
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أطــلّ هلالُ العــام علّــك موفــد
بمـا يُرتجـى مـن عـزّ مصـر ويقصدُ
ولا تــكُ بســّام المحيّــا بشوشـه
وفـي طـيّ ذاك الحقـد بـاقٍ مخلّـدُ
أَبـن لبنـات النيـل هل فيك غبطة
لهــنَّ أم الشـرّ القـديم المؤبّـدُ
وهل وجهكَ الوضّاء يهدي إلى العلا
أمِ النـار يُـذكيها العـدوّ ويوقدُ
ويا وجه هذا البدر هل جئت ساطعاً
لترشــدَ أبنــاء البلاد فيَسـعَدوا
ويُظهـر ذاك الضـوء مـا غيّب الأُلى
أهـانوا بلادَ النيل ظلماً وأفسدوا
ضـياؤكَ هـل يَهـدي الكنانة بعدما
أقـامَ بنيهـا القاسـطون وأقعدوا
وهــل وجهـك الوضـّاح وجـهٌ سـالم
يطــلُّ فيُرضــينا ســناه المجـدّدُ
يميــل لمصــر إذ تشــاكلَ حسـنهُ
ففيهـا نجـومٌ فـي الريـاض وفرقدُ
بلــى أنــت جاسـوس أردت خديعـةً
فبــتَّ تُراعينــا وطرفــك مســهدُ
كــذلك تــأتي كــلَّ عـامٍ كأنّمـا
ضــياؤك للقــوم المضـلّين مسـعدُ
لعلّـك تهـوى مصـر يـا بدر جاهداً
فتكــره أهليهــا لــذاك وتحسـدُ
كمـا تيّـم الأقـوام من مصر حُسنُها
فـأرغَوا علـى أهلِ البلاد وأزبدوا
وسـدّوا سبيلَ المجد عنّا وما دروا
بأنّـا بـذاك الضـغط نعلوا ونصعدُ
فيـا بهجـة الـدُنيا جمالـك جَرَّهم
ولــولاهُ مــا كنّـا نُهـان ونوعـدُ
أجـل شـاقهم ذاك الجمال فأقبلوا
كمـا شـاق أهليـك من اللهوِ مفسدُ
لعــلَّ بنيــك يقتــدونَ بفعلهــم
فَيجــذبهم منـك الصـعيدُ المنضـّدُ
يهيمـون فـي حـبِّ الحِسـان وفاتَهم
بأنّــك أبهــى الغانيـات وأمجـدُ
لــذلك صــنتِ عــذبَ نيلـك عنهـمُ
وقــد طــاب منـك للأجـانب مـوردُ
ضــننتِ عليهـم إذ رأيـتِ عقـوقهم
وجُـدتِ بمـا يهـوى الغريب المطرّدُ
فلا تغضـبي يـا مصـر منهـم فإنّهم
أهـابَ بهـم فـي حلبـة الغيِّ مقصدُ
لـكِ الحـبّ ممّـن ليـس يَعرفُ قلبُها
غرامـاً فهـل يُرضـيك ذاك التـودّدُ
أحبّــك حتّــى إن دهتنــي مصـيبةٌ
مــن الحــبّ لا أشــكو ولا أتـردّدُ
ويعــذبُ فيـكِ مـا أمـرّ ومـا حلا
وإن قصــدَ الأعـداءُ ذلّـي ونـدّدوا
وأســعدُ يـومٍ فـي حيـاتي أن أرى
وقـد حـاطَ بـي أعداءُ مصر وهدّدوا
وقفــتُ حَيــاتي للعلــوم لعلّنـي
أســاعدُ مصــراً فـي العُلا وأؤيّـدُ
فـإن خـذَلتني الحادثـاتُ فما أنا
بـــأوّل جمّـــاع لـــدهرٍ يبــدّدُ
ومـا طلبـت نفسـي من العيش غاية
ولا حـلَّ مـن قلـبي الهناءُ المعدّدُ
وأرضــى بمــا لا ترتضــيه ثريّـة
فمـا ضـرّني مـالٌ لدى الخطب يُفقدُ
سأَرضـى بما يُرضيك يا مصر من أذى
وإن أكـثرَ العـذّالُ لـومي وفنّدوا
يعلّمنــــى حـــبّ البلادِ مملّـــكٌ
شــغوفٌ بــإِعلاءِ الكنانــة مفـردُ
فعِـش يـا أبا الفاروق للنيل عدَّة
تجــودُ بمـا تهـواه مصـر وتنشـدُ
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.