
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـابلت نعيـك مـن ربوع الشام
بنـــواظر عــبري وقلــب دام
أنكـرت مـن جزعـي عليك سماعه
ولعلـــه مــن مرجــف تمــام
ولبثــت بيــن مصــدق ومكـذب
والنفـس تغرى الشك في إبهامي
فلقـد عهـدتك غيـر شـاك علـة
بدمشــق فـي يـوم مـن الأيـام
ولــرب مضــنى داؤه إحساســه
والحـس قـد يـودي بنفـس همام
ولـرب ذي جلـد علـى حر الظما
قـد خـاله الريـان ليس بظامي
لـو كنـت مستمعا رثائي بعدما
أصــبحت فــي منجـى مـن الآلام
لرأيـت أولـى بالرثاء معاشرا
مـن أعظـم تحـت الـتراب رمام
ضـعفت نفوسـهم فلمـا استيأست
رضــيت تـزاول مهنـة الخـدام
كالقار داسهم الهوان فأصبحوا
للعــابرين مــواطئ الأقــدام
رجعـوا لعصـر السامري وألهوا
شــهواتهم بــدلا مـن الأصـنام
لا ينمحـي ظـل الغوايـة منهـم
مـا لـم يجللهـا الـردى بظلام
فكــأنهم ربــوات رمـل عاقـد
ينهـل فيهـا الغيث وهي ظوامي
ويكـاد يوصـم بالبلاهـة بينهم
مــن فيـه مسـكة عفـة وذمـام
نـم هـادئا إن المنيـة فرجـة
تحمـي الأبـاة بهـا من الأرغام
ما قيمة الدنيا إذا جبلت على
أن لا يعيـش الحـر غيـر مضـام
في ذاك قد حكم القضاء واللغز
فـي إحكـامه عسـر على الأفهام
مـا العمـر إلا فـترة محـدودة
يـا ليتهـا لـو تنقضـي بسـلام
عبد الحسين بن يوسف الأزري.شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد، أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914، ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى، ثم كان من رجال الثورة العراقية (1920) ونفاه الإنكليز إلى هنجام، وليس له صلة نسب بالشاعر كاظم الأزري وأخيه الشاعر العالم محمد رضا.له كتب منها: (تاريخ العراق قديماً وحديثاً)، و(ديوان شعر) انتخب منه روفائيل بطي في الأدب العصري نحو 40 صفحة، و(مجموعة الأزري) مقالاته، و(قصر التاج)، و(بوران) قصتان، و(بطل الحلة) فيما نزل بالحلة من الفجائع في عصره، بأسلوب قصصي.قالت وكالة الأنباء العربية في خبر وفاته ببغداد: كان من الرواد الذين أعانوا على تحقيق الحكم الوطني في العراق، وهو والد الوزيرين الأزريين: عبد الكريم، وعبد الأمير.