
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للشــرع ســيف شــديد الوقـع بتـار
فكـــم بــه مزّقــت هــام وأوتــار
للشــّين فــي الرّسـم أسـنان محـدّدة
كأنهــا فــي مجــال القطـع منشـار
فمـن رأى الشـرع بـالتحقير كـان له
فـي العيـش ضيق وفى الأخرى له النار
وإن علا فــوق هــام النجــم مقعـده
لا بــد يومــا بـه العليـاء تنهـار
فمبغضـو الشـرع فـي ضـيق وفـي ضـعة
وإن هــم بجنـاح المـال قـد طـاروا
ومــن تواضــع للشـرع الشـريف سـعت
لــه المعــالى وزالـت عنـه أكـدار
وأقبلــت نحــوه الــدنيا بزخرهــا
وفــي النعيـم لحـور الخلـد يختـار
لـذاك أهـل الهـدى والفضل قد خدموا
شــرع النــبي وفــي إعلائه ســاروا
فالكـل مـن محكـم القـرآن قد أخذوا
ومــع حـديث رسـول اللـه قـد داروا
هـــم الأئمـــة لا تخبـــو أشــعتهم
لأنهــم فــي ســماء الفضــل أقمـار
هـم الهـداة لمـن حلـوا ومـن رحلوا
هــم الملــوك بهـم يسـتأمن الجـار
ففــى الحيــاة لهــم فضـل وتكرمـة
وفــي الممــات لهــم شـأن وتـذكار
هـذا ابـن إدريـس حـبر العلم واسعه
الشــافعي لــه فــي الشــرع آثـار
بـه الشـريعة قد قامت دعائمها العل
يــا وقــام لهــا كــالبيت أسـوار
وطالمـا جـد فـي نشـر العلـوم ولـم
يمنعــه عــن ذاك إعســار وإقتــار
حــتى تجلــى كنــور الصـبح مـذهبه
وفيـــه للشـــرع أنــوار وأســرار
وكــم تجــافى تجنــب عــن مضـاجعه
ولــم تعقــه عــن التحصـيل أسـفار
وقــام بـالعلم والتعليـم مـن صـغر
فلــم يكــن شــب إلا وهــو مغــوار
منــه رأى مالـك فـي العلـم نابغـة
فكــان منــه لــه بالفضــل إقـرار
والصــاحبان لـه بالفضـل قـد شـهدا
وهـــم عـــدول وأحبـــار وأخيــار
بحـــر تلاطـــم بـــالأمواج ســاحله
عـــذب فــرات بــه للفضــل تيّــار
ســفينه العلــم تجــرى فـوق لجّتـه
شــراعها الشــرع لا تلــويه إعصـار
هـذا الإمـام بـه الأمثـال قـد ضـربت
في الفضل حتى بها الركبان قد ساروا
ســمت منــاقبه الجــوزاء فـي شـرف
وقــد حــوى بعضــها كتــب وأسـفار
فعـــن مكـــارمه حـــدث ولا حـــرج
فغيثـــه الجــم بالإحســان مــدرار
جـــاه عريـــض وأمـــداد بســاحته
لأنهـــا لاغتنـــام العـــز مضــمار
فكـــم بكعبتـــه طـــافت جهابــذة
وكـــم أتاهــا مــن ألأقطــار زوّار
مصــرٌ بــه وبـآل الـبيت قـد شـرفت
لأنهــــم ســــادة غـــر وأطهـــار
لا ينــزل الخـائف العـاني بسـاحتهم
إلا وفـــاز بمـــا يرجــو ويختــار
مــن بينهــم ظهـر الإسـلام وانتشـرت
فـي الكـون منـه وحـق الحـق أنـوار
دانــت ملـوك الـورى طوعـا لعزتهـم
لأنهـــم مركـــز والكـــل أقطـــار
يـا قاضـيَ الشـرع قـد عودتنـا كرما
وهـــذه يـــدنا للفضـــل تمتـــار
فـاملأ يـدينا بمـا أوتيـت مـن كـرم
ففــي يــديك مــن الرحمــن أسـرار
وأنـــت للكــرم الفيــاض ذو مــدد
ومنـــك للضـــيف إكــرام وإكبــار
فـي كـل عـام لنـا مـن بحـر أنعمكم
فيــض وفضــل وهــذا الجمـع تـذكار
للـــه فـــي فئة قــاموا بخــدمته
فهــم شــموش وهــم للحفــل أقمـار
يــا رب بلـغ جميـع القـوم طلبتهـم
فــأنت فــي الكــل فعــال ومختـار
وتــب علــى جمعنــا واغفـر مزلّتـه
فــــأنت وحـــدك تـــواب وغفّـــار
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.