
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـذا الإمـام عريـض الجـاه للجار
فاشـرب علـى ظمأ من ورده الجاري
يجـرى بمـا شـئت من جود ومن كرم
ومــن علــوم وأمــداد وأســرار
هـذا هـو البحـر لكـن ساغ مورده
عــــذب فـــرات لقصـــاد وزوّار
هـذا هـو النـور لا تخبـو أشـعّته
فالشرع في الكون من مشاكته سارى
هـذا سـراج رجـال العلـم قدوتهم
فالكـل مقتبـس مـن زنـده الوارى
حـبر رأى الرشـد مقرونـا بطلعته
فجــد يطلبــه مــن ليـن أظفـار
فكـم طـوى واسـع البيـداء مدرعا
درعـا مـن الصـبر في مجد وأغوار
حـتى سـما فـي سـماء الفضل نيّره
وأصـبح الفـرد فـي تخليـد آثـار
مـدت معـارفه فـوق السـما طنبـا
أربـى على المشترى في رفع مقدار
بـه اصـتطال رحـال الفضـل قاطبة
حـتى ارتقـوا للعلا في حسن أفكار
فخــر الأئمــة فــي رأي ومسـتند
ســباق غــايتهم فـي كـل مضـمار
العـالم القرشـيّ المعتلـى نسـبا
المرتقــى حسـبا مـن نـس أطهـار
بـالعلم منـه طباق الأرض قد ملئت
صـح الحـديث بـذا فـي خير أخبار
كـم معجزات له في العلم قد ظهرت
ظهـور نـار القـرى في وقت أسحار
بحـر الشـريعة تجـرى فـوق لجتـه
ســفينة الشــرع شـفت كـل تيـار
مصـر بـه وبـآل الـبيت قـد قخرت
علــى البلاد وفــاقت كـل أمصـار
اســتغفر اللــه إلا طيبـة فلهـا
بالمصـــطفى كــل إجلال وإكبــار
منهـا عليهـا سـتار النور منسدل
أكـرم بسـاحة تلـك الدار من دار
لكـن لنـا بجـوار الطهـر عـترته
والشـافعي عصـمة مـن كـل أخطـار
قاضـى الشـريعة قطب الفضل مركزه
حـامى الحقيقـة مـن أغوال أغيار
لـه الكرامـات تحكـى في محاسنها
بـدر الـدجى مسفرا في حسن إبدار
تحكـى بكثرتهـا عـد الرمـال إذا
قيسـت بهـا أو تحـاكى وبل أمطار
قــد حبرتهــا بأيـديها جهابـذة
فعطــرت مــن شـذاها طـيّ أسـفار
يـا سـادة حضـروا كونوا على ثقة
أن الإمـام لكـم مـن خيـر أنصـار
كـل الوفـود وأنتم خير من وفدوا
سـيمنحون الرضـا مـع حسـن أنظار
والكــل يرجـع بالإنعـام مبتهجـا
قريــر عيــن بــإيراد وإصــدار
كــل ينــال مـن الأمـداد قسـمته
لكـن عـارى الرضـا من فيضه عاري
يـا شـافعيّ نزلنـا رحـب سـاحتكم
فاقر الضيوف فأنت الباذل القاري
والحـظ رجال الهدى والشرع قاطبة
فــإنهم للــورى أنــوار أقمـار
وكـل مـن خـدموا بالصـدق موسمكم
وأخلصـوا سـعيهم للخـالق الباري
مـا قمـت أنشـدكم فـي بدء مولده
هـذا الإمـام عريـض الجـاه للجار
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.