
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا كـان قلـبي إذا لـم يَنتفض طرباً
لـذكر مصـر ولـم يسـتعذبِ التعَبـا
لـم أذكـر الحـبَّ إلّا فـي محاسـِنها
ولا عرفــتُ لهــا لهــواً ولا لعبـا
لـولاكِ يـا مصـر مـا أصـبحتُ عاتبةً
علـى الزمـان إذا ما جارَ واِنقلبا
ولا طــويتُ الليــالي فيـك سـاهرة
أكــدّ لا أشــتكي ضــعفاً ولا نصـبا
لا عـار إن خانكِ الدهر الخؤون فكم
كَــلّ الحســامُ بكفّـي قـادرٍ ونبـا
وفــي ربوعــك آســادٌ إذا وثبـوا
مـالَ الزمـانُ إلـى ما نشتهي وصَبا
لا يضــربونَ بنــارِ الحـربِ خصـمهمُ
لكــن بـرأيٍ سـديدٍ يمطـرُ اللهَبـا
فوحِّــدوا الــرأي لا يُلهيكـمُ غـرضٌ
عـن نصـرِ مصـر ولا تستبعِدوا الأرَبا
ضـمّوا الصـفوفَ وقومـوا حول نيلكمُ
فليــس يُفلــحُ شـعبٌ بـات مُنشـَعبا
لا كـان مَـن خـان مصراً في مطالبها
أو نـام عنهـا وعـن إعلائهـا رغبا
أحــبّ مصــر وأَهليهـا وإن غبنـوا
وأَستشــيط لهــم مــن عـزّة غضـبا
والـدهرُ يقعـد بـي رغم العلا وبهم
ويســلب المجـدَ مَوروثـاً ومكتسـبا
ولا ســبيلَ إلـى مـا نَبتغـي أبـداً
إلّا إذا مـا غرَسـنا العلـمَ والأدبا
فشـجّعوا العلـمَ لا تبغـوا به بدلاً
ففيــه آمالُنــا إن حـلّ أو ذَهَبـا
والقوم لولاه ما سادوا ولا اِرتَفعوا
ولا تقـــدّم عـــاتيهم ولا غلبـــا
وعــاوِنوا ملكــاً يُعليـه مُقتـدراً
ويســتقلّ الــذي مِـن أجلـهِ وهبـا
يشــجّعُ العلــمَ مســروراً وينشـرهُ
وَكَـم أراد لنـا مجـداً وكـم طلبـا
كــم زيّنـت رحبـات الـدرس طلعتـهُ
واِنهــالَ وارفـهُ للخيـرِ واِنسـَكبا
مِـن معشـرٍ إن بـدَت يومـاً وجـوههم
لأهـل مصـر نَسـوا مِن أجلها النوَبا
أبنـاء مَـن شـيّد المجد الذي عجزت
عنـه الملـوكُ فساد التركَ والعرَبا
فهــم أهلّـة مصـر السـاهرون لهـا
لا يعــدلون بهــا جاهـاً ولا نَشـبا
أعمــالُهم كشــموسِ الأفــق سـاطعة
فـإن حـذا حذوَهم في المجدِ لا عجبا
أغـــرّ لا تعــرفُ الأقــوال همّتــه
إِذا دعـــاهُ ضـــعيفٌ للعُلا وَثبــا
دَعــوتهُ فــأتى للعلــمِ مُبتــدراً
يخشـى عليـه إذا مـا مـاؤهُ نَضـبا
فــإن جَهلتــم أيــاديه فــدونكمُ
مِـن فضـلهِ مـا يزينُ الشعرَ والأدبا
لا ينكــر الفضـلَ إلّا مـن لـه غـرضٌ
وَلا يســودُ الـذي يسـتمرئُ الكـذِبا
خلّــوا الخلاف وقومـوا حـول سـدّتهِ
لعــلّ وحـدتنا تُـدني الـذي عَزبـا
وَساعدوا العلم ما اِسطاعت عزيمتكم
فقـد يليـنُ لنـا بـالعلمِ ما صعبا
نبوية موسى.مربية فاضلة مصرية، كانت كبيرة المعلمات في مدارس الحكومة وأول من ترقى إلى درجة التفتيش في وزارة المعارف من المصريات، وانتقدت برنامج تعليم البنات، وعنفت في مناقشة وزير المعارف، ففصلت عن عملها؛ فأنشأت (مدارس بنات الأشراف) في الإسكندرية والقاهرة، وأصدرت مجلة (الفتاة) الأسبوعية (سنة 1937) ونعتت بمربية جيلها، وتوفيت ودفنت بالإسكندرية.لها نظم جمعته (سنة 1938) في (ديوان) قالت في مقدمته: (لست كغيري ممن يقولون الشعر أو النظم، وهم متفرغون له، بل أنا معلمة شغلني حب التعليم عما سواه من الفنون الجميلة، وما قلت شعراً إلا لحاجة أطلبها لهذا التعليم أو لشيء آسف على ضياعه وكنت أروم منه الخير لتعليم البنات الذي شغفني حبه، فقلما تخلو قصيدة من قصائدي من إشارة إليه، فإذا مدحت شخصاً فمن أجل ذلك التعليم أمدحه، وإذا شكوت الدهر فمن أجله أشكو)، ولها (المرأة والعمل - ط) رسالة حضت بها المصريات على الاشتغال للكسب.