
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـاذا حـدا بـك فاعتزمت رحيلا
وتركـت مصر إلى القضا والنيلا
أرأيـت أعبـاء الحيـاة ثقيلـة
أم صـرت مـن مطل الزمان ملولا
أم رحـت مـن جور القوى مغاضبا
أم هـل وجدت مدى الجهاد طويلا
حاشــاك لـم نعهـدك إلا صـارما
قـد أرهفتـه يـد الخطوب صقيلا
ثبـت الجنـان لو ان ماضي عزمه
لاقـــى ذرى جبــل لخــر مهيلا
وإذا ارتقى أعطى المنابر حقها
لا يســـتعين بكــل قــول قيلا
تصــغي مسـامعهم إليـه كأنمـا
يلقـي عليهـا الوحي والتنزيلا
وتحــدق الأبصــار فيـه كأنهـا
تبغـي إلـى مـا في حشاه سبيلا
ويهزهــم طربــا جليـل خطـابه
فكــأنه غيــث الصــاب محـولا
يتــدبرون بكــل معنــى حكمـة
وبكــــل رأي يرتئيـــه دليلا
فكأنمــا أنشــاك ربـك داعيـا
فــي أرض مصـر وحاميـا وكفيلا
لكنمـا بنـواك قـد عجـل الردى
وبنــأى مثلــك يـزال عجـولا
مـا ضـر لـو كان افتداك بخائن
قــدر فـدى بـالكبش إسـماعيلا
ليـس الأميـن بكـل قـوم خافيـا
عنهــم وليـس خـؤونهم مجهـولا
ولربمــا أغـرى المضـل بفعلـه
جهـل الألى لم يدركوا التضليلا
إنـي أشـاهد في الحياة غرائبا
قـد جـاوزت بحـدودها المعقولا
لـو كنـت تسـمعها لقلـت رواية
وكأنهــا قــد خلتهــا تخييلا
رهـط بهـا رقصـوا ورهط أصبحوا
بوقــا بأيـدي غيرهـم وطبـولا
وتحفظــوا حـذر الغريـق لأنهـم
رأوا الســراب فصـوروه سـيولا
وحلـت مـرارة عيشهم فرضوا بها
أرأيــت يومــا حنظلا مــأكولا
وأمــر شــيء أن تحــل بمربـع
لــم تلـف فيـه سـائلا ومسـولا
هــذي متـون غرائبـي أجملتهـا
وتركــت للمســتقبل التفصـيلا
عبد الحسين بن يوسف الأزري.شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد، أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914، ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى، ثم كان من رجال الثورة العراقية (1920) ونفاه الإنكليز إلى هنجام، وليس له صلة نسب بالشاعر كاظم الأزري وأخيه الشاعر العالم محمد رضا.له كتب منها: (تاريخ العراق قديماً وحديثاً)، و(ديوان شعر) انتخب منه روفائيل بطي في الأدب العصري نحو 40 صفحة، و(مجموعة الأزري) مقالاته، و(قصر التاج)، و(بوران) قصتان، و(بطل الحلة) فيما نزل بالحلة من الفجائع في عصره، بأسلوب قصصي.قالت وكالة الأنباء العربية في خبر وفاته ببغداد: كان من الرواد الذين أعانوا على تحقيق الحكم الوطني في العراق، وهو والد الوزيرين الأزريين: عبد الكريم، وعبد الأمير.