
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذنـوبي ضـاع منها صدق صبري
وضـاق بحملهـا ذرعـي وصدري
فمنهـا دمع عيني في انسجام
ومنهـا القلـب في قلق وفكر
فيـا لقـروح جفنـي من دموع
ويـا لحشاشـتي مـن حشو جمر
ودمعـي ليـس يطفـى حر قلبي
ولـو مـدّ المـدامع ألف بحر
ومـع هـذا أرانـي عبد نفسي
وشـيطان الهـوى للنفس يغري
فمـالي عـن ذنـوبي مـن مرد
ومـالى عـن عيـوبي مـن مفر
ومـا للشـيب عنـدي من وقار
ومـالي في المكارم حسن ذكر
وضـاع العمـر فـي لعب ولهو
فـوا أسـفى على تضييع عمري
فكـم أسرفت في كسب المعاصي
وكـم قـدمت مـن غبـن وغـدر
ولكنــي نــدمت وتبـت لمـا
قـزأت صـحيفتي سـطرا بسـطر
إلهـى قـد وسـعت الكل حلما
فحاشـى أن تـردّ يـدى بصـفر
فبحــرك لا تعكّــره ذنــوبي
ومـد البحـر لـم يوصف بجزر
ومــا أدري أعفـو أم جـزاء
مـن المولى وسوف إخال أدري
إذا مـا صرت في لحدي وحيدا
ولم يقبل لدى الملكين عذري
ولـم يجـد التنصل من ذنوبي
ولا الإصـرار فـي كتمان إصري
ولـم أجـد النصير لكشف كرب
ولـم ألـق المعين لشد أزري
ولــم أعـثر علـى خـل وفـي
يقـوم بنصـرتي وبجـبر كسري
وجـل الخطـب وانكشف المعمى
وقــل لشـدة الأهـوال صـبري
فـذو الأعمـال فـي سعة وسعد
وذو الأمـوال فـي عـدم وفقر
ولـم ينـل السـيادة غير طه
شـفيع الكـل فـي حشـر ونشر
ففـي يـده لواء الحمد يزهو
كبــدر بعــد أربعـة وعشـر
هناك أرى المصاعب قد تونلت
وجـاء اليسـر يسعى بعد عسر
وبعـد الخـوف وافـى كل أمن
وجـاء الفـوز مصـطحبا بنصر
شـفيع المـذنبين ظلمت نفسي
ولكـن أنـت معتمـدي وذخـري
وبعـد اللـه جاهـك لي ظهير
فمـا لسـوا كمـا فوضت أمري
فخـذ بيدي فمتك الفضل يرجى
ومـن يمنـاك بحر الجود يجر
فشـرعك شـرعتي وهـداك هديي
وحبّـك فـي عروق الجسم يسري
وعنـدي حـب آل الـبيت فـرض
وفخــر لا يقــاس بـأي فخـر
فهـم أسمى الورى جاها وجدا
وهـم سـفن النجـاة لكـل بر
وحســبى أننـي منهـم وأنـى
سمســك أرتجيـك لكشـف ضـري
عليـك اللـه صـلى مـا تغنت
بـروض حمـاك سـاجعة وقمـري
وعترتـك الكـرام ومن يليهم
حمـاة الحـق مـن صـحب وصهر
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.