
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غمــر الســرور فؤادهـا بزواجـه
وأعـــاد شــاحب وجههــا متهللا
قـد كـان مـن أقصى الأماني عندها
يــوم تـرى فيـه ابنهـا متـأهلا
حــتى إذا نعمــت بليلــة عرسـه
وتفيـأ الضـيف الجديـد المنـزلا
نظرتهمـــا مســـرورة وتجــاهلت
قلقــا أفــاق بنفســها فتململا
لـم تـدر مـا هـو غير أن فؤادها
قــد عـاد لا يجـد السـرور الأولا
ظننتـه وهمـا عارضـا فـإذا بهـا
داء علـى مـر الليـالي اسـتفحلا
وطغــت عليهـا وحشـة مـن بيتهـا
فكـــأنه بعــد العشــي تبــدلا
وكأنهــا نــدمت وودت لــو أبـي
ليعيـــش معهــا راهبــا متبتلا
كـان ابنهـا ملكـا إليهـا خالصا
واليـوم هـا هـو للغريـب تحـولا
وتــوهمت شــبحا يحـاول فصـلهما
عنــه ويطلــب منــه أن يتنصـلا
رجعــت لعزلتهــا تنـاجي نفسـها
وتــود عمــا نالهــا أن تسـألا
فأجابهـا القلـق الـذي شـعرت به
مهلا فـــإني لـــم أجــئ متطفلا
أنـا ذلـك الغـرض الأنـاني الـذي
فــي كــل نفـس لـم أزل متأصـلا
حــب الأمومــة لابنهــا حـب لهـا
فــإذا تلمســت العقـوق تسلسـلا
نـار الحـروب توقـدت مـن لـذعتي
والحــرص يختلــق الـذنوب تعللا
لـو لـم أكـن لـم تشـهدي متظلما
مــن جــائريه ولا بطــاغ مبتلـى
لا يســتطيع العلـم جـذم أواصـري
لــو أنـه بلـغ السـموات العلـى
بل كلما ارتقت الحضارة في الورى
اشــتدت فوادحهـا وزادتنـي صـلى
أنـا كـاللظى والناس في غليانهم
كالمـاء نوالدنيا استحالت مرجلا
عبد الحسين بن يوسف الأزري.شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد، أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914، ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى، ثم كان من رجال الثورة العراقية (1920) ونفاه الإنكليز إلى هنجام، وليس له صلة نسب بالشاعر كاظم الأزري وأخيه الشاعر العالم محمد رضا.له كتب منها: (تاريخ العراق قديماً وحديثاً)، و(ديوان شعر) انتخب منه روفائيل بطي في الأدب العصري نحو 40 صفحة، و(مجموعة الأزري) مقالاته، و(قصر التاج)، و(بوران) قصتان، و(بطل الحلة) فيما نزل بالحلة من الفجائع في عصره، بأسلوب قصصي.قالت وكالة الأنباء العربية في خبر وفاته ببغداد: كان من الرواد الذين أعانوا على تحقيق الحكم الوطني في العراق، وهو والد الوزيرين الأزريين: عبد الكريم، وعبد الأمير.