
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مصـر يـا أمّ الفراعيـن الشداد
لا ثنـاكِ اليـأس عن نيل المُراد
إنّ هــذا الـدهر لا يقـوى علـى
ردّ مـا نبغـي وإن طـال العِناد
إنّ أســـباب المعـــالي جمّــة
يبلـغ المقصـود منهـا مَن أجاد
وبلاد النيـــل يجنــي خيرَهــا
صــانعوا الغـرب وتجّـارِ البلاد
وطــــبيبٌ أو مــــربٍّ جاهـــل
لـم يُفـدنا منـه علماً واِستفاد
كــم غريـب شـادَ فينـا مصـرفاً
وَبنــى مدرســةً يبغـي اِصـطياد
لَـم يُـرد نشـرَ المعـالي بيننا
بـل نَـوى طـيَّ المُنى فينا وَكاد
كــلّ مَــن ألقــى بمصـر رحلـهُ
هيّـأ المجـد الـذي يَهـوى وشاد
وابـنُ وادي النيـل فيهـا جامدٌ
يبتغـي بـالقولِ تحريـر العِباد
إنَّ حــربَ السـيف لا تقـوى لهـا
فلتقُـم يـا قـوم هيجا الاِقتصاد
تلــكَ حــربٌ إن بَـدت نيرانُهـا
هـاجَ ذاك الغـرب مـن خوفٍ وماد
فـاِتركوا الأقوالَ فيها واِعملوا
ليـسَ يُعلـي الشـرقَ قولٌ يُستعاد
إنّ أقــــوى عـــدّة نلبســـُها
عنـدَ تلـك الحـرب علـمٌ وسـداد
وديــارُ العلــمِ فينـا أُغلقـت
فاِفتحوهـا إنّ فـي ذاك الرشـاد
علّمـوا العلـمَ الـذي نَحيـا به
إنّ خيـرَ العلـم مـا فـاقَ وزاد
ســـرّنا نـــومٌ طويــل هــادئٌ
وَتَرَكنـا لبنـي الغـربِ القيـاد
أَيقظــوا الأمّــة مِــن رَقـدتها
بعلــومٍ وفنــون فــي اِزدِيـاد
نطلــبُ التعليــمَ فـي سـوقتنا
وبنـو السـادةِ منـهُ فـي كسـاد
ليـس يُعلـي القـومَ علـمٌ نـاقصٌ
وخبــالٌ كــلّ هــذا الاِعتقــاد
إنّمـــا الأمّـــة جســمٌ واحــد
رأسـهُ السـادةُ والباقي السواد
فـاِحفظوا الرأسَ فإن نال المنى
طـابَ ذاك الجسم من بعدِ الفساد
علّمــوا القـادةَ حتّـى يُظهـروا
من بناتِ النيل ما أخفى الرقاد
مـا اِرتقـى في الناسِ شعبٌ ناهضٌ
دونَ أن يرفــعَ للبنــتِ عِمــاد
فاِرفعوهـــا إنّ فــي رفعتهــا
كـلّ مـا نرجـوه من هذا الجِهاد
مـا أقـامَ الأهـل فينـا مَعهـداً
يُرشــد البنـتَ إلـى حـبّ البلاد
وهـيَ أصـلُ المجـدِ إن نحفل بها
عـزَّ هذا الشعب في الدُنيا وساد
علّمــوا الغـادة علمـاً راقيـاً
يعــرف الأبنـاءُ معنـى الاِتحـاد
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.