السـواعد
وقـد وجـدوا بـالعود لينا وسرهم
مـن الشـعب جهـل لازم الصمت سائد
ورب علــى رغــم الفصـول بليلـة
ومـاء علـى رغـم الأعاصـير راكـد
فـدع كـل حـزب عـاملا مـا يريـده
فـإن علـى أعمـاله الـدهر شـاهد
كفـاح هـي الدنيا ومن بات أعزلا
بســاحتها ضـاقت عليـه المـوارد
وكــل فــتى مســتنجد غيـر جـده
علـى الـدهر لـم ينجده جد ووالد
ومـن لـم يلذ بالحزم عنه تباعدت
أقـــاربه واســتوحدته الأباعــد
ولســت بلاح مــن تكــون حيــاته
حثالــة زاد خلفتهــا المــوائد
فمـن وهنـت عـن مـورد العز نفسه
فــإن عليــه آســن المـاء زائد
ومـاذا ينـال الشـعر من نفس أمة
تعيــن علــى إذلالهــا وتســاعد
كــذا شـاءت الأقـدار جيـد فعلـه
ينـــوء وجيــد أبطرتــه القلائد
عبد الحسين بن يوسف الأزري.شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد، أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914، ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى، ثم كان من رجال الثورة العراقية (1920) ونفاه الإنكليز إلى هنجام، وليس له صلة نسب بالشاعر كاظم الأزري وأخيه الشاعر العالم محمد رضا.له كتب منها: (تاريخ العراق قديماً وحديثاً)، و(ديوان شعر) انتخب منه روفائيل بطي في الأدب العصري نحو 40 صفحة، و(مجموعة الأزري) مقالاته، و(قصر التاج)، و(بوران) قصتان، و(بطل الحلة) فيما نزل بالحلة من الفجائع في عصره، بأسلوب قصصي.قالت وكالة الأنباء العربية في خبر وفاته ببغداد: كان من الرواد الذين أعانوا على تحقيق الحكم الوطني في العراق، وهو والد الوزيرين الأزريين: عبد الكريم، وعبد الأمير.