
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أكامــل هـل تـدري بمـا نتوجّـعُ
وتعلـم مـن كـأس الأسى كيف تجرعُ
بلـى لو عَلِمتَ اليوم وقعَ مُصابنا
لَقُمـتَ تـردّ الظلـمَ عنّـا وتـدفعُ
كعادتــكَ الأولـى تخـوضُ غِمارهـا
وتحمـي بلادَ النيـل قهـراً وترفعُ
تضــحّي بنفــس أن تُمـسَّ حقوقنـا
وتــدفَعُ كيـدَ الغاصـبين وتـردعُ
تـردّ إلـى مصـر العزيـزة حقّهـا
وتُرشـدها فـي أمرهـا كيـف تصنعُ
وتــدحضُ قــولَ المُفـترين بحُجّـةٍ
تحـــرّمُ تقســيمَ البلاد وتمنــعُ
فـتى النيـل كم علّمتنا حبّ أرضهِ
وكَـم طعـنَ الجهّـال فيـك وشنّعوا
وقـاموا يُريـدونَ اِنخـذالكَ عنوةً
فكنــتَ قــويَّ الجـأشِ لا تتضعضـعُ
وكنـتَ كسـيفِ اللّـه أن سلَّ للعدى
تخلّـوا عنِ الأطماع خوفاً وأقلعوا
ومـا وارتِ الأيّام نصلكَ في الثرى
ومـا زال بعد الموت يسطو ويقطعُ
فسـيفُكَ مسـلولٌ وإن كنـتَ نائيـا
تطـول بـه أيـدي الشـباب فيصرعُ
وإن هـامَ فـي حـبّ البلاد رجالُنا
فـذاكَ الّـذي قد كنت بالأمس تزرعُ
قفـوا إثر ربّ المجد في حبّ أرضهِ
ولكنّهـم هـدّوا الوفـاق وضـيّعوا
تشـعّبت الأغـراض في مصر فاِنبروا
وكــلٌّ لــه فيمـا يحـاول منـزعُ
فكونـوا يـداً إنّ الخطـوب عسيرة
وإنّ اتحادَ القوم في الخطب أنفعُ
وضـمّوا صـفوف العنصرين وكافحوا
مكافحــة الأبطــال لا تتصــدّعوا
وكونـوا لـربّ التـاج أخلـص أمّة
ولا تَسـمعوا إفـك العدوّ فتخضعوا
ولا تَـتراخوا فـي الطلاب وثابروا
وكونوا كما كان الهمام السميدعُ
فكَـم جمـعَ الأقـوام حـول لـوائهِ
وقـاموا يـردّون العـدوّ فأفزعوا
وكـم أيقـظَ النـوّامَ سـحرُ بيانهِ
فهبّـوا إلـى نصر البلادِ وأَسرعوا
ولـو عَمَّـر المقدامُ ما ضلّ سعيُنا
ولا فاتَنــا ممّــا نُحـاول مطمـعُ
فيـا مصـطفى وادي الكنانة إنّنا
ليعوزُنــا ذاكَ البيـان الممتـعُ
رحلـتَ عـن الـدُنيا وخلّفـت أمّـةً
يهيـب بهـا صـوت العـدوّ فتفـزعُ
ومـا ودّعـوا فـرداً بفقـدك إنّما
منـار العلا والعزّ في مصر ودّعوا
ولـو كنـتَ فينا ما توانيتَ لحظةً
ولا غرّنــا ذاك الريـاء المقنّـعُ
فيا ليتكَ الباقي إلى يوم حشرنا
ويـا ليت وانينا الفقيد المشيّعُ
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.