
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وطنــي لأجلـك قـد عـدمت قـراري
وسـئمت فيـك حيـاة هـذي الـدار
أحيـي الليـالي والعيـون هواجع
وهواجســي فــي جنحهــا سـماري
أتنفـس الصـعداء مـا بقى الدجى
حـــتى أكــدر نســمة الأســحار
أنـا لـم يخيرنـي الزمان بصرفه
كلا وإن ملــك الزمــان خيــاري
فلقـد سـبرت مـن الحوادث غورها
وبهــا درســت غــوامض الأسـرار
وعلمــت أن النائبــات بمرصــد
ممــن تغافـل عـن دبيـب النـار
فأنــا المقصـر والزمـان موكـل
بعقـــاب كـــل مقصـــر خــوار
ومــن الألــى أرجــوهم لإقـالتي
إن لم أقل أنا في الحياة عثاري
ليلــي وإن أرخــى علـي سـجوفه
فــالقلب ينظـر مـن وراء سـتار
كــان الخيـار بقبضـتي فأضـعته
وبقيـــت متكلا علـــى الأعــذار
وحمامـة غنـت فقلـت لهـا أقصري
فالصـمت أجـدر فـي فـم المهذار
غنيـــت والأوراق ذابلــة وقــد
ذهــب الخريــف بنضـره الأشـجار
لا تحسـبي شـرعا أحـاديث الهـوى
مــا كــل مورقــة بـذات ثمـار
نـوحي على غصن الفضيلة لا الغضا
ومحاســــن الأخلاق لا الأزهــــار
فهـي الـتي هـام الكـرام بحبها
وبنــوا عليهـا لا علـى الأبكـار
تنعيـــن الفــك للظلام وإننــي
أنعــى لألفــي مشــرق الأنــوار
غـابت كـواكبه كمـا شـاء القضا
مـا حيلـة الإنسـان فـي الأقـدار
أمعاهـد العلم ارفعي فوق الحمى
منـك المنـار بحيث يهدي الساري
رحمـاك حـار المـدلجون وهـا هم
ملــوا مــن الانجــاد والأغـوار
وقـف الزمان بهم على جرف الردى
والجــرف لـو تـدرين رمـل هـار
وإليـك يـا دار الشـقاء تفقـدي
مــرض البصـائر فيـك لا الإبصـار
فلقـد تضـاعفت الشـجون بمثلهـا
كتضـــاعف الأعـــداد بالأصــفار
نـاديت أوطـاني ومـا أعنـي بما
نـــاديت غيـــر دوارس الآثــار
النــاثرات فضــائلي ومفــاخري
والشـــاهدات بعزتــي ونجــاري
والنــاظرات إلــي نظــرة آمـل
إحيـــاء مجـــد دارس وفخـــار
والباعثـات بنفسـي الشـمم الذي
يــأبى الحيــاة بذلــة وصـغار
أصــغي بكــل جـوارحي لحـديثها
المقــرون بالإعجــاب والإكبــار
وأحــن مـا حـن الحمـام كـأنني
عـــود يــردد نغمــة الأوتــار
مـن ذاك يـا وطنـي ملكت عواطفي
وشــعوري المطبـوع فـي إشـعاري
مضـت القـرون ولا تـزال معانيـا
ســقم العقــول وضــلة الأفكـار
وظلام جهــل لـو تصـاعد بالفضـا
لــن تـدرك الأبصـار ضـوء نهـار
إنــي لأشــعر فـي هـواك بنشـوة
فتخـــالني ثملا بـــدون عقــار
أشـدو وأرفـع كـالهزار عقيرتـي
للــذب عـن شـرفي وحفـظ ذمـاري
وإذا الفــؤاد تحركــت أوتـاره
ســهلت عليــه مســالك الأوعـار
سـل عـن هواي الريم حول كناسها
والطيــر عاكفــة علـى الأوكـار
وضــمائر الأغيـار نحـو ديـارهم
لــو أصــدقتك ضــمائر الأغيـار
أهلـوك هـم أهلـى وسـلمى سلمهم
وشـعارهم فـي النائبـات شـعاري
مـن عزهـم عـزي ومـن فـي وردهم
وردي ومــن إصــدارهم إصــداري
ولـدوا علـى لغـتي وفطرتي التي
فطــرت عليهــا بيئتـي وديـاري
أنـا منهـم وهـم على بعد المدى
منــي ورغــم تفــاوت الأوطــار
قــد كنــت أول منــزل أبصـرته
وســـكنت مــن واديــك أول دار
والنفـس ما زالت تمثل لي الصبا
وحــديث صــحب فـي حمـاك صـغار
كنــا كمــاء المـزن رق صـفاؤه
مــن قبــل أن ينصــاع للأكـدار
تلـك المنـاظر لـم تـزل محفوظة
عنــدي وإن خفيــت عـن الأنظـار
تـالله يـا وطـن الرشـيد ونجله
ومعـــرس الطـــائي والمهيــار
لـم تلهني عنك الحسان ولا الطلى
هيهــات تلــك ســجية الأغــرار
أنـت الـذي غـذيت غصـن شـبيبتي
وسـقته دجلـة بـالمعين الجـاري
ومـن الوفاء إليك أن أدع الكرى
حــتى تفــوز بســابق المضـمار
قـل لـي إذا لم أقض دون مقاصدي
عمــري فمـا هـي قيمـة الأعمـار
عبد الحسين بن يوسف الأزري.شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد، أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914، ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى، ثم كان من رجال الثورة العراقية (1920) ونفاه الإنكليز إلى هنجام، وليس له صلة نسب بالشاعر كاظم الأزري وأخيه الشاعر العالم محمد رضا.له كتب منها: (تاريخ العراق قديماً وحديثاً)، و(ديوان شعر) انتخب منه روفائيل بطي في الأدب العصري نحو 40 صفحة، و(مجموعة الأزري) مقالاته، و(قصر التاج)، و(بوران) قصتان، و(بطل الحلة) فيما نزل بالحلة من الفجائع في عصره، بأسلوب قصصي.قالت وكالة الأنباء العربية في خبر وفاته ببغداد: كان من الرواد الذين أعانوا على تحقيق الحكم الوطني في العراق، وهو والد الوزيرين الأزريين: عبد الكريم، وعبد الأمير.