
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مصـر كـم نشـكو وكـم نتألّم
ويجــورُ فيــك المسـتبدّ ويظلـمُ
ســَهُلت قيادتنـا فـزاد عنـادهم
واللـؤم يطغيـه السـكوت فيعظـمُ
ذهبــوا بسـاداتِ البلاد وطوّحـوا
بالمصــلحين وأفسـدوا وتجهّمـوا
يـا سـعد إن تَبعُـد فـإن قلوبنا
مثــواكَ فأمُرهــا فإنّــك أعلـمُ
أو غـابَ شخصـك يـا محمّـد عنـوة
فعُلاك فـــي أبصـــارنا يتجســّمُ
أو راح مِــن حمــد همـام باسـل
فلــه مــن العربـان ألـفٌ جثّـمُ
أو زال إســماعيل عـن أَرجائهـا
فلســوف يـأتي بعـد ذاك ويسـلمُ
أنتـم شـموس الأفـق إن غربـت به
خَلفتهــا أقمــارٌ تضـيءُ وأنجـمُ
فليسـقط القـومُ الـذّين تقوّلـوا
زوراً وعقّـوا المكرمـات وحرّمـوا
دخلوا الحروب وهالهم ما عاينوا
فتقهقـروا فيهـا ولـم يتقـدّموا
وأتــى مُحــاربهم يجــرّب نبلـهُ
فـي فتيـةٍ طرحـوا السلاح وسلّموا
عــارٌ محاربــة النسـاء وفتيـة
عــزلٌ يروّعهــا الطِعـان فتهـزمُ
لـم يكفهـم وقعُ النبال فأنزلوا
نـار المـدافعِ والقنابـل فيهـمُ
فتَحـوا صـدورهمُ لنيـرانِ العـدى
وحلا لهـم فـي الموت ذاك المطعمُ
والمـوت أحلـى مـن حيـاةٍ كلّهـا
ذلٌّ تقاســــيهِ وفقـــرٌ يســـقمُ
كـم طفلـة فـي الدمّ مالت تشتكي
تلــوي بكفّيهــا لمــن لا يرحـمُ
وعزيــز قـومٍ ذلّ لـم يجـن سـوى
أن قـال قـول الحـقّ فيمـا يعلمُ
كـم مـن قتيـلٍ كـان يحمـي صدرهُ
دون القنابــلِ كفّــه والمعصــمُ
لا الــدرع يحميــه ولا سـيفٌ لـه
فيشــقّ هامــات العــدوّ ويحطـمُ
وأتــى أخــوه والنبـال تنوشـه
فغـدا يكـرّ علـى النبـال ويهجمُ
يــأتي ليقتلــهُ العـدوّ تخلّصـاً
مِــن أن يــرى أوطــانه تتقسـّمُ
كَـم حاصـروا دور العلـوم كأنّها
أضــحَت قلاعــاً بالمـدافع تهـدمُ
كــم طـالبٍ للعلـم طـار يمينـه
وبهـا كتـاب الـدرس لـوّثه الدمُ
كبّـــت عليـــه أمّـــه لتضــمّه
فتناولتهــا مــن عـداها أسـهمُ
كـم طـاح بـالقبطيّ وقـع نبالهم
فــاِنكبَّ يبكيــه أخـوه المسـلمُ
ويقـول يـا أسـفى علـى وطنٍ غدت
أبنــاؤه مــن غيـر ذنـبٍ تعـدمُ
أقباطنــا والمسـلمون تعـانقوا
فعلام يشـــتدّ العـــدوّ وينقــمُ
دم أريـقَ علـى الـولاء فصـابروا
إنّ البلاء إذا تفـــاقم يصـــرمُ
حتّـى إذا اِنتهتِ المعارك أقبلوا
يتضــاحكون وسـرَّهم مـا أجرمـوا
هـل ذاك مـا ذكـروهُ من إنصافهم
بئس الخلال وبئس مـــا نتـــوهّمُ
كـم حبّـذوا الإنصـاف عند لقائهم
بالفــاتكين وسـرّهم أن يُحجمـوا
وإذا بـدا صـدر الضـعيف فـإنّهم
أضــرى الوحـوش الضـاريات وألأمُ
قــومٌ إذا عـدّ الزمـانُ ذنـوبهم
لـم يُحصـها قلمُ اللبيبِ ولا الفمُ
جـان دارك لـن تُنسى ويوم بلائها
للإنجليـــز أشــدّ عــارٍ يرقــمُ
قـامت بجـوفِ النـار تعبـد ربّها
تَسـألهُ إنقـاذَ الألـى لم يجرموا
طـاحت بهـا النيرانُ تحت عيونهم
عـذراء تعلـو عـن الذنوب وتعصمُ
ووراء أرض الكـاب كم سفكوا دماً
ظُلمـاً وجـاروا جـورهم وتحكّمـوا
كـم أسـرة نُفِيـت إلى جَوف الفلا
أطفالُهـــا ونســاؤها لا تطعــمُ
هـل بعـد ذاك يقـال رحمة قلبهم
لا كـان مـن يحنـو ولا مـن يرحـمُ
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.